البطة والقمر
ليو تولستوي
ترجمة: كامل يوسف حسين
كانت بطة تسبح يوماً في النهر، باحثة عن السمك، وانقضى اليوم بأسره، دون أن تعثر على سمكة واحدة.
حينما أقبل الليل شاهدت البطة القمر منعكساً على سطح الماء، واعتقدت أنه سمكة، فغطست في الماء لتمسك به، ورأتها البطات الأخريات، فاندفعن ضاحكات منها.
ومنذ ذلك اليوم، غرقت البطة في الخجل، إلى حد أنها عندما ترى سمكة تحت الماء لا تحاول الإمساك بها.
ولم يمضِ وقت طويل حتى ماتت جوعاً.
استوحى تولستوي قصته هذه من: (كليلة ودمنة): (خطأ البطة) التي نصها: (إنها رأت في الماء ضوءَ كوكب، فظنته سمكة، فحاولت أن تصيدها، فلما جرّبت ذلك مرارًا علمت أنه ليس بشيء يُصاد فتركته ولم تطلب صيدها).على أن تولستوي كتب (قصة) بينما وردَ نص (كليلة ودمنة) على شكل حكاية شعبية. ولم يبقِ تولستوي الحكاية على حالها، بل أضاف إليها أحداثاً جديدة، تمثلتْ في ضحكاتِ البطاتِ، ما أفقدَ البطةَ ثقتَها بنفسِها، فما عادت بقادرةٍ على الصيدِ، فماتت جوعًا.
ردحذف