قطرة الماء الحائرة
عماد عبدالحكيم
علقت قطرة الماء بفوهة الصنبور وهى تخشى السقوط فى الحوض
كانت تخشى ان هى سقطت فى الحوض أن تتحطم وتذهب أشلائها الى البالوعة.
كانت تنظر الى الأسفل وخوفها يزداد وهى ترى نفسها تنمو وتكبر ويثقل جسمها .
وكانت تحاول أن تتعلق بفوهة الصنبور أكثر وأكثر
لكنها فجأة في هذا الوقت الخطر فكرت وقالت: أنا أعيش الآن في الماضي.
هل إن أفلت من الصنبور سأعيش فى المستقبل؟
ويصبح حاضري ماضى ؟
ازداد خوف قطرة الماء وحيرتها وتشبثت بفوهة الصنبور بكل قوتها ، وتمسكت بالأمل الأخير فى أن تظل عالقة تقاوم السقوط والتحطم إن هي اصطدمت بقاع الحوض.
وأخذت تسد فوهة الصنبور بكل جسدها ، لكنها فوجئت بدفعة قوية من الصنبور تدفع جسدها جعلتها أضخم وهددتها أكثر بالسقوط.
وأصبح من المستحيل التعلق بفوهة الصنبور أكثر من هذا بعد أن ضعفت قوتها بشكل واضح.
ولهذا قررت أن تسقط فى الحوض لترى المستقبل دون خوف وظلت تتكور كالكرة فى الهواء وتغمض عينيها خوفا من الارتطام طوال رحلة السقوط مستسلمة لقدرها الذي ستلاقيه في أقرب فرصة.
وأخيرا حدثت المفاجأة السعيدة عندما رأت نفسها بعد أن كبر جسمها وسقطت فى الحوض تتحول لعدد من النقاط..
ربما أصغر ولكنها أكثر وأكثر.
أخذت كل نقطة ماء انفصلت عن القطرة الأم تضحك وتتدحرج خلف بعضها على أمل اللقاء مرة أخرى.
هناك تعليق واحد:
مؤثره..
إرسال تعليق