الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

الفلاح والكنز، قصة للأطفال بقلم ديمة سحويل

الفلاح والكنز
ديمة سحويل


اقترب موسم العيد والفلاح لم يشتر بعد ملابس العيد لأولاده .
كان ينتظر قطف ثمار الرمان التي حل موعد نضوجها ليبيعها ويشتري بثمنها ملابس وحاجيات العيد لاطفاله .
خرج الفلاح من بيته في الصباح الباكر مع صياح الديك لقطف الرمان ..
وظل يكد ويعمل طوال فترة النهار إلى أن انتهى من جمع الثمار ...
وشعر بالتعب الشديد فكافأ نفسه بأخذ قسط من الراحة تحت ظلال الأشجار وانصت لحفيفها وما هي الا دقائق الا وغط الفلاح في نوم عميق .....
أثناء نومه مرت مجموعة من اللصوص بالبستان ووجدوه مستغرقا بنومه وبجانبه سلال الرمان فسرقوا كل السلال وهربوا دون أن يشعر بهم او يسمع جلبتهم .
بدأت أشعة الشمس المتسللة من بين أوراق الشجر تداعب وجنتيه فأيقظته.
فتح الفلاح عينيه و التفت حوله فلم يجد سلال الرمان بالقرب منه.
في البداية ظن أنه يحلم واخذ يفرك عينيه اكثر من مرة وراح يلتفت يمينا ويسارا ولم يجد شئ لقد اختفت ثمار الرمان جن جنونه وصار راح الفلاح يتساءل بحسرة : إنه تعب الموسم ! كيف ؟ ولماذا؟ وأين ؟ اختفى المحصول؟؟!! ثياب العيد!! إن أولادي بانتظاري لنذهب للسوق معا ..
وراح مرة اخرى يبحث بكل أنحاء البستان فلم يجد شيئا ، أصيب بخيبة أمل لان جهد وتعب الموسم اختفى .
وما كان أمامه إلا أن يستجدي الفلاحين المجاورين لبستانه وكبار رجال القرية من ذوي النفوذ وبمختار القرية لمساعدته لاستعادة محصوله ولكن لم يلتفت إليه أحد لانهم كانوا مشغولين بالتحضير للعيد ، لم يكترث أحد بما ألم به لم يرغب اي منهم بان يفسد فرحة العيد بسبب اهمال الفلاح الذي ترك محصوله ونام .
ورجع إلى البيت خائر القوى ،كان أولاده بانتظاره عند الباب دهشوا عندما رأوا ملامح الحزن تعلو وجه والدهم ويديه خاليتين ظنوا أنهم ذاهبون معه إلى السوق كما وعدهم لشراء أغراض العيد وحاجياته خاب رجاء الأطفال وصاروا يبكون..
وبكى الفلاح على بكاء اطفاله ....
وقص على زوجته بصوت متحشرج ما حدث معه وعيونه مليئة بالدموع ، واسته زوجته وطلبت منه أن يتكل على اللـه لان اللـه لا يضيع أجر أحد ولا يحرم أحد من فرحة العيد ...
وقالت له: إن كان اللصوص قد سرقوا محصولنا وسرقوا الفرحة من قلوب أطفالنا فاعلم أن اللـه معنا وسيرأف بحالنا.
قام الفلاح وتوضأ وتضرع لله وظل يدعوه طوال الليل ونام وهو حزين يناجي اللـه أن يرزقه لأجل أولاده الصغار الذين يحلمون بثياب وكعك العيد .
في صباح اليوم الثاني توجه الفلاح وزوجته وأولاده للبستان مرة أخرى يبحثون عن المحصول المسروق علهم يجدوا بعضا منه...
وصلوا إلى منطقة البساتين فلم لم يتعرفوا إلى بستانهم، المكان هو المكان والموقع هو الموقع نفسه بالقرب من عين الماء ولكن البستان الذي يخصهم بين ليلة وضحاها تحول إلى حديقة مليئة بأشجار اللوز والجوز والرمان وأرضيته مفروشة بالورود ....
الفلاح وأسرته تعجبوا مما رأوه ظنوا أنهم في حلم ولكن تجمهر الناس حول بستانهم أكد لهم أن ما يروه حقيقة ..
الجميع كان يتساءل ما الذي حدث ؟وكيف؟ والبارحة كان الفلاح يشكي ويستجدي بضياع محصوله ، واليوم تحول بستانه الصغير إلى حديقة متنوعة الأشجار..
قام الفلاح وزوجته وأطفاله على عجل بجمع محاصيل الرمان والجوز واللوز لبيعها وشراء ملابس وحلوى العيد.
صار الفلاح حديث القرية وأصبح ميسور الحال ...
كثرت الأقاويل عنه واجتمعت أراء الناس على أن الفلاح وجد مصباحا سحريا في أرضه حول البستان إلى جنة كبيرة.
ظلوا يتساءلوا عن سر تحول البستان...
وصارت الجموع تتكاثر من القرى المجاورة لرؤية الحديقة متعددة الاشجار ....
تضايق الفلاح من تجمهر الناس يوميا حول حديقته ؛ لأنهم كانوا يعيقونه عن عمله.
فصاح حتى يسمعوا صوته : لن أبقيكم في حيرة من أمركم سأكشف لكم سر تحول البستان..
يا أهل قريتي: لقد بليت بسرقة محصولي ليلة العيد وعندما لجأت إليكم وصغرت نفسي لكم لم تعينوني فبقيت في حيرة من أمري إلى أن وجدت الكنز...
تعجبت الجموع وفتحوا أفواههم من هول الدهشة ورددوا الكنز!!الكنز!!
فتهافتوا عليه بالأسئلة أين ؟ وكيف وجدته؟؟
فقال لهم الفلاح: لن أدلكم عليه سأدعكم انتم تجدونه ؛ لأنه موجود عند كل مخلوق ولكن المهم أن يعرف كيف يجده ؟ ..
ومنذ ذلك الوقت ظل أهل القرية كلهم والقرى المجاورة يبحثون عن ذلك الكنز الذي حول بستان الفلاح إلى حديقة كبيرة.
منهم من وجده ومنهم لم يجده للان ..............
لقد وجد الفلاح كنز الدعاء فدعا اللـه أن يعوض أطفاله خيرا وان لا يحرمهم فرحة العيد فجازاه اللـه وكتب له الفلاح وجعل عيد أطفاله عيدين.

هناك تعليق واحد:

  1. تعويض الله للمكسورين بعد لجوءهم اليه واسع وكريم وعجيب ولكن هل منطقي هذا الامر رجوع الحديقة في يوم واحد زاهرة مثمرة؟! القصة لابد ان يكون فيها شئ من الواقع وعدم الخيال المبالغ فيه .. الله المستعان

    ردحذف