الجمعة، 7 أكتوبر 2011

أسس كتابة القصيدة الحديثة للأطفال وتقنياتها (2/7) بقلم صهيب محمد خير

أسس كتابة القصيدة الحديثة للأطفال وتقنياتها (2/7)
صهيب محمد خير يوسف

* مع شاعر الأطفال:

- شاعر الطفولة لا يبدع فقط، بل يبدع وينمي الإبداع واللغة والأدب لدى غيره.

- لكل عصر طرقه الخاصة في التفكير والكتابة، وكذلك لكل طفل أو مجموعة أطفال، والتفكير الأدبي للأطفال في مرحلة البدايات يختلف عنه الآن. لذلك فإننا نكتب عما يحتاج إليه الطفل الآن ويطمح إليه كأمنية ويفكر فيه كمستقبل.

- أدب الأطفال الجديد أدب بناء وتربية، وليس أدب حشو وأمرٍ ونهي وتلقين مباشر، وكذلك ليس أدباً تعبويًّا أيديولوجيًّا كما قرأنا لدى بعض الشعراء.

- لذلك يُنصح شاعر الأطفال بتجنب الأسلوب التعليمي أو التوجيهي الجاف، والحرص على تقديم المعرفة والتحدث عن الموضوع وفوائده ونتائجه الإيجابية بشكل غير مباشر، بأساليب أدبية متنوعة، وبطرق الإقناع المختلفة.. إنها قصيدة وليست درساً!

- الوظيفة الأساسية لكتابة شعر الأطفال وظيفة تربوية سلوكية، وهي السبب الأساسي لوجود هذا الأدب، ونجد هذه الوظيفة في معظم نصوص الأطفال، لأن الشاعر يقدم قصيدة تربوية متخصصة تختزل العديد من الخبرات، لا قصيدةً ذاتية. ويستثنى من ذلك ما كان مقدماً للطفل على سبيل الإمتاع الفني وما إليه، مما تقل فيه الإشارات التربوية. وبالإضافة إلى الوظيفة التربوية هناك الوظيفة الحضارية والثقافية والاجتماعية والنفسية الروحية.

- تختلف الجرعة التربوية من قصيدة إلى أخرى حسب الموضوع، وفي قصيدة الأطفال أيضاً تربية اجتماعية، وتربية للوعي، وتربية جمالية، وتربية لغوية.

- ولكن البناء التربوي والنفسي والاجتماعي للنص الطفلي لا يعني بُعد الشاعر عن الإبداع والشعرية المبسطة.

- قصيدة الأطفال الجديدة مبرمج ومخطط لها إبداعيًّا وتربويًّا ومعرفيًّا. لهذا فالشاعر الذي يكتب للنشء يقوم بحصر جميع الأفكار نثراً، ويحيط بالموضوع ويرتبه منطقيًّا في ذهنه أو على الورق، قبل صياغته شعراً.

- ومن التخطيط المسبق: التخطيط لصياغة التراكيب، والتخطيط لعدد المفردات الجديدة في كل نص أو ديوان، والتخطيط لمزج الجديد بالمألوف، والتخطيط العلمي والإبداعي العام.

- على أدباء الأطفال مسؤولية كبيرة، ويسعى أديبهم ليكون أديباً مربياً، وشاعراً ناجحاً.

- الكتابة للنَّشء فن وموهبة نادرة، قد تتوافر فيمن يَكتب لهم، وقد لا تتوافر.

- يحسن بمن يكتب للطفل أن يكون غنيَّ الثقافة، وذا اطلاعٍ على جوانب متنوعة من العلوم الإنسانية والاجتماعية.

- من الضروري أن يكون شاعر الأطفال متمكناً من أدواته الشعرية الأساسية - بما فيها جودة اللغة، وثراء المعجم، وفنون كتابة وبناء القصيدة الحديثة، وإتقان العَروض ومعرفة تطوراته - وأن يكون موهوباً وممتلكاً لأدوات الشاعر قبل أن يبدأ بنشر قصائده المكتوبة للأطفال. فقد قرأنا الكثير من قصائد الأطفال وإذ بها ركيكةً ومكسورة الأوزان ومضطربة القوافي، ولن يقبل الطفل وجود ركاكة أو مشكلة عروضية أو لغوية في القصيدة المقدمة له، مهما كانت هذه المشكلة صغيرة.

- يمكن أن نكتب قصيدة للكبار في يوم واحد، ولكن علينا أن نخصص عدة أيام لصناعة القصيدة التي نكتبها للصغار، بحيث تتوزع على: التفكير بموضوع مناسب، تجهيز الخطة العلمية والفنية، كتابة الفكرة مجردة، استهلال وخروج موفق، نظمها في مقاطع، مراجعة المقاطع وتعديل صياغاتها، القراءة قبل الأخيرة.. إلَخ.

- يحتاج هذا الشعر إلى التأني والدقة وعدم الاستعجال والإكثار من الكتابة، فأن يبقى الشاعر مع القصيدة أسبوعاً خيرٌ من أن يكتب قصيدة ركيكة الأسلوب في ساعة. ولو قدمنا للطفل قصيدة رائعة، فذلك أفضل من أن نقدم له ديواناً ضعيفاً.

- من أهداف الشعر الطفلي: تنمية الثروة اللغوية لدى الطفل، ومعرفته للاستخدام الصحيح لهذه اللغة، فالطفل يتذوق اللغة ويستمتع بها. لذلك فإن شاعر الأطفال يركز على انتقاء الألفاظ والجمل والعبارات والتراكيب والأساليب المناسبة لذهن الطفل مما يكون مألوفاً لديه حسب مرحلته العمرية، وهو يتدرج باللغة حتى لا يعاني الطفل من صعوبة الإدراك اللغوي من حيث الأداءُ وفهم المعاني.

(يتبع 3/7).

ــــــــــــــــــــ

* للتواصل مع الكاتب وإرسال الملاحظات: suhaibmy@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق