الخميس، 16 ديسمبر 2010

"عُقْد الماء" قصة مترجمة للأطفال بقلم ديفيد مكربي

عُقْد الماء
تأليف: ديفيد مكربي
ترجمة: حسن صلاح حسن
كان يا ما كان ، فى قديم الزمان ، كان هناك ملك له ابنة جميلة. وابنة الملك تكون أميرة. كان هذا الملك غنياً جداً ، وكان يعيش مع أسرته فى قصرٍ كبير. وكانت للأميرة الكثير من الحجرات فى هذا القصر. كانت تحتاج الكثير من الحجرات لأن الألعاب التى كانت تمتلكها كثيرة جداً. وكانت حجرتها مليئة بالألعاب حتى السقف. وفى كل مرة يذهب أبيها خارج المملكة ، كان يعود ومعه هدية لإبنته. وإذا أراد أى زائر أن يأتى إلى القصر، كان يضطر أن يأتى بهدية إلى الأميرة. وكل الناس فى المملكة قد سمعوا عن هذه الأميرة التى تحصل على كل ما تريد.
وفى عيد ميلاد الأميرة كان يضطر أبيها الملك أن يشترى لها هدية. ولكن هذه الأميرة لم يكن لها عيد ميلاد واحد فى العام مثل كل الناس بل لها عيد ميلاد كل أسبوع.
كان الملك يقول لها: "كان عيد ميلادك بالأسبوع الماضى". ولكن الأميرة كانت تقول لأبيها الملك "صحيح؟ لا يهم. سيكون لى عيد ميلاد فى هذا الأسبوع أيضاً".
كلما كبرت الأميرة ، كلما جمعت الكثير من الهدايا. وكلما جمعت الكثير من الهدايا ، كلما احتاجت الكثير من حجرات القصر لتضع هداياها وألعابها بها. وكلما أرادت شئ تحصل عليه ، وبعد أن تحصل عليه تفكر فى شئ آخر. وكان بالفعل عندها الكثير من المجوهرات ، والألعاب ، والساعات من كل صنف.
وفى يوم من الأيام رأت الأميرة نافورة جميلة فى حديقة رجل غني.
أدهشها الماء وهو يندفع إلى أعلى ويتساقط فى البركة الصغيرة محدثاً طرطشة ورذاذاً يلمع فى ضوء الشمس. كانت قطرات المياه اللامعة تبدو جميلة.
ذهبت الأميرة إلى أبيها الملك وطلبت منه أن يعطيها نافورة.
أعطى الملك أوامره للخدم ببناء نافورة فى حديقة القصر.
عمل الخدم بجدٍ ومهارةٍ حتى انتهوا من بناء النافورة. عندما انتهوا من بناء النافورة ، أتت الأميرة لتنظر إليها.
صاحت الأميرة فرحة "إنها جميلة حقاً".
ظلت الأميرة تنظر إلى قطرات المياة المتطايرة فى الهواء والتى تلمع فى ضوء الشمس. سقطت قطرة مياة على إحدى يديها ثم جرت إلى حافة إصبعها. ظلت على الإصبع لثوانٍ قليلة تلمع ثم سقطت على الأرض. ابتسمت الأميرة وهى تشاهد القطرة تلمع على إصبعها ثم قالت لأبيها:"أبى .. هناك شئ آخر أريد أن أحصل عليه."
ظل الملك صامتاً ، فقالت "أريد أن يكون عندى عقد مصنوع من قطرات الماء."
فقال الملك مندهشاً "قطرات الماء! ولكن كيف يستطيع أى انسان أن يصنع عقداً من قطرات الماء؟"
"لا يهمنى كيف يُصنع. كل ما يهمنى هو أننى أريد عقداً من الماء. هذا الشئ ليس عندى وأريد أن أرتديه حول رقبتى." ظل الملك صامتاًَ.
فى اليوم التالى أرسل الملك الخدم ليحضروا له أفضل صانع مجوهرات فى المملكة كلها. قال له الملك حينما أتى:
- أريدك أن تصنع عٌقداً خاصاً لإبنتى الأميرة. عقداً ليس له مثيل ويكون مصنوعاً من قطرات الماء.
- ولكن يا سيدى الملك ، كيف أصنع عقداً من قطرات الماء؟
- لا يهمنى كيف تصنعه. اذهب الآن واصنعه.
ذهب صانع المجوهرات حزيناً إلى محله وبدأ العمل. أحضر الكثير من أنواع الخيوط المختلفة ، وإناءً ملأه بالماء. وضع يده فى الماء ثم سحبها. وجعل قطرات المياه الباقية على يديه تسقط على قطعة خيط إلا أن القطرات كانت تسقط من على الخيط أيضاً. جرب صانع المجوهرات أنواع الخيوط الأخرى ولكن قطرات المياه كانت تسقط على الأرض مثل الدموع. حاول مرات ومرات أن يصنع العقد من قطرات المياة ولكنه لم يستطع فذهب إلى الملك ليخبره بهذا. غضب الملك ، وأمر الجنود أن يضعوا صانع المجوهرات فى السجن. ثم صاح فى جنوده وخدمه:
- احضروا لى صانع مجوهراتٍ آخر.
ولكن صانع المجوهرات الآخر لم يستطع أن يصنع عقدأ من قطرات المياه ، فأمر الملك الجنود أن يضعوه فى السجن أيضاً وقال بإنه سيظل فى السجن حتى يصنع أى صانع مجوهرات لابنته العقد من قطرات المياه.
امتلأ السجن بصانعى المجوهرات الذين لم يعرفوا كيف يصنعوا للأميرة عقداً من قطرات الماء.
وفى يوم من الأيام ذهب شيخٌ كبير إلى الملك ، فسأله الملك:
- هل أنت صانع مجوهرات؟
- لا يا سيدى الملك. إننى شحاذ. ولكننى سمعت عن مشكلة العقد المصنوع من قطرات الماء.
فقال الملك بشغفٍ:
- هل تستطيع أن تصنع عٌقداً من قطرات الماء؟
- بالتأكيد أستطيع. إنه أمرٌ سهلٌ جداً. ولكننى أريد بعض المساعدة.
- أنا الملك. أستطيع أن أعطيك كل ما تطلب. أخبرنى ماذا تريد وسوف أعطيه لك.
- أريد أميرةً تجمع لى قطرات الماء ، وبعد ذلك سوف أضع أنا القطرات على الخيط وأصنع لك عٌقداً جميلاً. أعدك بذلك.
أرسل الملك خادماً إلى الأميرة لتحضر أمامه. أتت الأميرة .. استمعت إلى كلام الشيخ وابتسمت ، وبسعادةٍ كبيرةٍ جرت إلى النافورة لتحضر للشيخ بعض قطرات الماء ، ولكن عندما عادت إليه وجدت يدها جافة ، ولا توجد أية قطرات من الماء عليها.
قال لها الشيخ الكبير:
- لا يهم. إذهبى ثانية وأحضرى المزيد من قطرات الماء. سأنتظرك هنا.
ذهبت الأميرة ثانيةً إلى النافورة. وضعت يدها فى الماء وجرت بسرعة إلى القصر لتعطى قطرات الماء للشيخ ، ولكن عندما وصلت إليه وجدت يدها جافة مرة أخرى. وعندئذ علمت الأميرة أن هذا مستحيل.
نظر إليها الشيخ الشحاذ وقال لها:
- أيتها البنت الغبية. إذا لم تستطيعين أن تحضرى لى قطرات الماء ، فكيف أستطيع أن أصنع لك عُقداً من الماء؟
أطرقت الأميرة وشعرت بالخجل.
فقال الشحاذ:
- وكيف سيستطيع كل صانعى المجوهرات أن يصنعوا لك عقداً من الماء يا أيتها البنت الغبية؟
ذهب الشحاذ.. فكر الملك فى كلام الشحاذ .. علم الملك أنه كان أحمقاً أيضاً.
أمر الملك الجنود أن يطلقوا سراح صانعى المجوهرات وأن يعودوا إلى بيوتهم.
ومن ذلك اليوم لم يعد الملك يحضر لابنته الهدايا. وأمر ابنته أن تبيع الكثير من هداياها الثمينة وأن تعطى ثمنها لصانعى المجوهرات الذين كانوا فى السجن بسببها.
وأعطت الأميرة أيضاً الكثير من هداياها للناس الفقراء فى المملكة ، وأصبحت بنتاً طيبةً وكريمة. وأصبح لها عيد ميلاد واحد كل عام مثل أى شخصٍ آخر.



اسم القصة (A necklace of Water Drops)
من كتاب (The Talking Tree and other stories)
للكاتب (David McRobbie)
للناشر (Oxford Progressive English Readers Grade 1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق