الأربعاء، 22 يونيو 2011

"أرنوب والمرآة العجيبة " قصة للأطفال بقلم شادية محمد


أرنوب والمرآة العجيبة
شادية محمد
ذات يوم وبينما كان يجرى أرنوب الصغير بحثا عن الغذاء ، قابل السلحفاة فى طريقه وكانت تختبئ بداخل الدرقة " أى الغطاء الصلب الذى يعلوها " ، وعندما رآها أرنوب ذهب إليها وصاح " لم أنتي مختبئة هكذا ؟" ، فخرجت بسرعه وهمست له وقالت " أخفض صوتك يا أرنوب " .
فقال لها ولماذا ؟
قالت له إختبئ بجوارى أولا .
ولما اختبأ بجانبها خلف الشجرة أخبرته أن الأسد قد إستعاد صحته وأنه الآن قد أخلف وعد ه مع باقى الحيوانات بأنه لن يأكل أحدا منهم ثانية ، وقد رأته منذ ساعة يجرى وراء الغزالة بوسى .
تنهد أرنوب وأحمر وجهه ، وسألها متلهفا " وماذا حدث لبوسى ؟ أوهل إستطاع الأسد الإمساك بها .
ضحكت السلحفاة ضحكة صاخبة ونسيت أنها مختبئة ، لكن يبدو أنها تذكرت شيئا طريفا بالفعل .
ضحك أرنوب هو الآخر لضحكها وظل يتساءل " أخبرينى ما الذى حدث ؟ ".
فقالت له " قد كنت أختبئ من بعيد وأنا حزينة لحال بوسى خائفة أن تتعرقل فيأكلها الأسد وأنا بطيئة كما تعلم ولن أستطيع مساعدتها .
رد عليها أرنوب " نعم ، أنا أعلم ، لكن أكملى ، أكملى " .
أكملت السلحفاة حديثها ولا زالت الإبتسامة على وجهها وقالت " ظلت الغزالة تجرى والأسد يلحقها ، ويبدو أنه كان جائعا لدرجة أنه لا يركز فى أى شئ ، وحتى أنه لا ينظر سوى بإتجاه بوسى التى دبرت له حيلة .
رد أرنوب " حيلة ، أى حيلة "
ضحكت السلحفاة وقالت لأرنوب " حيث رأت الصخرة التى طالما إجتمعنا حولها سويا بمصاحبة الغزالة وميشو والفيل لالو الصغير .
هز أرنوب رأسه وقال ضاجكا " لا تقولى أنه تعرقل "
ضحكا سويا وقالت السلحفاة " نعم ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، فعندما إقتربت بوسى من الصخرة قفزت قفزة عالية تجاوزت بها الصخرة بينما إصطدم بها الأسد وظل يتأوه ولم ينجده أحد لأنه خائن وقد أخلف وعده لكل حيوانات الغابة .
فقال لها أرنوب " الحمد لله أن الغزالة بوسى لم يصبها مكروه .
ردت السلحفاة قائلة " الحمد لله .
لكنهما لم يستطيعا تكملة الحوار إذ سمعا صراخ القرد ميشو ، فإنتبها ليعرفا سبب الصراخ فسمعا زئير الأسد وعرفا أنه يجرى وراء ميشو .
اختبأ أرنوب جيدا وراء الشجرة وبينما دخلت السلحفاة تحت غطاءها الصلب ثانية . لكنهما كانا يدعيان لميشو بأن ينجده الله من غدر الأسد .
وطالما كان ميشو سريعا وإستطاع أن يتسلق شجرة عالية ولم يستطع الأسد الإمساك به . إنتظره الأسد كثيرا أسفل الشجرة على أمل أن يصيب الإرهاق ميشو فينزل من فوق الشجرة ، إلا أن ميشو أغاظ الأسد وظل يأكل الموز ويلقى بالقشر على الأسد الذى إستسلم وعاد إلى عرينه مهزوما .
نادى أرنوب للقرد وجلسا معا يفكران والسلحفاه فى حل ليعود الإطمئنان إلى الغابة من جديد .
فتذكر أرنوب تلك المرآة بجانب شجرة الجزر ، وتذكر كيف تتحول كل فترة من شمس جميلة إلى ورود ، ثم إلى بشر ، ثم إلى جزر الذى طالما حاول أرنوب أكله لكنه يجده مجرد خيال . وتذكر أيضا أن الرجل الذى يمسك الفرشاة والألوان الجميلة قد رسم بالأمس أسدا كالأسد الخائن فلم يكمله وتركه دون رأس .
خطرت على بال أرنوب فكرة عبقرية ، فنظر إلى السماء ووجد أن الشمس لا زالت ساطعة وأنه لا زال أمامه وقتا طويلا قبل أن يأتى الغروب ويأتى معه الرسام ليكمل رأس الأسد .
هلل أرنوب فسألاه ميشو والسلحفاه عن سبب سعادته ، فرد : سألقن اليوم الأسد درسا لن ينساه وسأعلمه أن من يخلف وعده عقابه عسير جدا .
ثم ركض بعيدا ، ناداه ميشو قائلا " إلى أين أنت ذاهب "
رد أرنوب " أنا ذاهب إلى المرآة العجيبة
أبدى ميشو علامات الإستغراب وسأله " إلى أين ؟! "
رد أرنوب وهو يركض : إلى مكان لا يعرفه غيرى والرسام ، إنتظرونى حتى أعود
فقالت السلحفاة " إحذر يا أرنوب "، لكن أرنوب كان قد إبتعد بعيدا بعيدا بعيدا .
ذهب أرنوب حتى عرين الأسد وظل يدبدب على الأرض ، يغنى ويهلل ، يحاول أن يخرج الأسد من عرينه .
وبالفعل خرج الأسد مسرعا حتى يأكل أرنوب ، لكنه وجد أرنوب بعيدا يحاول إغاظته .
فركض الأسد وراء أرنوب ،أرنوب يجرى والأسد وراءه .
ظل أرنوب يجرى حتى إستدرج الأسد إلى المرآة العجيبة ، ثم إختفى أرنوب عن أعين الأسد .
بحث عنه الأسد كثيرا لكنه كل ومل لما لم يجده .
عندما شعر أرنوب أن الأسد بدأ يستسلم وكاد يعود إلى عرينه ، ناداه من بعيد دون أن يظهر نفسه ، وعقد معه إتفاقا يدل على دهاء أرنوب وذكائه .
وكان الإتفاق هو أن يقطع الأسد وعدا على نفسه بأن يعطى الأمان لكل حيوانات الغابة فى مقابل أن يقدم أرنوب نفسه وليمة للأسد . لكن بشرط أن ينزع الأسد الملاءة من فوق المرآه فإن كان الأسد صادقا فى وعده سيجد نورا يشع حوله ، وإن كان كاذبا سيجد رأسه مقطوعه ولن تعود إليه من جديد .
إستخف الأسد بكلام أرنوب وخلع الملاءة ففوجئ برأسه مقطوعة ، فصاح صارخا " لا لا ، أنا المخطئ ، لن أخلف وعدا من جديد ، أنا السبب ، حبيبتى يا رأسى " .
ظل يركض ويصيح صارخا نادما ، بينما أرنوب ركض لصديقيه السلحفاه والقرد ميشو وضحك الثلاثى كثيرا بعدما روى لهم أرنوب الحكاية ، وأن الأسد لا زال يظن أن رأسه مقطوعه ، وإن عادت ثانية فوق جسده فإنه لن يخلف وعدا قطعه أبدا وإلا سيفقد رأسه إلى الأبد .


هناك تعليق واحد: