الأحد، 9 يناير 2011

"الفيل والنملة" قصة للأطفال بقلم الطيب أديب

الفيل والنملة
الطيب أديب

الفيل حيوان ضخم ، له خرطوم طويل يساعده على شرب الماء ، والتهام الحشائش من الأرض، يرفعها به ليضعها في فمه ، أما النملة فهي حشرة صغير ة الحجم ، تبحث عن غذائها بنفسها من بقايا الأشجار والثمار والأخشاب التي تنخر فيها فتحولها إلى حبيبات صغيرة..
 ويتعاون النمل في حمل غذائه إلى قريته ، وهو مخلوق ذكى ، الصغير يوقر كبيره ، والكبير يساعد صغيره ، ورغم أنه كائن مسالم إلا أنه يستميت فى الدفاع عن قريته ... وفى يوم من الأيام خرجت مجموعة من النمل بحثا عن الغذاء ، وبينما هم فرحين برزقهم ، ومشغولين في حمله ، جاءت مجموعة من الأفيال مسرعة يتقدمها كبيرهم ، وإذا برجله تدوسهم فتقتل عشرات النمل وباقى النمل يصرخ ... وصاحت زعيمة النمل بأعلى صوتها قائلة : تبا لك أيها الفيل هل وصل بك الغرور إلى هذه الدرجة ..؟!
نظر الفيل إليها وقال : عن أى شيء تتحدثين أيتها النملة ؟
قالت: ألم تشعر بما فعلته فى حقنا ؟
 قال : وماذا فعلت ؟
 قالت : دست بقدمك الضخمة عشرات النمل فقتلتهم ...
 قال : ابتعدي عنى أيتها النملة الضعيفة .
 قالت : يجب أن تعلم أيها الفيل أن جسمك الضخم هذا لا يخيفنا ...نستطيع أن نلقنك درسا لا تنساه ... اذهب بعيدا عن قريتنا وإياك أن تكرر هذه الجريمة مرة أخرى ..! نظر الفيل إلى النملة باحتقار قائلا : وماذا ستفعلين أيتها النملة إذا أنا كررت ما فعلته .. اخرسى وانصرفي وإلا أكملت على بقيتكم ... ؟
شعرت النملة بالإهانه فهمست للنمل وأعدت خطة سريعة للرد على غرور الفيل، واستعدت بكل قوتها وقفزت على رجل الفيل وصعدت مسرعة على جسمه الضخم فدخلت في أذنه .. !
هاج الفيل وصرخ بأعلى صوته طالبا مساعدة الأفيال في إنقاذه من النملة ..
 صعدت نملة بين صفوف النمل المنظمة وصاحت مهددة باقي الأفيال بتكرار ما حدث مع كبيرهم ، فتراجعت الفيلةعلى الفور .. وظلت ملكة النمل تعض كبير الفيلة في أذنه ، وهو يقفز ويصرخ قائلا : أرجوك أن تخرجي أيتها النملة ...
قالت النملة : هل تعلمت الآن أيها الفيل أن جميع المخلوقات تستطيع الدفاع عن نفسها مهما صغر حجمها ..؟
قال نعم ... ولن احتقر أى مخلوق في الغابة بعد اليوم ..
خرجت النملة وقفزت على الأرض ..
قال كبير الفيلة : أنا أخطأت في حقكم ومستعد لمساعدتكم في حمل كمية كبيرة من الغذاء تكفيكم لمدة طويلة .
قالت شكرا : فنحن لا نعتمد على أحد في جمع غذائنا ، لأننا تعودنا جمعه بأنفسنا .
 قال: لماذا ؟
قالت : لأننا إذا تعودنا مساعدتكم اليوم سنصاب بالكسل .
قال كبير الفيلة : عجبا لك أيتها النملة ، فرغم أن جسمك صغير إلا أن عقلك كبير..! وأنا أشكرك كثيرا على هذه النصائح والحكم التي تعلمتها منك ، فهل تقبلين اعتذاري على ما بدر منى في حقكم ..؟
قالت : ما دمت قد اعترفت بذنبك ولن ترجع إلى الخطأ مرة أخرى سامحتك وسامحك الله أيها الفيل .. اذهب رافقت السلامة ..!

___________________________________________________________________

من قصص مجموعة" الفيل والنملة"-صدرت عن كتاب قطر الندى-الهيئة العامة لقصور الثقافة-2010م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق