بيت سعيد السعيد
حكاية للأطفال تحت سن 15 سنة
ناصـر العـزبـي
رسوم: أسامة أبو صبا
العم حمزة
حول إحدى الصحف التف الأولاد يمعنون النظر في مجموعة من الصور المنشورة بها والتي تعبر عن وحشية العدوان الغاشم الذي استهدف أطفال البلدة الطيبة .
امتدت يد العم حمزة لتمسك الجريدة التي أمامهم ثم تحركها حتى وصل إلى إحدى شجرات الأرز الموجودة بالمكان وجلس تحتها ،..
تحرك الأولاد نحوه ، جلسوا محيطين به ليستمعوا إلى تعليقه ... ،
لكن العم حمزة طوى الجريدة ، وبعد لحظة صمت ، خرج عليهم بصوته قائلا :
سأحكى لكم حكاية سعيد السعيد ،..
.. أقصد حكاية بيت سعيد السعيد .
***
سعيد السعيد
كان سعيد في مقتبل الشباب ، ورث عن أجداده الكثير من الصفات التي عرفوا بها والتي زادت من حب الناس له حيث تمتع بكرم الضيافة وتقديم مساعداته لكل من كان في حاجة إلى المساعدة .
كان سعيد السعيد – مثله في ذلك مثل كل الشباب - محبا للحياة ، يحمل قلب طفل ، يتميز برقة المشاعر والتلقائية والبساطة ، وكانت طفولته تظهر في لعبه الدائم مع الأطفال ، ولا يشعر براحة إن سمع بكاء طفل ، أو رأى عجوزا يتألم من المرض .
وكان وجه سعيد دائم الإشراق ، لا تغيب عنه الابتسامة ، ولا يذكر أن رآه أحد غير مبتسم فكانت تبدو عليه السعادة الدائمة ، ..
.. وهو لذلك اقترن اسمه بصفة السعادة ، ..
.. فأطلق عليه الناس " سعيد السعيد "
***
في المنطقة الطيبة
كانت شجرة الأرز الراسخة التي تظلهم تكتم أنفاسها وكأنها تمعن في الإنصات خشية أن يصدر عنها أي صوت يؤثر على انتباه الأولاد للعم حمزة الذي بدا متحمسا لحكايته عن " بيت سعيد السعيد "، التي واصل سردها عليهم قائلا :
كان للبيت الذي يعيش فيه سعيد السعيد موقع متميز في المنطقة الموجود بها حيث كان لابد وأن يمر به كل من يتجه من الشرق إلى الغرب ، وكذلك كل من يتجه من الغرب إلى الشرق .
وكان البيت مبنيا على مساحة كبيرة تحيط به حديقة واسعة كثيفة الأشجار وارفة الثمار ، وقد اشتهرت بما تخرجه من ثمار فاكهة المانجو والليمون والبرتقال .
صمت العم حمزة فتعلقت به أبصار الأولاد الذين لاحظوا حيرته ...
.. ولكنه سرعان ما قطع الصمت مستأنفا حكايته :
بالرغم من وصفى هذا للبيت إلا أنني لم أستطع أن أوفه حقه في الوصف ، فلقد كان البيت جميلا في ألوانه وتصميمه من الخارج ، رائع الجمال في تكوينه من الداخل ، لا تنقطع عنه الخيرات التي كان عامرا بها .
لكل ذلك كان يقصده كل المهاجرين إلى المناطق المختلفة أثناء رحلاتهم ، وكانوا يتخذون من بيت سعيد السعيد استراحة يلجأ ون إليها للراحة وأحيانا للمبيت فيها ..
لقد عرف العالم كله عن تلك المنطقة التي بني بها البيت منذ تاريخ بعيد أنها « المنطقة الطيبة » ، ولم يكن وصفهم لها بالطيبة من فراغ ، بل لأن الحياة بالمنطقة كانت تنعم بالحب ويسودها السلام ، وقد كان الناس وقتها لا يحسبون لكثير من الأمور التي لا يلتفتون إليها لأنها لم تكن موجودة ، فلا يتحسبون لأمور مثل : التقويل والتشكيك والتخوين ، ..
.. لا مكان فيها للأطماع ولا للصراعات ولا للدسائس ، ولا مكان لأي أسلوب إلا للذي يقوم على الحوار والصراحة .
لقد كانت النية الحسنة وقتها هي المرجع ، والكلمة هي العقد ، ..
.. والحب هو الدستور .
يقول العم حمزة : هكذا كانت الحياة في المنطقة الطيبة منذ سكنها الأجداد ، فما أحلى ناس القناعة والكرم والحب ،
ما أحلى تلك الحياة التي يظللها السلام .
كان سعيد السعيد يعيش في بيته سعيدا بحبه للناس وبحب الناس له ، وهو يجد في قصد الآخرين له إيناساً لوحدته ، بالإضافة إلى أن معرفة الناس تعد نعمة من الله، ومكافأة له على فعل الخير ، وهو لهذا قد أخذ عهداً على نفسه بأن لا يتوقف عن فعل الخير ومساعدة الآخرين طالما امتلك ما يحقق إسعادهم ، وكم تمنى من الله أن لا تنقطع الخيرات عن بيته أو عن حديقته وهى الأمنية التي كان يشعر بأن الله يحققها له ، فقد كانت الخيرات في زيادة دائمة رغم كل ما يستنفد منها .
كان سعيد يرى أنه لا متعة ولا سعادة لأي إنسان في الحياة إن لم يشاركه فيها الآخرون ، لذا فقد كان يتفنن في فعل كل ما يجذب الناس إلى بيته ، يبذل كل جهده لتحقيق كل ما من شأنه إسعادهم وزيادة راحتهم .
كان يعمل من أجل الاستفادة المثلى من كل مساحات البيت حتى يكون مناسبا لاستضافة الجميع ؛ تجارا كانوا أم مهاجرين، نساء كن أم شيوخا أم أسر كاملة
وفي بيته الذي كان يتكون من عدد هائل من الحجرات والصالات الواسعة نجده قد خصص الطابق الثاني منه لاستضافة الأسر ، وخصص حجرات بعينها للأطفال حيث زودها بكل ما يسعدهم ويدخل البهجة عليهم من هدايا ولعب وأدوات تسلية .
هذا هو سعيد السعيد بما حباه الله من صفات كرم وحب للخير،
وهذا هو بيته بموقعه المتميز من المنطقة الطيبة التي حباها الله بالخيرات الكثيرة .
ولا يذكر أن خلا البيت من الضيوف من المارة أو من المقيمين المتناوبين على المنطقة وليس هذا فقط بل أن هناك أحيانا من كان يقصد البيت خصيصا بغرض الزيارة .
هكذا كان البيت دائما ؛
ينعم بالاستقرار فلا يشعر فيه ضيف بالغربة
الجميع يشعرون بالطمأنينة في مكان يخيم عليه السعادة العامة ...
كل يفعل ما يحلو له ويرغب فيه ،
كل يتحرك بحرية ودون قيد
حياة يومية
بين المعتاد والغير معتاد
في الأيام العادية ، يقصد البيت كثير من السائرين ،منهم من يقصده للمرة الأولى ، ومنهم من سبق له المرور على البيت من قبل مرة أو مرات .
ومن المعتاد أيضا توافد الناس بكثرة على هذا المكان في المواسم المختلفة للمناسبات المتنوعة: الدينية أو الاجتماعية أو التجارية .
في كل الحالات ، لم يعتد سعيد أن يقيد حركة أحد من زائريه حتى لا يشعره بغربة في بيته .
الشيء الواضح والملموس للجميع هو تلك البهجة التي تعلو وجوه الحاضرين جميعا ، وحالة الآمان التي ترفرف على المكان .
تلك هي الحياة المعتادة واليومية في بيت سعيد السعيد الذي يزداد عليه الإقبال يوما بعد يوم ، لذا ؛ فإن وجود الناس في أي وقت ، في مناسبة أو غير مناسبة ، يعد أمرا عاديا ، وإن حدث غير ذلك في يوم ما ، فهذا يعنى أمرا غير عادى ، أو يكون يوما غريبا .
يوم غريب
لمحت شجرة الأرز بعض الأطفال يقبلون على الجمع غير القليل المحيط بالعم حمزة ، وتمنت لو أنهم حضروا منذ البداية ، فلقد فاتهم سماع الحديث عن سعيد وبيته ومنطقته وتاريخها ، ..
كانت الشجرة في ذات الوقت معلقة بصرها بالعم حمزة حيث كانت تصغي إليه ...
بعد لحظات واصل العم حمزة حكيه بادئا كلامه بقوله:
يوم غريب !
كان شارد الذهن ...، ولم يعقب أحد من المستمعين على مقولته ، وانتظروا استئنافه للحكي ..
لم يُِطل في شروده ، فقد عاد بصوته يواصل حديثه إليهم :
في هذا اليوم جاء البيت رجل غريب - وكغيره من الأغراب الذين سبق لهم الحضور إلى البيت – لم يبخل عليه سعيد بشيء ، رحب به وأنس إليه ، ولم يمنع عنه خيرا ببيته ، وكعادته حاول أن لا يصدر عنه ما قد يسبب حرجا أو مضايقة للضيف ، فلم يشأ أن يكون فضوليا بسيل من الاستفسارات عن الاسم وعن الأصل أو عن المقصد ، ...
وكان من الغرابة في هذا اليوم ، عدم وجود زائرين بالبيت غير ذلك الرجل الغريب الذي قضى بالبيت يوما كاملا لم ينم ليلته ، بل ظل مستيقظا ، يتحرك بالبيت كيفما يشاء متفقدا أنحاءه ومستمتعا بكل ما فيه . وفى الصباح الباكر ، خرج منصرفا دون أن يراه أحد .
يوم عادى غريب
بعد أيام ،
قدم الرجل الغريب ،،،
ولكن في هذه المرة كان اليوم عاديا ، فقد قصد الغريب المكان ولم يكن وحده في البيت ، لقد كان مكتظا بالزائرين – يبدو انه لم يتوقع ذلك – تناوبت أفكار كثيرة على ذهنه ، لكنه كتمها ولم تخرج عنه أي استفسارات بشأنها . تحرك بشكل مقصود داخل بيت سعيد السعيد متفقدا أنحاءه ، تفحص المكان بأكمله لم يصدق حالة السلام التي تخيم على المكان ، لم يستوعب ما يراه ، أثار حفيظته التحرك غير المقيد للحاضرين بالمكان ، أزعجه هذا الحب الجم الذي بدا واضحا بين كل الزائرين ، وتلك الثقة التي بدت واضحة بينهم ، وذلك الصدق الذي يحكم المعاملات بين بعضهم والبعض الآخر ، وبينهم وبين سعيد السعيد ...
لقد بدا واضحا له أن المكان لم يعد فقط استراحة يخلدون فيها للراحة من تعب الطريق ومشقة السفر ، إن الأمر قد تجاوز هذا المعنى المحدود ، لقد بدت هناك قيمة جديدة للمكان يدركها كل من يحضر إليه ، لقد أصبح ملتقى للبشر من كل فج على اختلاف أصولهم ، مكان يشعرون فيه بالطمأنينة .. لقد لمح أحدهم يمسك ريشة يخط بها لوحة كتب عليها " محطة السلام " .
فهم الرجل أشياء كثيرة ، وأصيب بحسرة لم أدركها وقتها ،
لم يطل الإمعان في الحاضرين ، .. تحرك بالمكان مرة أخرى ، تفقده مرة ثانية ، تنقل بين حجراته ، صعد الطابق الثاني ، حجرات الأسر والنساء والشيوخ والأطفال .
وقد أصيب بهلع لحظة مشاهدته إحدى الحجرات المزدحمة بالدمى والعرائس واللعب حيث لم يكن بها مكانا شاغرا لأحد ، لقد امتلأت الحجرة بالأطفال الذين ينعمون باللعب والمرح مع بعضهم البعض ومع اللعب والعرائس ، وامتد بهم اللعب والمرح إلى الصالات المختلفة بالبيت .
- لقد بدا للمكان قيمة أخرى !
قالها الرجل الغريب لنفسه ، ولم يكمل يومه مثلما سبق له في المرة الأولى ،
لم ينتظر حتى الصباح ، خرج منصرفا من المكان دون الحديث إلى أحد .
لقد كان له تفسير آخر للمشهد الذي رآه ، وصنع لنفسه مبررا يتكئ عليه في تبرير حسرته ، كانت تنفلت منه بعض الكلمات أثناء انصرافه من المكان ،
كيف هذا ؟! .. إن الخيرات التي بالمكان ستنفد ؟!
.. أن هذا السعيد معتوه لا يعرف ماذا يفعل ؟!!!
يوم عادى غريب
مرة ثانية
كان سعيد سعيداً بكل ما يحيط به ، الحب والاستقرار والطمأنينة ، الحياة من حوله تزداد ابتهاجا وروعة ، وهو لا ينشغل بغير إسعاد الآخرين ، ويا ليته يسجل تلك السنين الحلوة المسالمة ، ولكن مع كل الأسف فإن التاريخ لا يسجل للسلام ، بل يسجل الأحداث غير العادية من صراعات وحروب وأحداث ومفارقات ،
ولأن حياة الحب والسلام من المفترض أنها عادية ، أو من المفترض أن تكون كذلك خالية من الصراعات ، فإن سعيد لم يهتم بشيء يخص التأريخ ، لا ينشغل بغير مساعدة الآخرين وأن يراهم سعداء ، ولا يعكر صفو حياته غير أن يرى أحد يتألم .
وفى هذا اليوم ،
كانت الحياة سجالا ، لم يحدث شيء غير عادى ، فالسائرون بالمنطقة – الرائحون والعائدون من أو إلى مقاصدهم – مبتهجون ، كثيرون منهم يدخلون البيت ، بيت سعيد السعيد ، والحركة داخل البيت سلسة ، والكل يستمتع بالمكان ، والأطفال يملأ ون البيت بهجة وسرورا .
في هذه الأثناء ،
جاء ذلك الرجل الغريب ،
لكنه في تلك المرة لم يطرق الباب ، كل من قصد بيت سعيد السعيد يطرق الباب قبل دخوله ، فيستقبله " سعيد " صاحب المنزل مرحبا به دون تمييز .
هذه المرة لم يفعل الغريب مثلهم ، نفذ من الباب مباشرة دون استئذان ،
هذه المرة كان يرتدى زيا ذا هيئة غير مألوفة لسعيد السعيد ، زيا غير كل الذي يرتديه الآخرون وكأنه زيا رسميا لمنظمة ما ، يشعر الناظر إليه بالانقباض .
يقول العم حمزة منبها المستمعين إليه :
لم ينتبه الحاضرون بالمكان لهذا الغريب ، ولكنني الذي أصف لكم المشهد بوعي على عكس كل من بالبيت الذين لم يكونوا متوقعين أي شيء غير عادى ، وفي هذه المرة كان الرجل الغريب يرتدى زيا أقرب ما يكون إلى الزى العسكري ، وهذه المرة لم يدخل البيت وحده ، كان معه كثيرون ممن يرتدون نفس الزى الأقرب ما يكون إلى الزى العسكري .
هذه المرة لم تكن لديه لغة الحوار ، اللغة التي يجيدها البشر ، بل كانت لغته على العكس من ذلك تماما ، لغة لا تركن إلى استخدام العقل ، بل تستخدم أساليب البطش والعنف ومظاهر التدمير .
قصد الرجل الغريب برجاله حجرات بيت سعيد السعيد ، كان أول ما قصد - هو ورجاله – حجرات الطابق الثاني التي تحوى النساء والشيوخ والأطفال ، ولم تسلم الدمى ولا اللعب ولا العرائس من البطش والتدمير ، واختلطت الأشلاء بأجزاء من الدمى ، ولطخت العرائس بالدماء البريئة .
لم يتوقف الرجل الغريب عند ذلك ، بل انتقل رجاله إلى باقي حجرات البيت يقتحمونها بشكل عشوائي غير مبرر وبوحشية لا يتحكم فيها عقل .
تبدل حال بيت سعيد السعيد إلى النقيض التام من الآمان والسلام ، أصبحت تجوب فيه الفوضى والعربدة ، وتسكن نفوس ناسه مشاعرُ الهلع والرعب والخوف .
.. يتحرك العم حمزة تاركا مكانه أسفل شجرة الأرز
إلى مكان لا تظله مظلة ، وكأنه يريد أن يستمع إليه العالم كله ..
.. يعلق على ما يحكيه قائلا :
لقد كانت الكاميرات تسجل وتنقل تفاصيل ما يحدث عبر الفضائيات إلى شاشات تليفزيونات العالم .
وكأنها أرادت أن تكشف موقف العالم بعجزه أمام ما حدث لتؤكد على حالة التحدي التي تواجه السلام.
يطرح العم حمزة تساؤلا بينه وبين نفسه :
هل يعقل أن يكون هناك من لا يحب السلام ؟!!
.. يعود العم حمزة إلى مكانه تحت شجرة الأرز بعد أن تجمعت حوله مجموعة أخرى من المارة ، تحركت معه إلى جوار الجالسين حوله أسفل الشجرة ليستمعوا إليه ،
يستأنف العم حمزة الحكى :
لم يشأ أحد أن يتصدى لرجال الغريب لإيقاف ما يحدث ،
ربما كان ذلك من هول المفاجأة وعدم تصديقهم كل ما رأوه
ربما ظنوا أنهم في كابوس انتظروا إن ينتهي وحده .
وربما كانوا منتظرين تصدى سعيد لذلك الرجل .
المشهد قبل الأخير
نفض سعيد الذهول عن نفسه وتحرك متجها إلى الرجل الغريب :
- ماذا تفعل ؟
لم يعر الرجل اهتماما لسؤال سعيد ، ولم يتوقف رجاله عن بطشهم ،
تجمع غالبية الحاضرين ملتفين حول سعيد الذي كرر سؤاله على الرجل الغريب :
- من أنت ، ولماذا تفعل كل ذلك ؟
أجابه الرجل وكأنه كان ينتظر السؤال :
- صديق لك ، حضرت لحمايتك .
مندهشا رد سعيد على الرجل :
- من منّ ؟ ومن أنت ؟ ومن ذا الذي قال لك أنى في حاجة إلى حماية ؟ ومن وكلك لحمايتي ؟!!
أجاب الرجل بشكل آلي وكأنه مبرمج على الإجابة :
- نحن الذين قررنا ، أنت غير منتبه لما يدور في بيتك .. لقد حضرت لحمايتك من أولائك الذين يستنزفونك دائما .
- أنت غير وصي علي ...
قاطعه الرجل : ..
- أنت لا تعرف أين مصلحتك ، وعليك أن تترك زمام الأمور لنا .
صرخ سعيد في الرجل :
- وحدي الذي أملك زمام أمري ولا يمكن لأحد أن يسلبني ذلك الحق ، من انتم حتى تمنحون أنفسكم ما لم أعطه إياكم ؟
رد الرجل في غطرسة :
- نحن الأقوياء .. القوة هي التي تعطينا كل الحقوق .
- القوة هي قانون الغابة ، والإنسانية لن تعود للوراء .
- أنت داخل منظومة هذا العالم ، لذا فأنت تخضع لقانون حكم العالم .
- أنت تغالط في الحوار ، فلا يمكن إن يكون هناك قانونا يسلب الإنسان حق تحديد مصيره ، وأنا وكل من في منطقتنا لا يمكن أن نتنازل لكم عن هذا الحق.
- البقاء للأقوى ،،،
قالها الرجل الغريب ليحسم الموقف .
وقفة
وقف العم حمزة ممسكا الجريدة في يده ، يتحدث مع الأطفال حتى يحاولوا التفكير والبحث معه لربما أدركوا ما لم يتمكن السعيد من إدراكه ،
قال :
- لم يتوقع سعيد أن يتعرض لمثل هذا الموقف ،
في خضم من العمل والسعي من أجل الخير لم يتوقع تلك الهجمة ،
نسى أن يؤمن نفسه لمثل هذا اليوم .
لم يدعم نفسه بأسلحة الدفاع عن بيته ...
بعد برهة عقب العم حمزة في استنكار:
- هل كان من الضروري له أن يوفر السلاح من أجل الدفاع عن السلام ..؟
قمة التناقض !!
سعيد يعيد حساباته !!
لقد بدأ سعيد يعيد حساباته ،
بدأ يفكر في أشياء كثيرة لم يكن يفكر فيها من قبل ..
يطرح على نفسه سؤالا لم يتوقع أن يطرحه على نفسه ..
- هل من الممكن إن تتراجع قيم الحب والمنطق أمام القوة ؟!
- هل هو لا يستطيع حماية نفسه ؟
المشهد الأخير:
سعيد وحده هو الذي يستطيع كتابة هذا المشهد
ولكن ..
.. هل لنا دور في ذلك المشهد ؟
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأسجل تقديري لتلك المدونة الرائعة ، وقد شرفت بنشر قصتي بها ، وأسجل؛ أنها المرة الأولى لي التي أنشر فيها قصة من قصصي التي كتبتها للأطفال ، وقد وافقت على نشرها هنا لأنها مدونة تحترم كتَّاب الطفل وتحترم عقلية الطفل ، وأولاً وأخيراً لأنها مدونة مقرؤة يتابعها عدد كبير من رواد أدب الطفل ، لذا فإني أتقدم بالتقدير الواجب لصاحب تلك المدونة ؛ الأديب الحق أحمد طوسن ، ويشرفني أن أرسل تباعاُ للنشر بمدونته
ردحذفالمبدع والمسرحي الجميل ناصر العزبي.. شكرا لروحك الجميلة وود كلماتك.
ردحذفوفي انتظار قلمك ليشرق هنا دوما بالجديد
تحياتي ومحبتي
شكراً جزيلاً لك على إضافة مدونتي قبل الطوفان. أعتقد أن من المهم هو حصر المدونات وتصنيفها وفق معايير محددة وربما استناداً إلى مجالات اهتمام كتاب هذه المدونات. .الجودة والرصانة والإبداع والاهتمام بالشأن العام قد تكون من أبرز المعايير التي نحتاجها لفهم أعمق وأدق لحركة التدوين في العالم العربي أو تلك المدونات المكتوبة باللغة العربية. .محبتي وتقديري
ردحذف