الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

أسس كتابة القصيدة الحديثة للأطفال وتقنياتها (1/7) بقلم صهيب يوسف

أسس كتابة القصيدة الحديثة للأطفال وتقنياتها (1/7)
صهيب محمد خير يوسف [1]

• تمهيد:
• سأقوم في هذه السلسلة من المقالات بتقييد أسسٍ نظرية وتقنياتٍ موجزة ننطلق منها نحو تطبيق فن الكتابة الحديثة أو الجديدة لشعر الأطفال، والتي بدأ العمل عليها منذ ما يقارب العقدين من الزمان، وبدأتْ ملامحها تتضح مع بداية ظهور القنوات الفضائية المخصصة للأطفال.

وقد رأيت ضرورة تقييد أهم أسس وملامح وتقنيات هذه المدرسة بعد أن تكاملت أركانها وتبلورت خصائصها واقعيًّا. ولا يعني تخصيصي لكلمتَي (حديثة أو جديدة) أن هناك قطيعةً بين ما نستطيع تسميته "المدرسة الجديدة لشعر الأطفال" وبين مدرسة شعر الأطفال المعاصر، بل هو امتداد لإبداعاتها وتطوير لجهودها، مع وجود تمييز للنواحي الحديثة لدى شعراء المدرسة الجديدة.

• أدب الأطفال العربي توجُّه معاصر بدأ بدايةً حقيقية منذ مائة سنة تقريباً.

• الاهتمام بأدب وثقافة الأطفال، والاهتمام بالكتابة للأطفال، توجه حضاري ينمُّ عن رقي المجتمع والأدب والأديب، والعكس يدل على ضعف الاهتمام بالطفل وبمكانة الأدب والثقافة في حياته.

• وزيادة الاهتمام بالشعر الطفلي والتنظير له ونقده والسعي الجاد لتطويره، دليلٌ على تقدُّم هذا الأدب، والعكس صحيح.

• لذلك فمن الضروري توعية الشعراء والأوساط الثقافية والمجتمع بأهمية أدب وشعر الطفولة، مع العمل على معالجة أسباب قلَّة شعراء الأطفال.

• شعر الأطفال (المقصود به في هذه المقالات: الشعر المكتوب للأطفال) يعلِّم الطفل فنَّ الحياة، ويوسع مداركه ووعيه ومهاراته، ويكوِّن لديه الذوق الأدبي والطفولة الشاعرية، وحب القراءة والاستماع، ويقدم له تثقيفاً عامًّا وثروة أخلاقية باقية.

• وقراءة الطفل للشعر تقدم له ثروة لغوية تبقى معه (ذكرت إحدى الدراسات أن معدل قراءة الطفل العربي للكتب غير المدرسية لا يتجاوز الست دقائق في السنة!).

• مع شعر الأطفال:
• شعر الأطفال هو واحد من أهم عناصر الثقافة بالنسبة إليهم، وفيه تُختصر الكثير من المضامين التي تهمُّ الطفل.

• هل يمكن أن نقدم للطفل اليوم قصائد كُتبت في السبعينيات؟ إن هذه المرحلة تختلف، واللغة الشعرية كذلك، والأطفال اختلفوا واختلفت أدواتهم عن تلك المرحلة. إذاً: لا بد من أن نقدم لهم نصوصاً جديدة، حيَّة، وعصرية.

• للنهوض الحقيقي بأدب الأطفال لا بدَّ من التفاعل والتنسيق بين أدباء الأطفال والمختصين في أدب الطفل من جهة، وبين المؤسسات التربوية والثقافية والتجمعات الأدبية من جهة أخرى.

• مهمة المدارس ورياض الأطفال هي تقديم شعر يحقق أهداف أدب الطفولة. ومن الضروري أن يجري اختيار النصوص الشعرية المقدَّمة في مناهج الأطفال بالتنسيق مع مستشاري أدب الأطفال ومع الأدباء أنفسهم، وألاَّ يقتصر تجهيز هذه المواد على الجهات التجارية أو على الأدباء الذين ليست لهم تجربة في أدب الأطفال.. فأهل كل فنٍّ هم الأدرى به.

• ضرورة الانتقائية والبعد عن العشوائية فيما يُختار للأطفال في الكتب المدرسية التي تقدم لهم على مدًى طويل.

• وقد نتساءل هنا: لماذا كان يسمى الشعر في بعض المناهج بـ"المحفوظات"؟ هل الهدف هو الحفظ للحفظ والنجاح؟ أم للمعنى والفائدة؟

• تساؤل مهم أيضاً: لماذا لا يدرَّس أدب الأطفال في الكثير من الجامعات العربية؟!

• لدينا الكثير من الكتب والدراسات المتخصصة في دراسة أدب الأطفال المعاصر، والمكتوبة بأقلامٍ ناقدة خبيرة، ولكن هل استطاع الشعراء المعاصرون إنتاج أدبٍ بالمستوى الذي كانت تطمح إليه هذه الدراسات وتنظِّر له؟

• وعلى الجانب الآخر، لماذا يحدث هذا التقصير الشديد في متابعة ونقد شعر الأطفال الجديد؟ ولماذا لا يتنبه المهتمون والمؤسسات المعنية إلى ضرورة متابعته وتقييمه والتنظير له إلاَّ بعد مرور مدة طويلة على انطلاقته؟!

• للجوائز الأدبية أهمية في دعم وحث المبدعين على الكتابة للأطفال، وبالتالي التعريف بهم ونشر أعمالهم، مما يعود بالنفع على الطفل ومكتبته.

• لدينا كمٌّ كبير من كتب الأطفال المترجمة من الآداب العالمية، ولكن كم كتاباً عربيًّا تُرجم لأطفال العالم؟ وهل ما ترجمناه لأطفالنا يناسبهم حقًّا؟!

• تعتبر الكتابات الناجحة التي يقدِّمها الكبار للصغار من أهم ما يكتسب الطفلُ منه ملَكة الكتابة.

• في شعر الأطفال تنميةٌ لإحساس الطفل بجمال الكلمة وقوة تأثيرها، وتحفيزٌ لاكتشاف أسرار الجمال بكل أنواعه، ليعيشه إلى أبعد أعماقه.

• الطفل يرى.. الطفل يفعل، كذلك: الطفل يقرأ.. الطفل يفعل!

(يتبع 2/7)...
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] نبذة: صهيب محمد خير يوسف، شاعر سوري، مهتم بتنمية الإبداع الأدبي، يقيم في مدينة الرياض، حاز على جائزة دولة قطر لأدب الطفل، الدورة الثانية، عن مجموعته الشعرية (يوميات خلوق)، وعلى المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي، الدورة 12، عن مجموعته الشعرية (تكوين حلم). عضو رابطة الأدب الإسلامي.
يسرني تلقي ملاحظاتكم ومقترحاتكم على هذه السلسلة عن طريق الإيميل: suhaibmy@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق