الأربعاء، 5 يناير 2011

"الساقية " قصة للأطفال بقلم سالم شاهين

الساقية
سالم شاهين

صاحت النخلة بصوت حازم:
ـ لا تصرخ أيها الغراب، ودع الساقية تنام بسلام..
وقالت شجرة الزيتون : يجب ألا نبقى مكتوفي الأيدي..
وقالت شجرة أخرى: ـ وماذا نفعل أيتها الأشجار؟:..
وساد الصمت من جديد، وهنّ ينظرن إلى الساقية التي مسَّها المرض، وقطعت شجرة التوت صمت الأشجار: يا عيني… لكم هو شاحب وجهها…
كلهن شاخصات إلى الساقية، التي تحمل الماء كل يوم لتروي عطشهن، ولتغتسل به الطيور. أما الآن، فقد مسَّ الجميع العطش الشديد، ونفضت الأشجار ثمارها قبل النضوج، مرت الأيام، وامتقع وجه الساقية.
صاحت شجرة التين بعزم: إذا بقينا فسنموت جميعاً..
وقالت شجرة التوت: ارحمنا يارب فأنت الرحمن الرحيم..
وقالت شجرة الرمان بصوت يائس: ما أتعس حظنا…
فقالت شجرة الزيتون بوقار: لنبعث إلى المطر علّه ينقذنا من المحنة..
فرحت شجرة التفاح: أجل لنرسل رسالة إلى المطر. وهذه ورقة مني..
وقالت شجرة التين: ورقتي أكبر..
أجابت ورقة الزيتون: بل ستقدم كل منكن ورقة لكتابة الرسالة..
فرحت الأشجار، وكتبن الرسالة، وتقدم الغراب قائلاً:
وسأحملها إلى المطر، وقالت الحمامة: سأكون معك أعينك على حملها وطار الاثنان، بعد أن ودّعا الأشجار، واختفيا عن الأنظار وبقين ينتظرن مجيء المطر..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق