حصالة الأفكار
قصة /عبدالله مرشدي
أمسك سمير بحصالته الخشبية وهو يبتسم وخاطبها قائلا: الآن وبعد أن انتهى العام الدراسي أستطيع أن أخرج ما بك ،وأشترى به ما أريد،ثم فتحها وأخرج ما بها من نقود ،ثم أزاح بالحصالة تحت السرير ،وهم ّ بالخروج من الحجرة ،ولكنه توقف حين سمع صوت حصالته يناديه قائلا :أتريد أن تستغني عنى يا سمير؟
فقال سمير: لا يا عزيزتي أنا لن استغنى عنك أبدا.
فقالت الحصالة: ولماذا تزيح بي هكذا تحت السرير؟
فقال سمير: أنا أحفظك هنا حتى يأتي العام الدراسي الجديد.
فقالت الحصالة:ولكنني لا أحب أن أستمر هذه الفترة الطويلة بلا عمل . كما أنني تعودت علي رؤيتك كل يوم يا سمير ،ولا أستطيع أن أفارقك كل هذه المدة .
قالتها الحصالة وكادت الدموع تنزل من عينيها ، فتأثر سمير بكلامها ، فأخذها ووضعها علي مكتبه ،ثم جلس علي الكرسي، وهو يفكر في كلام حصالته ولم يقطع تفكيره إلا صوت صديقه وليد الذي جاءه مناديًاً : هيا يا سمير كي نذهب إلي المكتبة ،فقد بدأ مهرجان القراءة للجميع .
وصل الصديقان إلي المكتبة، وراح كلاً منها يتطلع عناوين الكتب فوق الأرفف ،فأعجب سمير بكتاب عن نهر النيل فأخذ يتصفحه صفحة بعد الأخرى، وحين وجد معلومات لم يكن يعرفها من قبل توجه إلي أمين المكتبة ،وطلب منه ورقة صغيرة، وراح يكتب فيها ما يقابله من معلومات جديدة،ثم راح يقرأ الكتاب تلو الآخر،ويدون ما يقابله من معلومات في أوراق صغيرة .
رجع سمير إلي حجرته، وراح يبحث عن مكان يضع به الأوراق التي جمع فيها المعلومات من المكتبة ،وإذا به يسمع صوت حصالته يناديه قائلاً :لا تحتار يا سمير فأنا المكان الذي تبحث عنه .
ابتسم سمير وقال: حقا يا حصالتي العزيزة فأنت المكان الآمن فعلاً ،ثم أنها فرصة لكي أراك كل يوم .
ظل سمير على هذا الحال يجمع المعلومات والأفكار من الكتب في ورق صغير،ثم يضعه داخل حصالته حتى انتهت الأجازة الصيفية، وبداً العام الدراسي الجديد ،وأعلنت المدرسة عن مسابقة بين الفصول لاختيار أفضل لوحه حائط .
على الفوز تذكر سمير حصالته العزيزة، فأحضر ما بها من أوراق ،وأعد مع زملاء فصله لوحة حائط مليئة بالمعلومات الفريدة ، ففازت اللوحة بالجائزة الأولي ، وحين جاء يوم التكريم تقدم سمير وهو يحمل حصالته العزيزة ،وسلم علي أساتذته ،وأستلم الجائزة ،فابتسم ناظر المدرسة وقال : هل ستضع الجائزة في الحصالة يا سمير؟!
فابتسم سمير وقال :لا يا حضرة الناظر لقد أحضرت حصالتي لأنها تستحق الجائزة معنا.
فقال الناظر بدهشة: كيف ذلك يا سمير ؟!
ابتسم سمير، ثم راح يحكي للجميع حكايته مع حصالته العزيزة .
حصالة الافكار قصة رائعة . لانها تحفز الاطفال على القراءة وتغرس بداخلهم اهمية جمع المعلومات .وفى نفس الوقت تنبه الطفل الى قيمة الادخار وفائدته سواء كان ادخار للنقود اوللمعلومات.......
ردحذف