الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

"كلمة السر" قصة للأطفال بقلم سحر حمزة

كلمة السر
سحر حمزة
جلس حامد على باب غرفة الألعاب في منزله الشبيه بفيلا صغيرة ،تقع على ربوة في مدينة الفرسان ،كان يحاول فتح غرفة الألعاب بمفتاح عثر عليه،بعد رحلة عذاب من البحث المضني عن وسيلة ترشده ،من خلف باب غرفته إلى طرف خيط يوصله للمفتاح المعلق هناك ، ظنا منه أنه مفتاح غرفة الألعاب في ردهة منزله الواسع ،ظل يحاول دون جدوى ،أراد أن يلعب مثل غيره من الأطفال بعد عودته من المدرسة إلى البيت ،ولم يجد أمه ولا باقي أفراد أسرته ،بعد جهد طويل ومحاولات فاشلة ليفتح الباب شعر بالتعب وألقى بجسده على الأرض وجلس مذهولا مما جرى معه اليوم ،كيف لم يجد أمه تنتظره ،ولم تجهز له طعام الغذاء ،وحتى إخوته لم يعودوا للمنزل مثل كل يوم قبله ،ظل يفكر ويفكر ،وفجأة فإذا بأخيه أحمد يدخل وبيده ميدالية بها مفتاح ،وفي يده الأخرى فطيرة من الجبن والعسل ،نظر حامد مندهشا وسأل أجمد من أين لك بالفطيرة وأنا هنا منذ ساعة أنتظر أمي وأريد أن ألعب مثل أصدقائي ،لكن غرفة الألعاب موصدة بالمفتاح ،ومفتاحي لا يفتح الباب ،قال له أحمد ساخرا أنت لا تتفوه بكلمة السر التي يفتح بها الباب ،فقفز حامد وقال: هل أقول إفتح يا سمسم مثل قصة علي بابا والأربعين حرامي.
قهقه أحمد بصوت عالي وقال له :بعدك صغير يا ابني لا،،لا طبعاً ليست هذه كلمة سر ،هذه قصة خرافية قديمة عفى عنها الزمن.
قال له: أخبرني ما هي كلمة السر ،أريد مثلك فطيرة وأريد اللعب.
فرد عليه أحمد: حسناً تعال معي ،هيا قم وقف على قدميك ولا تندب حظك.
فأستجمع حامد قواه وقال :هيا يا تعال معي إلى المطبخ ،ماذا سنجد :فأجابه بثقة انظر هناك قل باسم الله ستجد ما لذ وطاب من الفطائر ،أمي تركت لنا الصحن مليء بها هيا تناول ما تشتهي منها ،لم يصدق حامد نفسه ونظر للطاولة فوجد الصحن ممتلئ بالفطائر وزجاجة عصير بانتظاره ،فتناول منها قطعة فصرخ به أحمد وقال :هل ذكرت اسم الله وقلت باسم الله قبل أن تتناولها ،فصمت حامد وقال آه نسيت باسم الله أوله وآخره ،فأكل حتى شبع ،فقال لأخيه أريد أن العب ،فرد عليه أخاه أحمد حسنا يا حامد أين مفتاحك؟
قال: ها هو أنظر لقد حاولت لمدة ساعة ولكن لم يفتح الباب.
فقال له أحمد تعال يا حامد ،وحاول مرة أخرى فقال :حسناً سأحاول فقال أحمد :يا حامد اذكر اسم الله وقل باسم الله ،فقال حامد بعصبية طيب يا أحمد :ها سأقول باسم الله ،ما هي إلى حركة دوران خفيفة حتى فتح الباب ،فصرخ حامد وقال :الله أكبر ،هل هذه كلمة سر تفتح كل الأبواب وتيسر كل الأمور وتشبعنا بعد جوع ،يا الله ما أروعك ،بسم الله دائماً وأبداً.
فقال له أحمد :نعم هذه هي كلمة السر التي تفتح كل الأبواب وتيسر كل السبل ،فقال حامد :ما أجمل هذه الكلمة وما أسهلها على اللسان بسم الله ،وكرر بسم الله ،ومنذ ذلك الوقت وحامد يسير في كل أموره وفي طرق حياته ولسانه رطب بذكر الله ،وكل ما يتمناه يدركه باسم الله ورضاه ،وظل حامد يكرر في حياته اسم الله بكل أعماله ،حتى كبر وأصبح طبيباً مشهوراً ورب عائلة ،علم أولاده كلمة سر تيسر الحياة أكثر من التكنولوجيا الحديثة التي تحمل عشرات كلمات السر التي تخطيء بلا شك دون ذكر اسم الله عليها،حتى لو حاول الجميع إقناعنا بغير ذلك ،لكن كلمة السر الأقوى هي بسم الله التي تفتح كل الدروب المغلقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق