"سعادة نفسي..." قصيدة للأطفال بقلم : ياسر الششتاوي



سعادة نفسي...
 بقلم : ياسر الششتاوي

أنا لا أسرق
لا أكذبْ
ورضا ربي عندي
هو أعظم مكسبْ
سأعيش حياتي
منطلقاً
لا أسأم من خطوي المثمر
لا أتعبْ
لأنال شروق نجاحي
إن نجاحي
هو ما يسعدني
هو ما أرغبْ
وصديق السوء
له أتجنبْ
وأعامل كل الناس
بما يرضي
وجه الأخلاق
لكي أصبح شخصاً محبوباً
حب الناس سأصنعه
في أي مكان أذهبْ
لا أبغي من أحد ٍ شيئاً
أو أجعل
من أطماعي مذهبْ
حتى أحيا
ببراءة قلبٍ
لا يحقد
أو يندبْ
سأعيش خلوقاً
حتى لو أبصرت سواي
يسيء
ومن مرذولٍ يشربْ
لن أتركه
بذكاءٍ أنصحه
كي من نصحي لا يغضبْ
هذا دوري
ما دمت أعيش
أحاول أن أصلح
أن أجعل من دنيانا أعذبْ
ولذا
سأظل أمارس إيماني
بحياةٍ لا تقبح
أو تعطبْ
وسعادة نفسي
تأتيني
مني لا تهربْ

الجمعة، 22 يناير 2016

"النمس والأفعى" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



النمس والأفعى
قصة للأطفال
طلال حسن
    " 1 "
    جلس النمس تحت إحدى الأشجار ، يستحم بأشعة الشمس ، بعد أن أكل سقاية مكتنزة ، وعدداً كبيراً من الحشرات .
ورأته العصفورة من بعيد ، فأقبلت عليه مسرعة ، وحطت فوق غصن من أغصان الشجرة ، وهتفت : أيها النمس .
وردّ النمس مهدداً ، دون أن يلتفت إليها : ابتعدي عني الآن ، أريد أن أرتاح .
لكن العصفورة لم تبتعد عنه ، وإنما رفرفت إلى غصن قريب منه ، وقالت : سأقول لك شيئاً ، ثم أبتعد ، إن الأفعى اللعينة تتقول عليك .
وفحّ النمس قائلاً : أيتها المحتالة ، أنت تريدينني أن أفتك بالأفعى ، لأنها سرقت بيضك .
ولاذت العصفورة بالصمت ، فالتفت النمس إليها ، وقال غاضباً : ابتعدي وإلا لن تبيضي ثانية .
وعلى الفور ، انطلقت العصفورة مبتعدة ، ومضت لا تلوي على شيء .
 
    " 2 "
     أحس النمس بالجوع ، قبيل المساء ، فنهض واقفاً ، ليبدأ البحث عمّا يسد به جوعه ، وتراءى له بيض التمساح ، فالتمعت عيناه ، وانطلق بسرعة نحو النهر .
لقد رأى أنثى التمساح ، يوم أمس ، تحفر حفرة قليلة العمق ، في رمال ضفة النهر ، وتضع فيها عدداً كبيراً من البيض ، ثم تغطيها بالرمال .
وبالرغم من أن أنثى التمساح ، تقيم قرب الحفرة لحمايتها ، فمن يدري ، لعلها تبتعد عنها بعض الوقت ، عند المساء ، فيتاح للنمس أن يتعشى اليوم .. بيضاً لذيذاً .
ولمح النمس بين الأعشاب ، جرذاً ضخماً ، يقف على قائمتيه الخلفيتين ، متشمماً ما حوله ، فنسي بيض التمساح ، وانطلق نحوه بسرعة البرق .
ولابد أن الجرذ شمّ رائحة النمس ، قبل أن يراه مقبلاً نحوه ، فقد أطلق سيقانه للريح ، ولاذ ببيته القريب .
ووقف النمس يدمدم غاضباً ، بباب بيت الجرذ ، فصاح الجرذ من الداخل ، وهو يلهث : اذهب إلى الأفعى ، إذا كنت شجاعاً ، فهي تتقول عنك ، في طول الغابة وعرضها .  
وصاح النمس منفعلاً : تتقول عليّ ؟ أيها الكاذب ، ماذا تقول ؟
فردّ الجرذ قائلاً ، وهو مازال يلهث : اذهب إليها ، واسألها .
واستدار النمس ، وعيناه تتقادحان غضباً ، وذهب مسرعاً ، يبحث عن الأفعى ، في كل مكان .

    " 3 "
    ظلّ النمس عدة أيام ، يبحث عن الأفعى ، حتى وجدها أخيراً ، ملتفة حول نفسها ، تحاول النوم ، تحت أحدى الشجيرات .
وما إن رأته الأفعى مقبلاً ، حتى رفعت رأسها ، وكشرت عن أنيابها ، المعقوفة إلى الوراء ، وراح لسانها المشقوق ، يتحرك خارجاً من فمها ، وداخلاً فيه ، بانفعال وقلق .
وتقدم النمس منها غاضباً ، وقد انتصب ذنبه ، وتحول إلى فرشاة قاسية ، وقال : أيتها اللعينة ، سمعت أنك تتقولين عليّ ، حيثما ذهبت .
وتراجعت الأفعى قليلاً ، وقالت مهددة : توقف ، إن أسناني سامة .
فرد النمس قائلاً ، دون أن يتوقف : سأقتلك .
وبدا الخوف والتردد على الأفعى ، وقالت بصوت مرتعش : لم أقل أكثر من إنك تأكل الفئران والجرذان والسقايات والحشرات و ..
وقاطعها النمس قائلاً : وبيض التماسيح ..
فقالت الأفعى بصوت مختنق : نعم ، وبيض التماسيح ، وكل ما قلته صحيح ، أليس كذلك ؟
وانقض النمس عليها بسرعة البرق ، وهو يصيح : وكذلك الأفاعي ، الأفاعي الثرثارة أمثالك .
وغرس أسنانه الحادة ، الشبيهة برؤوس الإبر ، في قفا عنق الأفعى ، وأخذ في الوقت نفسه ، يحك وجهها بشعر ذنبها القاسي ، ولم يتركها إلا جثة مدماة .. هامدة .  

"چورچ يَسْتيْقظُ مُبكّراً" قصة مترجمة للأطفال بقلم: چ.ك.چيروم ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد



چورچ يَسْتيْقظُ مُبكّراً
قصة: چ.ك.چيروم
 ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد
ذاتَ مساءٍ رائعٍ، تَوقّفتْ ساعةُ چورچ تماماً عنْد الثامنةِ والربْعِ، ولمْ يعرفْ هو بذلكَ، فلسببٍٍ ما لمْ يمْلأْها بالهواءِ.وعندما ذهب لينام، علَّقها فوق وسادتهِ دون أنْ ينظرَ فيها.كانَ ذلكَ في الشتاءِ حيثُ كانت الأيامُ قصيرةً جداً، والسماءُ مغطاةً بالضبابِ ومعْتمةً جداً.
حينما اسْتيقظَ چورچ لمْ يعرفْ كمْ الوقتُ، فهبَّ واقفاً على سريره وتناولَ ساعته التي أشارتْ إلى الثامنةِ والربع.فقال صائحاً:
- لمَ لمْ يساعدني القديسون؟ عليّ أنْ أكونَ في وسط المدينةِ في تمامِ التاسعة ! لمَ لمْ يوقظني أحد؟
ألقى بساعته، وتركَ فِراشه، وأخذ حمَّاماً بارداً رغماً عنه، إذْ لمْ يكن لديْه وقتٌ لانتظارِ الماءِ الساخنِ، ثم ارتدى ملابسه وعاد لينظر في الساعةِ مرةً أخرى.الصدمةُ التي وقعتْ على ساعته وقْتَ أنْ أمْسكَ بها جعلتها تتحرك وهو لا يعرف.بدأت الساعةُ تتحرك وأعلنت التاسعةَ إلا ثُلُثاً. توجّهَ چورچ إلى السُّلم ونزل، ارتدى الچاكت والقبعة وفَرَدَ شمْسيّته وخرج.كانت الساعةُ ترتج.حين نادت عليه السيدة جيبان، لمْ يتوقف لتخبره هي، أو يدركُ هو بنفسه غرابةَ ما هو فيه، فالناسُ لمْ يستيقظوا بَعَْدُ.وبَعْدَ أنْ قطع مسافة كيلو متر جَرْياً لمْ يقابل فيها إلا القليلَ مِن الأشخاص، وتأكد أنَّ المحلات لمْ تفتح بعْدُ، أصابه الذهول.مِنْ بعيد رأى ثلاثة رجال، أحدهم شُرطي.ولمَّا نظر چورچ في ساعته عرف أنها التاسعة إلا خمس دقائق.توقف يُعدُّ دقاتِ قلبه وانحنى يتحسس ساقيه وساعته، واقترب من الشرطي ليسأله عن الوقت.فقال الشرطي وهو يسخر منه:
- كم الساعة ؟ قفْ هنا حتى تدق.
فأصغى چورچ ودقت ساعةٌ بالقرب منه.فقال وكأنه جريح:
- إنها الثالثة فقط!
فرد الشرطي:
- كم تريدها إذن؟
فأشار إلى ساعته قائلاً:
- إنها التاسعة !
فرد الشرطي بلهجةٍ غاضبةٍ:
- هل تعرف أين تسكن؟
فكّر چورچ قليلاً وأعطاه العنوان.فقال الشرطي:
- اتبعْ نصيحتي، وعُدْ إلى منزلك في هدوء.
ثم سار خلفه الرجالُ الثلاثة حتى أنه أحس وكأنه قد ارتكب جريمة ما.اثنان منهم رافقاه حتى وصل إلى المنزلِ كي يتأكدا هل يسكنُ هناك أمْ لا.وتركاه يدخل بينما ظَلا واقفين يتفحصان المنزل.
عاد چورچ إلى منزله، دونَ أنْ يقول كلمةً واحدةً طوال الطريق.وهو في غاية الكبْتِ فكر في أنْ يخلع ملابسه وينام مرةً أخرى، لكنه قال لابد وأنْ أنهض وأرتدي ملابسي. ثم ترك هذا كله وجلس على كرسيه المريح طامعاً في النوم، غير أنه لمْ يستطعْ، إذ أنه لمْ يستيقظْ مبكراً أبداً هكذا.
في هذه اللحظة، أضاءَ المصباحَ وأحضر لُعْبة الشطرنج ولعبَ دوْراً واحداً.لكنه لم يستمتعْ بهذا، فترك رقعةَ الشطرنج وحاول أنْ يقرأ، فتذكر أنه لم يكن يهتم بالقراءة.     بعد قليلٍ، ارتدى قميصه وخرجَ ليتنزه.ومنذ تلك الليلةِ، لمْ يستيقظْ چورچ مُبكراً أبداً.