السبت، 11 ديسمبر 2010

"عندما يفكر الأسد" قصة للأطفال بقلم كفاح إبراهيم

عندما يفكر الأسد
كفاح جميل حسن إبراهيم
سمع الأسد ملك الغابة ذات يوم، أن الحيوانات تسخر منه لأنه لا يصطاد طعامه بنفسه، بل يأكل مما تصطاده زوجته اللبؤة، دون أن يخجل من ذلك، عندها قرر الأسد أن يعيد لنفسه اعتبارها، ويتخلص من سخرية الحيوانات التي هي أقلُّ شأناً منه..
- سأري تلك المخلوقات التافهة كيف تتجرأ علي..
فأرسل إلى الغزالة، وعندما حضرت إليه سألها:
- أخبريني أيتها الغزالة؛ كيف يمكن لعظيم مثلي أن يصطاد فرائسه بنفسه؟
فقالت الغزالة بخوف:
- عليك يا سيدي أن تركض وراء فريستك برشاقة وخفة..
ثم أخذت تريه كيف يفعل ذلك، وكانت رشيقة جداً..
لكن الأسد قال لها:
أترين أني أستطيع أن أكون بهذه الخفة والرشاقة؟!...
أم أنك تسخرين مني..
وصاح بصوت قوي:
أيها الحراس اقبضوا عليها لأنها فشلت في الامتحان، وأعدوا منها طعاماً للغداء.
بعد أيام طلب الأسد من الأرنب المثول بين يديه، ليخبره كيف يصطاد، فقال الأرنب:
- عليك يا سيدي أن تقفز وتقفز حتى تحاصر فريستك، وتلتف حولها وتربكها بقفزك، حتى تصاب بالدوار فتسقط مغشياً عليها فتلتهمها.
لكن الأسد لم يقتنع بما قاله الأرنب، فأمر به أن يشوى ويقدم له على العشاء مع بعض الطيور.
وبعد أيام، تقدَّم أحد القرود الذي سمع عن الاختبار الذي يقيمه الأسد لحيوانات الغابة، فقال له:
- إذا أردت أن تصطاد فريسة عليك أن تفكر، ربما صنعت لها فخاً، أو وضعت لها مصيدة، ولا تنسى أنك إذا كنت تريد أن تكون رشيقاً كالغزالة أو أن تقفز كالأرنب، فعليك أن تتمرن وتتدرب، ولا تكثر من الطعام دون لزوم، وعليك أن...
فقاطعه الأسد وهو ينظر إليه بازدراء ويرى أنه لا يصلح للأكل:
- توقف أيها القرد، أنا ملك الغابة أتريد مني أن أفكِّر كيف أصطاد، وأن أتمرن ولا أدري ماذا!
- هيا اغرب عن وجهي أنا لم أطلب رأيك...
تركه القرد وذهب من حيث أتى، وبقي الأسد وحده، وصار يستعيد كلام القرد، وأخذ يفكر فيه، وهو متمدد تحت الأشجار في الظل بعد وجبات الطعام الدسمة، التي اصطادتها له زوجته اللبؤة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق