الخميس، 19 يناير 2012

"رغيف الخبز " قصة للأطفال بقلم: شهاب سلطان

رغيف الخبز
شهاب سلطان

جاع القلم يوما ولم يجد عنده غير عدد قليل من حبوب القمح، لا يكفي دقيقها لصناعة رغيف واحد.
فجلس يفكر ماذا يفعل.
رسم القلم حقلا جعل له حدودا أربعة.
بذر فيه حبوب القمح التي عنده،قلبها في التربة جيدا،رسم علي رأس الحقل شجرة كبيرة وجلس تحتها ليرعى البذور حين تنبت .
لم تنبت حبوب القمح براعما صغيرة .. تساءل وقال:
ـ المفروض أنه إذا وضعت الحبوب في التربة فلابد أن تنبت براعم صغيرة.هل كانت الحبوب فاسدة غير صالحة للزراعة؟
جلس القلم متضايقا .. أخذ يسأل نفسه ويقول:
ـ هناك شئ خطأ ، ما هو ؟ هل العيب في التربة أم في الحبوب؟
تذكر أن التربة الجافة لا تنبت بذورا،ابتسم فرحا وهم واقفا وهو يقول:
ـ هذا هو الخطأ الذي وقعت فيه.
رسم فوق الحقل عدة سحب داكنة في السماء.حجبت السحب ضوء الشمس عن الحقل وصار لون الجو رماديا.
نفخ القلم زفيره ناحية السحب تصادمت ببعضها وأحدثت برقا ورعدا وأسقطت مطرا كثيرا ، روي ماء المطر الأرض.. وبلل ملابس القلم.
نفخ القلم زفيره في السحب ثانية فابتعدت عن الحقل وسحبت ماءها وراءها وراحت تروي أرضا بعيدة.
هبط شعاع الشمس الي الأرض،جلس القلم في ظل الشجرة ،تبخر وجه الماء وصعد عاليا الي السماء وامتصت الأرض الجزء الباقي.
صارت التربة رطبة لينة ،أنبتت حبوب القمح براعما صغيرة اخترقت وجه الأرض وصعدت الي أعلي تتراقص مع النسمات. وأخذت الجذور تمتص الماء والغذاء من التربة وترسله الي البراعم فتنمو وتكبر حتى صار في طرف كل منها سنبلة خضراء طويلة.
استمرت الجذور تمتص الغذاء من التربة وترسله الي أعلي ، صار في السنابل حبوب صغيرة ظلت تحتفظ بما تحمله السيقان من الغذاء حتي امتلأت.
طلب القلم من الجذور أن تكف عن امتصاص الطعام من التربة فأطاعت. ولم يعد للسيقان عمل تعمله فذبلت وجفت واصفر لونها وصارت السنابل في لون الذهب .
حصد القلم الأعواد ، أخرج الحبوب من السنابل ، صار عنده عدة حفنات من حبوب القمح من بعد ما كان عنده عدد صغير منها.
ترك القلم حفنة واحدة من الحبوب ليزرعها ثانية وأخذ الباقي، رسم رحى من الحجر وجلس يطحن بها الحبوب.صار عنده دقيق يكفي لصناعة رغيف كبير .عجن الدقيق وصنع منه رغيفا كبيرا مدورا وتركه حتى يتخمر.
رسم القلم فرنا في حجم الرغيف..ورسم فيه حطبا وأشعل النار في الحطب.وحين خمدت النيران .. وضع الرغيف العجين في الفرن وتركه حتى نضج.
صار عند القلم رغيف كبير ساخنا،مسح الفرن وأطفأ النار وجلس في ظل الشجرة وأمسك بالرغيف بين يديه وهمٌ بأن يأكله.
مر عليه رجل جائع وطلب منه أن يعطيه مما أعطاه الله .
أعطي القلم الرغيف للرجل الجائع وقام ليبذر الحب من جديد.


- تمت -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق