الأربعاء، 25 يوليو 2018

"السلحفاة البحرية والأسد " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



السلحفاة البحرية والأسد
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    الجميع في الغابة ، يعرفون أن الأسد ، لا يحب في الآخرين شيئاً ، أكثر من الشجاعة والصدق ، وقد لمسوا ذلك بأنفسهم ، في محنة السلحفاة البحرية .
ففي أحد الأيام ، اجتمع عدد من الحيوانات ، في عرين الأسد ، وأخذ كلّ منهم يتحدث عن أغرب ما عرفه ، أو شاهده ، أو سمع به ، عن عالم الحيوان .
قال الثعلب : من أغرب الحيوانات ، التي عرفتها ، النضناض ، فهو يبيض كالطيور ، لكنه يرضع صغاره كما تفعل اللبائن .
وقالت السلحفاة : هناك سمكة اسمها الصومون ، تضع في المرة الواحدة " 28 " مليون بيضة .
وقالت السلحفاة البحرية : لا أغرب من حصان البحر ، فالذكر وليس الأنثى من يحمل ويلد .
وهنا ساد الصمت ، وبدا الجميع خائفين ومحرجين ، وأخيراً قال الأسد : أنتم تعرفون أن الكذاب ، ليس له مكان في عريني ، ولا في الغابة .
لم يتحرك أحد من مكانه ، فنظر الأسد إلى السلحفاة البحرية ، وقال : اخرجي .
ونهضت السلحفاة البحرية ، وقالت : عفو مولاي ، لن أخرج ، لأني إذا خرجت ، فهذا إقرار مني بأن ما قلته  كذب .
ولحسن الحظ ، لم يتسرع الأسد ، ويأمر بقتل السلحفاة البحرية ، وحين تحرى الأمر ، عرف أنها لم تكذب ، وأن ذكر حصان البحر ، وليس أنثاه ، من يحمل ويلد ، فاعتذر منها ، وأحبها أعمق الحب .

"السلحفاة الخطافة " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



السلحفاة الخطافة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن

    سار دبدوب وثعلوب يتنزهان ، على شاطىء البحيرة ، ويتبادلان الحديث ، حول مآثر أجدادهما ، وما قاما به من أعمال عظيمة .
وأطنب ثعلوب في الحديث عن جده ، الذي كان ـ حسب قوله ـ مضرب المثل في الجرأة والشجاعة ، بين ثعالب الغابة كلها .
وتوقف دبدوب ، مشيراً إلى كائن شائك ، كان يسير متثاقلاً على الشاطىء ، وقال : ثعلوب ، انظر ، كأنها إحدى الجدات الغابرات لسلحوفة .
وتوقف هذا الكائن ، وحدجهما بنظرة قاسية ، أوقعت الرعب في قلب دبدوب ، فتراجع قليلاً ، وقال : تبدو خطرة ، لنبتعد .
وابتسم ثعلوب ، وقال : لو كان بين أجدادك جد مثل جدي ، ما قلت هذا .
وعلى حين غرة ، قفز الكائن كالبرق ، وأمسك بإحدى أذني ثعلوب ، وانتفض ثعلوب صارخاً ، وسارع بالهرب ، تاركاً أذنه تتلوى بين فكي ذلك الكائن الغريب الشائه .
وعلمت العمة دبة بالأمر ، فهزت رأسها ، وقالت : أحمق من يقترب من هذا الوحش ، إنها .. السلحفاة الخطافة .

"السد " قصة للأطفال بقلم : طلال حسن



السد
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
    شاهدت السلحفاة ، عند خروجها صباحاً من الجدول ، الجدة قندسة تعمل على تجديد بناء السد ، فتوقفت على مقربة منها ، وقالت : كفاك عملاً ، أنت لم تعودي صغيرة .
ابتسمت الجدة قندسة ، وقالت : إنني قندسة .
ونظرت السلحفاة إلى بيت الجدة قندسة ، وسط الجدول ، وقالت : لا داعي للعمل ، مادامت المياه تغطي مدخل بيتك .
واستأنفت الجدة قندسة عملها قائلة : لكنها لا تغطي مداخل بيوت ابني وحفيديّ .
ومضت السلحفاة تسير ببطئها المعهود ، وهي تقول : حقاً إنها قندسة .
ورفعت الجدة قندسة رأسها ، حين تناهت إليها هتافات محببة ، ورأت ابنها وحفيديها مسرعين نحوها ، وتراءى لها رفيقها الراحل ، يسرع في مقدمتهم ، فراح قلبها يخفق ، وعيناها تتنديان بالدموع .
انتهوا من تجديد السدّ ، بعد أيام ، ومضى كلّ منهم إلى بيته ، وسارت الجدة قندسة فرحة ، كان رفيقها ، الذي لم يبرح أعماقها ، يسير معها إلى البيت .