السبت، 17 سبتمبر 2011

"الزيت و الزعتر" قصة للأطفال بقلم معاذ عبدالرحمن الدرويش

الزيت و الزعتر 
معاذ عبدالرحمن الدرويش

قال الزعتر للزيت: لولا نكهتي المميزة، وطعمي اللذيذ ما وضعوك على مائدة.

قال الزيت: لو كان كلامك صحيحاً لوضعوا بدلاً مني الماء ، وبلّوا لقمهم فيه، أنا الذي أرافق موائدهم فطوراً وغداءً وعشاءً،أما أنت أيها المسكين فلا يضعوك إلا على موائد الإفطار.

سمع حديثهم إبريق الشاي . قهقه الإبريق ضاحكاً ساخراً ثم قال:

ـ لا.... بل لولا وجودي أنا لاستغنوا عنكما الإثنين معا، أنا سيد موائد الإفطار، وأنا الذي أتربع على جلسات سمرهم وحلقات أحاديثهم، وأنا الذي يقدموني لأعز أصدقائهم وضيوفهم .

قال الخبز بتواضع: أرجوكم لا تتشاجروا منذ الصباح ،هاهي مر يم قادمة وهي التي ستحكم بينكم.

دخلت مريم في هذه الأثناء لتتناول فطورها قبل الذهاب إلى المدرسة.

حكى الخبز لمريم ما دار من حديث بين الزيت والزعتر و إبريق الشاي:

قالت مريم:

إن كل منكم هو مهم ومفيد لحياتنا، ونحن لا نستطيع أن نستغني عن أي منكم ، وكل واحد فيكم نراه جميلاً و طيباً على موائدنا.

ظهرت علامات الرضا على وجوه الجميع.

ثم أردفت قائلة:

ـ لو قدمنا أياً منكم بمفرد ه سيكون ثقيلاً على موائدنا ،و سيفقد نكهته الخاصة، بعد وقت قصير، وسيظهر بدون طعم جيد ،فالأشياء أيها الأحبة لا تظهر نكهاتها و لا تتألق ألوانها، إلا من خلال اجتماعها وتفاعلها مع الآخرين.

ضحك الجميع وتكاتفوا و راحوا يلعبون سوية فوق مائدة الإفطار.


muadmm@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق