السبت، 28 نوفمبر 2015

دنيا زاد السعدي.. سيرة ذاتية



دنيا زاد السعدي.. سيرة ذاتية
نبذة شخصية:
  دنيازاد عبدالله السعدي.حاصلة على ليسانس في الفلسفة و علم النفس.
 أعمل في تعليم اللغة العربية منذ العام 2003  لصفوف المرحلة الإبتدائية , و حاليّا في تعليم مادة الفلسفة لصوف الثّانويّة العامّة.
 كاتبة لقصص الأطفال منذ العام 2005 , ومعدّة للكثير من الأعمال المسرحيّة المدرسيّة كتابة وإشرافا.
توجّهت إلى عالم الطفل بالكتابة لإيصال رسالتي كأمّ و مربيّة  أدعو فيها النشء للتحلّي بالفضائل و تجنّب الخصال السيّئة, وأركّز في أعمالي  الكتابيّة على أمور عديدة منها : إعمال العقل والفكر, توجيه الطّاقة السلبيّة في المشاعر إلى تصرّفات إيجابيّة , البيئة و غيرها من الموضوعات.
عملت في تعديل وصياغة بعض قصص الأطفال المترجمة إلى العربيّة.
أولا : الوضع الشخصي:

  الاسم والشهرة : دنيازاد  السعدي
 مكان الولادة وتاريخها: السعودية – 1973
الحالة الاجتماعية: متأهلة
 الجنسية : فلسطينية – مقيمة في لبنان
 البريد الالكتروني:
ثانيا : التحصيل العلمي :
ليسانس في الفلسفة وعلم النفس – جامعة بيروت العربية -1997-1993
الشهادات المهنية والدورات التدريبية :
مهارات السلوك الاجتماعي  - ( الهيئة اللبنانية لكتب الأولاد) 2007-  -
- إدارة السلوك داخل الصّف  - مؤسسة مخزومي ( مراكز التدريب ) – 2012--
The lead and succeed workshop  for school leaders  - ( global university(2014-  ورشة عمل 
2014ورشة عمل الكتابة لذوي الصعوبات التعلمية  ( الهيئة اللبنانية لكتب الأولاد ) –-
ورشة عمل سلوكيات غير مرغوب بها. استراتيجيات علاجها و كيفية ضبطها  (2015)             
Global Univirsity
-          (Drama  as Educational Material  ) workshop  from  Kalimat  Educational Center (2015)
ثالثا : الخبرة المهنية
- تعليم صفوف رياض الأطفال  1998-1997
تعليم مادة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية  ( من الصف الثاني  إلى الصف الخامس ) 2014 -2003 
_ تعليم مادة الفلسفة للمرحلة الثانوية حاليا
رابعا : في مجال أدب الطفل :
بدأت في تأليف قصص الأطفال  عام 2005
 المؤلفات :
بيروت- قصة جزاء الفضول  - دار الكتب الحديثة  2005
- سلسلتيّ  ( واحة الحكايات  - 6 قصص ) و ( القارىء الصغير – 3 قصص )  - دار الكتب الحديثة  2006
سلسلة أجراس المعرفة  ( 5 قصص ) – دار الكتب الحديثة 2007
  قصة  ( عندما تغضب ) – دار أصالة 2013  . و قد حازت هذه القصة على جائزة اتصالات 2013  عن فئة أفضل إخراج . و  على لائحة الشرف في  جائزة كتابي من عربي 21  -2015
قصة  ( خروف بلا صوف)  - دار أصالة 2014
قصة ( بلّوطة الحظ ) – دار الناشر اللبناني  2014
قصة ( هروب عصفور ) – ( البيضة السوداء )  دار اصالة2015
 وقصص أخرى تحت الطبع :
سلسلة ( سندس  - 7 قصص ) دار الكتب الحديثة
قصّتا( سرّ الكرزة الحمراء)  - (  أين قمري ؟ )   دار الكتب الحديثة
قصّتا  ( أريد أحلامي )  ,( و أنا أيضا ذكي !) دار أصالة
قصّة ( شباك أسناني) دار السلوى- الأردن
قصّة ( رحلة كيس ) دار البحيرة – فلسطين
مهارات  أخرى :
 المشاركة  في إعداد سيناريوهات المسرحيّات و المشاهد التمثيلية  في الاحتفالات المدرسية .  و من مؤلفاتي المسرحية المدرسية  ( ضيعة البستان )
الرؤية و الطموحات:
انجاز كتب للطفل  , تحاكي تطلعاته  وتشبع فضوله المعرفي.تحمل رسالة و تترك أثرا في بناء شخصيته.-
إعادة الألفة و توطيد العلاقة بين الجيل المعاصر و الكتاب.  

إيمان أفندي.. سيرة ذاتية



إيمان أفندي.. سيرة ذاتية
نبذة شخصية:
  إيمان زكي عمر افندي.
من المملكة العربية السعودية ووالدتي من الإمارات العربية المتحدة.
عشت طوال حياتي في القاهرة
وتزوجت المستشار عمرو الهواري

ولي من الأولاد أربعة..
درست في مدرسة الحرية للغات، ثم جامعة القاهرة، كلية التجارة، قسم محاسبة.
القراءة شغفي الأول
 كاتبة لقصص الأطفال والمغامرات.
بدأت الكتابة سنة 1999، لكنني لم أبدأ النشر إلا في سنة 2009.
البريد الالكتروني:
المؤلفات :
عودة لوحة شاردان- مغامرات الأصدقاء  2009
سر فيلا الساحل الشمالي- مغامرات الأصدقاء 2009
كنوز الشرق- مغامرات الأصدقاء 2015
استعانت مدرسة دار الفكر بكتبي لتكون ضمن مناهجها.

" تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى " " من التراث إلى الحداثة " دراسة من إعداد : يعقوب الشارونى

" تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال المصرى والعربى " " من التراث إلى الحداثة "

دراسة من إعداد : يعقوب الشارونى

** أهمية الشخصية فى أدب الأطفال :
أصبحت الشخصية هى المادة الأساسية التى يدور حولها أى عمل قصصى أو روائى يوجه للأطفال ، فعندما توجد الشخصيات أمام مؤلفها ، فإنه لن يكون فى حاجة إلى أكثر من أن يتتبع أفعالها [ 1 ] . إن حبكة القصة أو الرواية تـُبنى من أفعال الشخصيات ، أو تـُبنى الحبكة والشخصيات معًا .
وهذا على عكس ما كان عليه الحال فى أوربا فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ، عندما كان هناك ميل إلى إهمال شخصية الطفل فى أدب الأطفال . لقد كان الأطفال يُصَوَّرون عادة فى مجموعات ، يخوضون مغامرات يشتركون فيها معًا ، لكن ليست لديهم القدرة على أن يكونوا أفرادًا متفردين . وظل الوضع على هذا الحال حتى الأربعينيات ، عندما لوحظ أن الاهتمام بتطور الشخصية قد نشط . [ 2 ]  
وهكذا برزت الشخصية ، وربما تخطَّت جميع العناصر الأخرى فى رواية ما بعد الحرب العالمية الأولى . تقول فرجينيا وولف : " أساس الرواية الجديدة هو خلق الشخصية ،                ولا شىء آخر ، فالأسلوب يؤثر والحبكة تؤثر ووجهة النظر تؤثر ، لكن  لا شىء له تأثير فاعل أبدًا مثل تأثير الشخصيات " . [ 3 ]  
    أما القارئ الصغير ، فتهمّه الشخصية ربما أكثر من الحدث نفسه ، بوصفها بطلاً        أو صاحبة بطولة ، وهى جزء مما يهيمن على مشاعر الطفل والشباب الصغير فى بعض الفئات العمرية لا سيما المتأخرة ، وتحديدًا بين سن الثالثة عشرة وسن الثامنة عشرة . " إن الذى يُجْمِع عليه معظم علماء السرد ، أن السرود " الحقيقية " هى تلك التى لها أبطال بشر أو شخصيات مؤنسنة " ، " وإن اهتمام الطفل بالشخصية القصصية ، نابع من أنه يبحث دائمًا عن أشياء يقتدى بها ، ويرى فيها نفسه ، ويحقق من خلالها رغباته وطموحاته " . [ 4 ]  
وهكذا شاع التركيز على إبراز شخصية الطفل فى أدب الأطفال ، وإظهار طبيعتها من خلال كيانها المادى والاجتماعى والنفسى ، والبحث عن البواعث التى تدفعها إلى ما تقوم به من أفعال ، وذلك عن طريق متابعة علاقاتها بالآخرين ، وكيفية تطورها داخل النص الأدبى ،               وما يعتريها من تغيرات ، وما تهدف إلى تحقيقه من أهـداف . وبمجـرد أن يحـدد المؤلـف الدوافع
الأساسية للشخصيات ، تبدأ مظاهر وخواص تلك الشخصية فى الإعلان عن نفسها .
" ولابد أن يشعر القارئ ببعض المشاعر تجاه شخصيات القصة – تعاطف أو مودة              أو سخط أو حب استطلاع – وذلك حتى يهتم بما يحدث بعد ذلك ، ويرغب أن يستمر فى القــراءة
حول تلك الشخصيات " . [ 5 ]  
* ويمكن للكاتب أن يرسم الشخصيات بثلاث طرق ، الأولـى الوصــف المباشــر ، لكــن
على كاتب الأطفال أن يستخدم القليل جدًّا جدًّا من الوصف المباشر ، فالوصف المباشر جاف ومرهق للطفل القارئ .
والأفضل أن يرسم المؤلـف الشخصيـة عـن طريـق إبـراز طبيعتهـا وعاداتهـا مـن خـلال
حوارها مع مختلف شخصيات العمل الأدبى . وفى قصص الأطفال ، من المفيد أن تكون للشخصية طريقة مميزة فى الكلام تمكن القارئ من التعرف عليها فورًا .
ولعل أفضل طريقة لرسم الشخصية أن يتم هذا عن طريق مواقف القصة ، وبيان كيف تتصرف من خلال موقف بعد آخر . [ 6 ]  
* وتتكون الشخصية من أبعاد رئيسية ثلاثة هى : الكيان المادى ، والكيان الاجتماعى، والكيان النفسى . فالكيان المادى ، مثل العمر والجنس والصحة والمرض ، وينعكس على مزاجنا ونظرتنا للحياة ، ويؤثر على نوع تفكيرنا ، وعلى تطورنا الذهنى . أما الكيان الاجتماعى فيتكون من الطبقة الاجتماعية ، ودرجة التعليم ، ومستوى الحياة المنزلية وظروفها ، ووجود الوالدين والإخوة والعلاقة بينهم ، والعادات والميول وغير ذلك من الظروف الاجتماعية التى تحيط بالإنسان وتوجه سلوكه . أما الكيان النفسى فهو غالبًا نتيجة الكيانين المادى والاجتماعى ، ويشمل المعايير الأخلاقية ، وأهداف الحياة ، والطبع والميول ، والقدرات والمواهب .
وعندما نكتب عن شخصية ما ، ونبحث عن البواعث التى تضطرها أن تفعل ما تفعل ، لن نصل إلى هذا إلا إذا كنا نعرف كل شىء عن كيانها المادى والاجتماعى والنفسى .
* ولابد للمؤلف أن يعايش شخصياته فى خياله معايشة كاملة حتى يمكن أن يقنعنا بتصرفاتها وعباراتها . وعليه أن يسأل نفسه  دائمًا : " هل يسلك هذا الطراز من الشخصيات هذا النوع من السلوك ، تحت هذا النوع أو ذاك من الظروف ؟ " ، فإذا كان الجواب بالإيجاب يكون قد نجح فى رسم شخصياته . إن القراء يجب أن يتفهموا بوضوح لماذا تسعى الشخصيات إلى أهدافها . فإذا شعروا بالعطف نحو دوافع الشخصيات ، أو على الأقل فهموا تلك الدوافع واقتنعوا بقوتها ، استطاعوا أن يتجاوبوا معها . كذلك يجب العناية بملاءمة الدافع للعمل .
* والموضوع ينبع من الشخصيات ، لذلك يجب أن تكون الشخصيات من القوة بما يكفى لإقامة الحُجة على صدق الفكرة الأساسية من القصة ، بطريقة طبيعية يقبلها القراء ، لا بطريقة تَحَكُّمِيَّة . إن الكاتب مطالب بأن يبرهن على أنه لم يكن أمام شخصياته إلا أن تسلك السلوك الذى سلكته فعلاً فى القصة أو الرواية .
* ولابد من الاهتمام بنمو الشخصية وتطورها ، وأن يهتم المؤلف بوجوب استمرار تنمية شخصيات عمله الأدبى وعدم وقوفها عند نقطة معينة . فتطور الشخصية هو الذى يُكْسِبَها الحياة والحركة . وكل شخصية لابد أن تشتمل على بذور تطوراتها المستقبلة ، فيجب ألا نفاجأ بتصرفات تُقْدِم عليها شخصية ما بغير أن يكون هنالك تمهيد أو إيضاح يبرر إمكان إقدام تلك الشخصية على تلك التصرفات . [ 7 ]  
 * ومـن الأفضـل الاقتصـار فـى قصـص وروايات ومسرح الأطفال ، على عدد قليل مـن الشخصيات ، وأن تكون كل منها مُتميّزة عن الشخصيات الأُخرى بخصائص بارزة يكشف مظهرها عن مخبرها لكى لا يخلط الأطفال بينها . وأن تكون سمات ومميزات كل شخصية واضحة بحيث يسهل على الأطفال إدراك حقيقتها . ويحسن التركيز على شخصية أساسية واحدة ، حتى يسهل على الأطفال مُتابعتها واستيعاب أهدافها .
بل إن الشخصية إذا كانت على جانب كبير من التميّز والتفرّد ، فإنه يُمكن أن تـُـعوِّض كثيرًا من الضعف فى العُقدة أو فى الحكاية . " إن مسرحية مثل المسرحية المأخوذة عن قصة     " ساحر أوز " ، التى لا تـُـعجب عُقدتها الضعيفة الأطفال، أعجبتهم الرواية بسبب شخوصها الغريبة المُتميّزة " . [ 8 ]  
* وفى دراسة نشرتها مجلة " رسالة اليونسكو " ، 1997 ، حول " صور النساء فى أدب الشباب " ، جاء تحت عنوان " اليابان .. تحطيم القوالب الجامدة " . [ 9 ]  
ظهر أدب الأطفال اليابانيين إلى الوجود فى العقد الثانى من القرن العشرين . إلا أنه ، فى البداية ، كان المؤلفون من الرجال فقط ، وهناك غلبة للشخصيات المذكرة ، ذلك أن النساء اليابانيات فى ذلك الوقت لم يكن لديهن وضع محل اعتبار حقيقى أو مهمة واضحة فى المجتمع . ولم تبدأ الأمور فى التغيير إلا بعد الحرب العالمية الثانية ، عندما اتجهت النساء أنفسهن للتأليف ، وأصبحت صورة الأمومة أكثر أهمية .
وفى أعوام الستينيات ، كتبت النساء كثيرًا من الكتب التى تحتوى المزيد من الشخصيات النسائية ، وتصوير النساء للنساء اللواتى كن يحاولن أن يجعلن الأطفال الصغار أكثر إدراكًا لما يمكن أن تكون عليه حياة الكبار . لكن ما زال بعض المؤلفين يكتبون حول المرأة التى هى ضحية لزوجها وعائلتها ، ومع ذلك تدور حياتها حول أسرتها .
وفى السبعينيات والثمانينيات ، كانت تقريبًا كل كتب الأطفال التى تتناول المشاكل التى تواجه النـساء فى المجتمع مكتوبــة بواسطـة النساء . لكن الوضع تغيــر منــذ بدايــة التسعينيات ،
عندما بدأ بعض المؤلفين من الرجال الاهتمام بأمور النساء .
* وتقول الدراسة عن الاتحاد السوفييتى السابق ، تحت عنوان " من الأيديولوجية إلى الحب " [ 10 ] :
    صورة النساء فى أدب الأطفال الروسى قبل ثورة أكتوبر 1917 ، تشبه تلك التى            كانت موجودة فى أوربا الغربية ، وفى نفس الوقت لها جذورها فى التاريخ والثقافة               الروسية . وبعد الثورة رفض النقاد هذه الصورة على أساس عاطفيتها المفرطة ، ونبذوا              أدب الأطفــال السابــق على ثــورة أكتوبــر باعتبـاره " مبتـذلاً وبورجوازيًّـا " ، واعترضوا على
 الصورة التى يقدمها للنساء .
هذه التوجهات كان يمليها الإلحاح الشديد على ثقافة تحكمها الاعتبارات السياسية والاجتماعية . وكانت الدولة السوفيتية تعتبر كتب الأطفال أداة قوية فى التربية الأيدولوجية للأجيال الصاعدة . وحتى الستينيات كانت الشخصيات النسائية فى أدب الأطفال تصور بانعدام كامل للواقعية السيكولوجية . لقد حررت الأيدولوجية الجديدة النساء من بعض مهامهن التقليدية ، لكن طريقة التفكير فرضت شكلاً من السلوك يتمثل فى البطلات اللاتى يسيطر على حياتهن شعور بالواجب الاجتماعى ، ولا يذكر إلا القليل عن مشاعر الحب .
ثم بدأت تظهر صور أكثر واقعية للنساء فى الستينيات ، حيث بدأت الشخصيات النسائية توجه أسئلة لنفسها ، ويكون لها مشاعر . أصبحت صورتهن تتبع منطقـًا خلاقـًا ، وأصبحت مرسومة بمهارة أدبية أكبر ، وأصبح المؤلفون أكثر استجابة لوحيهم الشخصى منهم للخط الرسمى . وبدأ تصوير النساء كمخلوقات رقيقة يحببن بيوتهن ويهتممن بشئون              أطفالهن . وكان السبب يرجع بدرجة كبيرة إلى ظهور جيل جديد من الكُتَّاب الشباب ، تركوا الأيدولوجية الرسمية والمفهوم التربوى لأدب الأطفال بعيدًا عنهم ، وكان تصويرهم للنساء أقرب للحياة اليومية ، وأكثر عمقًا وأكثر أصالة .
وفى السبعينيات والثمانينيات ، أدى انشغال المرأة فى حياتها العملية إلى ظهور القصص السيكولوجية ، ويُنظر إلى عدم مشاركة الأمهات فى تربية أطفالهن كسبب لانحراف الشباب ولقسوة حياة الأطفال المُهْمَلين الذين يُتركون لإمكاناتهم الخاصة . ولأول مرة توصف مشاكل مثل الفقر المدقع والصراعات الأسرية .
وفى الثمانينيات ، ظهرت مشاكل المرأة الشخصية ، وعلاقتها بالعالم من حولها، وأصبحت البطلات من الفتيات تصور بواقعية أكبر وبتكوين نفسى مركب .
* كما تتحدث دراسة " مجلة اليونسكو " عن " أدب الأطفال فى أمريكا الشمالية " ، تحت عنوان " أمهات وبنات " [ 11 ] ، فتقول :
    لا يوجد شىء اسمه النموذج الأصلى للمرأة الأمريكية الشمالية . إنها متعددة الجوانب مثل القارة ذاتها ، التى تضم التحامًا شاسعًا من الأجناس والأديان . ومع ذلك ، تقدم كتب الأطفال والمراهقين نظرة عامة للآمال والرغبات المتوقعة ، والأمور التى تقلق الشباب فى مواجهتهم مع الجيل الأكبر . وهذه الكتب التى تصور الآباء والأبناء ، تقدم نظرة عميقة لما يعتبر ممثلاً للمجتمع ، ومقبولاً أو غير مقبول منه . هـذه القيـم المختلفـة يمكـن تعريفهـا بشكل عـام على أنهـا
" الرغبة فى السعادة " أو " الشوق للحياة " .
    واستيقاظ الجنس هو موضوع آخر شائع فى أدب المراهقين : فتيات يحلمن بنوع من قصص الحب العظيم التى رأوها على شاشة التليفزيون ، ثم تصيبهن خيبة أمل مريرة عندما تحدث لهن أول تجربة عاطفية .
    والفقر هو موضوع آخر يظهر بشكل متزايــد فى أدب المراهقيــن ، وفى قصص أخـرى
 تواجَه الشخصيات الرئيسية هى ذاتها بالفقر .
    وفى عــدد من الكتــب الخاصـة بالشباب نرى أن عددًا كبيرًا من الفتيات والنساء يعتقدن
 أنه من الضرورى أن يستحوذون على رجل ويخضعنه لسيطرتهن . وتعتمد هؤلاء النساء بدرجة كبيرة على قبول الرجال لهن ، وهن مستعدات لكى يحتفظن بالرجل الذى يحبونه أن يتحملن غطرسته وفظاظته وملله ، إلى جانب محاضراته وتلقينه لهن آداب السلوك .
    ولكن فى أغلب الأحوال ، تكون المرأة من مختلف الأعمار صاحبة خيال واسع ،  نشيطة ، ومصممة على أن تجعل لحياتها معنى .
** صورة الطفل فى أدب الأطفال العربى ، فى القرن العشرين ، حتى عام                 1974 :
فى دراسة بعنوان " الأطفال يقرءون " ، أشرفت عليها الدكتورة هدى برادة                     سنة 1974 ، وتمت فى " مركز بحوث كتب الأطفال " ، الذى كان تابعًا لدار الكتب القومية بالقاهرة [ 12 ] ، اهتم الباحثون بتصنيف الدوافع والحاجات التى تكمن وراء سلوك الشخصيات فى القصص التى أقبل عليها الأطفال (القصص العربية المنشورة قبل 1974) ، وطبيعة ونــوع
الشخصيات الأساسية فى هذه القصص .
* وفى هذه الدراسة ، تظهر حقيقة غريبة ، هى أن بعض المؤلفين العرب كانوا                 لا يصدرون فى كثير مما يكتبون للأطفال عن وعى واضح بالأثر الذى تخلفه كتاباتهم فى الأطفال .
لقد اتضح مثلاً أن 45 % من الحالات التى قام فيها أبطال القصص محل الدراسة بعدوان ، قد تـُـركوا دون إثابة أو عقاب . وقد يُثار سؤال حول القدر الذى يجب أن نــُـعلّمه للأطفال من وجوب رد العدوان ، خاصة وأننا فى مواجهة مع تحدى الأطماع التوسّعية والغزو الاستيطانى ، لكن هذه القضية لم تكن محور اهتمام عدد كبير من المؤلفين ، فأصبح معنى ترك السلوك العدوانى دون جزاء ، إغراء للصغار بتقليد هذا النمط من السلوك .
كما دلَّت الدراسة على أن القصص التى يشيع الإقبال بين الأطفال على مُطالعتها ، تـُـشجّع على الخضوع وليس الاستقلال ، ولا تحظى فيها الأنماط السلوكية المستقلة بأى           تقدير .
وعندما تعرَّض المؤلفون للسلوك المؤدى إلى " التحصيل " ، نجد أنه قد أُثيب 40 % فقط ممن توافر لديهم دافع التحصيل ، بينما عوقب 11 % ، وتـُـرِكَ 49 % دون مكافأة أو تشجيع . وهذه ظاهرة تدل على عدم وعى الكُتــّـاب بضرورة إبراز فائدة التحصيل ، وأهميته ، وأهمية التشجيع والدعم لنمو شخصية الطفل وتفكيره العلمى .
*          *          *
* وفى دراسة ثانية حول " صورة المرأة فى أدب الأطفال " (2015) ، قال الدكتور محمد سيد عبد التواب :
تشكلـت صـور الـمـرأة فـى دوريـن : الأول – دور تقـليـدى فـى كتابـات معظـم الـرواد ،
حَصَرَها فى إطار الأنثى كنوع أدنى . والآخر – دور تحررى يعبّر عن رؤى أكثر إدراكًا للواقع ، وأشد وعيًا بالعوامل المؤثرة فيه ، بوصفها إنسانـًـا متفاعلاً ذا إرادة حرة ، وعواطف ومشاعر يجب أن تـُحترم ، وهذا قام على التفاعل مع قضايا العصر ، ونتيجة التحولات التى طرأت على شخصية الأطفال ، وعلى أساليب تعلمهم وطريقة حياتهم وتطور إمكاناتهم العصرية . [ 13 ]                    
* وفى دراسة ثالثة ، 1993 ، تقول الدكتورة اعتماد خلف فى كتابها " الطفل المصرى وصورة البطل" :
تتمثل النتيجة الأولى للدراسة فى الإجابة عن السؤال : ما هى صورة البطل                     المقدمة للطفل المصرى فى قصص (مجلة سمير) خلال فترتين متميزتين هما : فترة الحرب                 ( 1967 – 1973 ) وفترة السلام ( 1979 – 1985 ) . الإجابة أن صورة شخصية البطل فى مجتمع الحرب ، كانت مصرية وعربية الانتماء بالدرجة الأولى ، وأن ذلك البطل يمكن وصفه بأنه فكاهى وحربى بنسبة متوازية ، ومتلائمة مع احتياجات مجتمع الحرب ، كما أنه يحمل مضامين دينية وبالتحديد إسلامية ، إلى جانب كونــه بطلاً بوليسيًّا ، ورياضيًّــا ، وعلميًّــا
بنسبة متوازنة إلى حد ما .
    بينما تتحدد صورة البطل فى مجتمع السلام ، فى كونه غير محدد الانتماء أو الهوية بصفة قاطعة ، ثم إنه فكاهى يهدف إلى إضحاك الطفل وتسليتـه فى المقــام الأول ، وهــو بوليسى
 ورياضى ثانيًــا ، ثم تأتى الصـفات الدينية والعلمية والأدبـية والفنية والحربـية فى ذيـل قائـمــة
 السمات المميزة للبطل ، وهى باهتة إلى حد بعيد . [ 14 ] 
*          *          *
** وقبل أن نقوم ببيان ما أجملناه حول تطور صورة الشخصية فى أدب الأطفال  العربى ، نشير إلى بعض القضايا الأساسية التى تدور حول شخصية البطل فى أدب الأطفال العربى ، وما حدث بها من تطور ، مثل :
– هل لابد من وجود شخصية طفل فى كل قصة أو رواية أو مسرحية مقدمة للأطفال والشباب الصغير ؟
– وهل لابد من وجود شخصيات ذكور مع إناث ( صبيان وبنات ) فى كل قصة              للأطفال ؟
– وما مدى وجود شخصيات غير بشرية ( حيوانات – نباتات – جمادات ) فى أدب الأطفال ؟
** هل لابد من وجود شخصية طفل فى الأدب المقدم للأطفال أو للشباب الصغير ؟
    من المُلاحظ أن أبطال مُعظم الحكايات الشعبية ، وعدد من الأعمال الأدبية التى نجحت جدًّا مع الأطفال ، هم من البالغين والكبار أو ممن يتقدمون فى العُمر أثناء الحكاية ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، منها " السندباد البحرى" ، و" على بابا " ، و" علاء الدين " ، و" جلفر " ،                و " روبنسن كروزو " ، وكلها قصص وروايات قدمها كامل كيلانى للأطفال والشباب الصغير . إن هذه الحقيقة تتعارض مع القول بأن قصص وروايات الأطفال " يجب " أن تدور كلها حول أبطال من الأطفال .
    وهنا نشير إلى أن القدوة الأساسية التى يكتسبها الأطفال من خلال التنشئة الاجتماعية ، تأتى أساسًا من الكبار الذين يحيطون بهم ، إلى أن يبدأ أثر الرفاق فى بداية سن المراهقة ، فيتشاركون مع البالغين فى تقديم التأثير الذى يتمثل به الصغار ويقلدونه .
    " وفى ضوء هذه الحقيقة ، لا يوجد ما يمنع أن يكون بطل القصة شخصًا مُسنـًّـا ، وإنْ تـَـطَـلَّبَ هذا من المؤلف أن يهتم برسم شخصيته بطريقة يستطيع معها الأطفال تقمّصها والتوحّد معها ، وبوجه خاص إذا كانت له علاقات طيبة مع الصغار ، وبشرط ألا تكون شخصية متسلطة تلغى شخصية من حولها من أطفال . وإذا لم يوجد فى القصة شخصيات أطفال ، فيمكن للقارئ الصغير أن يتوحّد مع ، أو يتقمّص ، شخصية الحيوانات . [ 15 ]
    – لكن إذا كان هناك أطفال أو صغار فى القصة ، فيجب الحرص على تجنــّـب الإشارة
 إليهم طوال الوقت باستخدام كلمة " الأطفال " ، لأن الصغار يحبون أن يتصوّروا دائمًا أنهم أصبحوا كبارًا ، ويكفى أن نشير إليهم بأسمائهم أو صفاتهم .
    كذلك يجب تجنــّـب الإشارة إلى البالغين فى القصة بلفظ " الكبار " ، لأن هذا يؤدى إلى شعور القارئ الصغير أنه أقل من هؤلاء الكبار فى الدرجة .
    – ومع ذلك ، فمن الملاحظ حاليًّا أن معظم ما يقدم للأطفال فى العالم من قصص فى مجلاتهم وكتبهم ، وفى الأفلام السينمائية الموجهة إليهم ، يوجد بين أبطالها صبيان وبنات ، وقد لا تتضمن إلا طفلاً واحدًا تدور حوله الأحداث مع عدد كبير من البالغين . ومن أهم                  أسباب هذا التوجه ،  أن تَوَحُّد الأطفال مع الأطفال أسهل كثيرًا من تَوَحُّدِهم مع شخصيات               بالغين . [ 16 ]  
* أما فى أدب الأطفال العربى ، فقد تزايد عدد القصص والروايات التى يقوم ببطولتها أطفال أو شباب صغير ، لكن لا يوجد كاتب مصرى أو عربى واحد يلتزم فيما يكتب من قصص بأن يكون كل أبطاله أو بعضهم من الأطفال ، وإن كانت شخصيات أهم أفلام رسوم عربية متحركة أو عرائس ، كلها أطفال ، مثل " بكار " و " بوجى وطمطم " . [ أ ]
** هل لابد من وجود شخصيات ذكور مع إناث فى " كل " قصة للأطفال؟
من الملاحظ أن البطلات من الشخصيات النسائية والفتيات فى أدب الأطفال العربى ، عددهن قليل بالمقارنة بعدد الأبطال من الذكور ، وهــو ما أصبح متعارضًا مع التأكيــد على دور المرأة الرئيسى فى التنمية .
ومع أن شخصية " شهرزاد " من أشهر الشخصيات النسائية فى الأدب العربى بل على مستوى العالم كله ، وشخصية " مرجانة " فى قصة " على بابا " نموذج متميز للمرأة القوية صاحبة التدبير والقادرة على التنفيذ ، فإن أدوار المرأة فى الحياة اليومية ، فى الواقع العربى ، لا تعطى المبدع المساحة الكافية ليسند إليها أدوار البطولة المتنوعة فى كثير من إبداعاته القصصية للأطفال ، وعلى وجه خاص لأن حرية الحركة خارج البيت ، وبعيدًا عن عيون الأسرة ، ومع الرفقاء من نفس الجنس ، متاحة للذكور على نطاق أكبر بكثير مما هو مسموح به للإناث والفتيات ، وذلك على مستوى العالم العربى .
– وإذا كنا قد أشرنا إلى أنه ، فى بعض الثقافات مثل الثقافة اليابانية ، كان المؤلفون فى البداية من الرجال فقط ، وأن هذا كان السبب فى أن النساء لم تلعبن دورًا مهمًّا فى القصص التى يكتبها الرجال ، فإنه ، مع أن كل رواد الكتابة للأطفال فى العالم العربى كانوا من الرجال مثل أحمد شوقى وكامل كيلانى ومحمد سعيد العريان وعطية الإبراشى ، فإنهم لم يستبعدوا المرأة من كتاباتهم ، لكنهم أعطوها ، فى معظم كتاباتهم للأطفــال ، أدوارًا هامشية .
– وحتى عندما تولت سيدات رياسة تحرير أشهر وأقدم مجلة أطفال فى مصر والعالم العربى ، لم تتغير هذه النظرة . وهناك دراسة ميدانية ، قام بها الباحث " حازم النعيمى " دارت حول تحليل عينات من أعداد هذه المجلة ، بدأت بإبراز حقيقة غريبة ، هى أنه – فى سبعينيات القرن العشرين – لم تكن توجد مجلة أطفال عربية اسمها مؤنث ، بل كلها  مذكر ، مثل سمير ، أسامة ، حسن ، ماجد ، سعد !! وهى فى نفس الوقت أسماء البطل الرئيسى لكل مجلة .
– ومن تحليل عينات من تلك المجلة ، تبين أن من بين 8 شخصيات رئيسية فى مجلد يضم 12 عددًا ، توجد فتاة واحدة . وتبين أن نسبة الشخصيات النسائية إلى مجموع شخصيات القصص 13 % ، فى حين أنَّ نسبة شخصيات الرجال 87 % .  
وبالنسبة للوظائف التى حددتها القصص لكلٍّ من المرأة والرجل ، تبين أن مهن ووظائف الرجال تشمل أغلب أنواع النشاط الاجتماعى والاقتصادى مثل : طبيب ، عالم ، مخترع ، ضابط ، كشاف ، رئيس عصابة ، رياضى . على حين أن الأعمال المخصصة للمرأة قليلة جدًّا ، لا تتعدى الوظائف المساعدة غير المهمة ، مثل : مضيفة ، سكرتيرة ، تلميذة ، خادمة ، جاسوسة .  
– وبالنسبة للسلوك والصفات الشخصية فى القصص المقدمة للأطفال ، تبين أن الصفات الإيجابية للرجل أكثر بكثير من الصفات الإيجابية بالنسبة للمرأة . كذلك فإن الصفات السلبية للرجل تــُـنسب إلى شخصية ثانوية ، بهدف إبراز الصفات الإيجابية لبطل القصة .                            أما الصفات السلبية للمرأة ، فهى لصيقة بها ، وغالبة ، والصفات الإيجابيــة طارئــة ونــادرة ،
فلم تظهر مثلاً إلا فى حوالى ثلاث قصص من 53 قصة .
فنحن نرى دائمًـا شخصيـة البطـل الذكـر فى مجـلات الأطفـال ، ذات طابع حيـوى ، فهـو
ذكى ، قوى ، نشيط ، مكافح ، مخلص ، شجاع ، مغامر ، مستقل ، حسن التصرف ، مع وجود بعض " الفهلوة " والإجرام والغرور فى تصرفاته أحيانـًـا ، وهو صاحب الكلمة الأخيرة فى القصة والموضوع . أما المرأة فهى مؤدبة ، مطيعة ، مضحية ، ضعيفة ، تستحق العطف ، وفى أحيان قليلة لديها بعض الذكاء وحب الرياضة والعمل .  
– إن هذه الدراسة الميدانية تبين أن تربيتنا للأطفال بمختلف صورها هـى التى تضخــم
دور الرجل وتقلل شأن المرأة ، وأن هذا التصور الذى تقدمه التربية ، ينعكس على الفتاة نفسها، فتقتنع بأن هذه هى طبيعتها الحقيقية . فالأمر إذن ليس أمر وراثة أو طبيعة فطرية ، بل هو تصور يكتسبه أفراد المجتمع من خلال التربية فى مرحلة الطفولة .
إن هذه القصص تترك انطباعًا عامًّـا لــدى الأطفــال ، البنـات والأولاد ، بأن الرجـل هـو
العنصر الأفضل والحيوى ، والمرأة العنصر الأقل شأنـًـا والسلبى فى المجتمع . هذا فى حين أن أحد أدوار أدب وقصص الأطفال ، أن يقوم – من خلال الفن – بتصحيح اتجاهات المجتمع ، وأن
ينمى فى الأطفال المفهوم السليم لقدرات المرأة ودورها فى بناء المجتمع .
* وبعض دور النشر فى أوربا وأمريكا ، تتردد فى نشر روايات الأطفال ، وعلى وجه خاص الموجهة للسن فوق 9 أو 10 سنوات ، التى لا يوجد بها إلا فتيان ، ويتطلبون أن تكون هناك فتيات بجوار الفتيان ، ذلك أن وجود فتاة أو فتيات يضمن إقبال البنات على العمل الأدبى ، وبالتالى تتسع دائرة توزيعه .
– وهذا التوجه تحرص عليه حاليًّا وبدقة ، كل الأفلام الروائية – بشرى أو رسوم متحركة – الموجهة للأطفال . [ 17 ] [ 18 ]
** الشخصيات غير البشرية – حيوانات ، نباتات وجمادات – فى أدب الأطفال العربى ، وتطورها :
عرف العرب حكايات الحيوان فى الجاهلية وفى العصور الإسلامية المتعاقبة ، فقد كانت لهم حكايات كثيرة على لسان الحيوان ، وأيضًا النبات والجمادات ، لكن هذه كلها كانت موجهة إلى الراشدين . فعلى الرغم من ثراء التراث العربى ، فليس فيه ما يمكن أن نطلق عليه أدب الأطفال .
– ويأتى كتاب " كليلة ودمنة " لابن المقفع ( 724 – 759 م ) ، فى قمة الكتب التى انتشرت حكاياتها فى كل أنحاء العالم ، وقد صيغت على ألسنة الحيوان والطير لتقدم أبلغ صور الحكمة ، وتكون مرشدًا للحكم الرشيد والأخلاق الفاضلة . وقد لا تسبق حكاياته فى الشهرة والذيوع  إلا " حكايات إيسوب " اليونانى ( 600 قبل الميلاد ) . ومع أن هذه الروائع كان مقصودًا بها مخاطبة الكبار ، فقد أعيدت صياغة الكثير منها حديثــًـا لتناسب الصغار .
– وعندما تنبه الشاعر أحمد شوقى ( 1868 – 1932 ) إلى أهمية القصة المصاغة شعرًا لمخاطبة الأطفال والصغار ، أورد معظم حكاياته على لسان الحيوانات .
– واهتم كامل كيلانى بحكايات الحيوان ، وكتب سلسلة كاملة تحت عنوان " أساطير الحيوان " ، منها : " الأرنب العاصى " وتدور حول جزاء عدم طاعة نصائح الجد –                            و " انتقام سوسنة" وتدور حول انتقام الأرنبة سوسنة من الذئب والثعلب وقتلهما – و " البيت الجديد " حول تعاون الخروف والديك والأرنب والإوزة لبناء بيت جديد – و " حبة التوت " حول حبة التوت التى وقفت فى حلق الكتكوت الصغير وقيام الأم الدجاجة بالبحث عن ماء لعلاج ابنتها – و " الصياد والعنكبة " حول العنكبوت التى علمت الصياد صنع الشباك ليصطاد بها – ومن الواضح أن كامل كيلانى كان يهدف من هذه القصص إلى توصيل رسالة أخلاقية                مثل أهمية الطاعة والتعاون ومساعدة الصغير أو الغير ، وإن كنا نتوقف كثيرًا أمام فكرة                       " الانتقام " التى لابد من إبعادها عن أدب الأطفال ، لتحل محلها فكرة " العقاب " التى بموجبها يتناسب الجزاء مع الخطأ أو الجرم .
** وقــد واصــل المؤلفون من الأجيال الحديثة كتابة قصص الحيوان والطيور ، وأيضًا قصص عن النباتات والجمادات ، لكن الأهداف تغيرت كثيرًا .
– ففى قصة " مرمر وبابا البجعة " ، تشارك مرمـر الصغيـرة فى العنايـة ببجعـة فـى
إحدى حدائق حيوان الأطفال ، وكانت هذه البجعة قد فقدت النصف الأمامى من الجزء العلوى من
منقارها ، فأصبح من المتعذر عليها الإمساك بأية سمكة ، وأصبحت عاجزة عن الصيد وعن إطعام نفسها . وبهذا أصبحت قصة الحيوان تقدم قدوة حول دور الأطفال فى التعاون مع    المعاق . [ 19 ]
– ويقدم محمد المنسى قنديل قصته " أغنية البرعم الصغير " ، الذى يتطلع إلى المستقبل فى أمل عندما يصبح زهرة جميلة – لكنه لا يسمع ممن حوله – الورقة الخضراء والغصن والعصفور – إلا ما ينتظره من مصاعب ستقضى على أحلامه . لكن عندما جاءت قطرات الندى لم يجدها باردة مثلجة بل أعطته ما ملأه بالحيوية والنشاط ، وعندما أشرقت الشمس لم يجدها حارقة بل دافئة تساعده على النمو حتى أصبح زهرة ، وعندما اقترب منه             طفل صغير لم يقتل الزهرة أو يقطفها ، بل وقف يشم رائحتها ويستمتع بجمالها . إنها         حكاية خيالية حديثة ، تقودنا إلى قيم رفيعة ، مثل الثقة والأمل فى المستقبل ضد خطر               خيبة الأمل . [ 20 ] [ ب ]
– وفى قصة حافظ ذياب " توبة الغراب " ، يقدم المؤلف نظرة نقدية جديدة للتراث ، فعندما أراد الثعلب أن يخدع الغراب ليستولى منه على قطعة الجبن ، يقول له الغراب : " هذه خطة قديمة لم تعد تنجح مع غربان القرن الجديد .... لقد استفدنا من خطأ جدنا الذى خدعه      جدك " . إنها دعوة لأن يعيد القارئ النظر فى بعض المقولات القديمة ، ويتعلم النظرة الناقدة التى هى من أهم عناصر التفكير العلمى . [ 21 ]  
* كذلك يستخدم أدب الأطفال المعاصر قصص الحيوان ، فى تناول عدد من الموضوعات والقضايا التى أصبحت مثار اهتمام العالم حاليًّا ، مثل قضية " قبول الآخر "      و " السلام الاجتماعى " . ومن أمثلة القصص التى تتناول هذه القضية من خلال أبطال                   من الحيوانات ، ولتقريب الفكرة إلى الأطفال ، قصة " الشمبانزى يضحك " .. تقول              القصة :
فى حديقةِ الحيواناتِ ، وقفَ الدبُّ الأبيضُ تحتَ رشَاشِ الماءِ المتساقطِ فوقــَـهُ من سقفِ القفصِ الواسعِ . وشاهدَ فى القفصِ المجاورِ له دبًّا ضخمًا أسمرَ اللونِ ، فصاحَ به : " ما الذى غيَّرَ لونـكَ إلى هذا اللونِ الداكنِ ؟ "
أجابَ الدبُّ الأسمرُ : " بل هو لونى الذى أحبُّهُ ، ولولاه لما استطعْتُ أن أعيشَ " .
قالَ الدبُّ الأبيضُ : " بل اللونُ الأبيضُ هو الذى يحمى الدبَّ فيعيشُ ... إن لونى الأبيضَ
يُخفينى بينَ الثلوجِ فلا يرانى الصيَّادونَ .. كما يُخفينى عن الصيدِ الذى أصطادُهُ فأستطيعُ أن أجدَ طعامى " .
وفــى تكاسُــلٍ جلسَ الــدبُّ الأسمرُ وهو يقول : " أمــا أنــا فأعيشُ فــى الغاباتِ ، واللونُ الأسمرُ يُخفينى بين ظلالِ الأشجار فلا يرانى الصيادون ، وأستطيعُ به أن أتخفــَّـى فأصيدَ                 ما أشاءُ " .
ابتعدَ الدبُّ الأبيضُ وهو يقولُ : " هذا غريبٌ .. فأنا مُؤمِنُ أنه بغيرِ اللونِ الأبيضِ                لا يُمكِنُ للدبِّ أن يعيشَ ! "
وفى إصرارٍ قالَ الدبُّ الأسمرُ : " بل أنا واثقٌ أنه بغيرِ اللونِ الأسمرِ ، لا يُمكِنُ للدبِّ أن يعيشَ ! "
سمعَ الشمبانزى هذا الحوارَ الغريبَ ، فضحكَ فى أسفٍ وهو يقولُ لزوجتِهِ : " أجسامٌ ضخمةٌ ، وعقولٌ ضعيفةٌ ، فكلُّ واحدٍ منهما لا يُريدُ أن يتصوَّرَ نفسَهُ فى بيئةِ الآخرِ ، فتــَـجمَّدَ خيالُهُ وتــَـعطَّلَ تفكيرُهُ " . [ 22 ]
*          *          *
* وفيما يتعلق بإعطاء النباتات أدوارًا رئيسية فى قصص الأطفال ، نستمـع فـى روايــة " مغامرة زهرة مع الشجرة " ، إلى شجرة الكافور العجوز ، تحدث جارتها شجرة الظل         الشابة ، فتقول عندما بدأ المنشار يقطع جذعها : " جعلَنى الفزعُ أتوقَّفُ عن امتصاصِ           عصارتى ، وسرَى الألمُ حتى وصلَ إلى أطرافِ أغصانى ، وبدأَتْ أوراقى ترتعشُ " . وعندما أحاط بها الأطفال لحمايتها من القطع ، وجعلوا حاجزًا بينها وبين صاحب المنشار ، تقول :               " عندئذٍ توقَّفَ ارتعاشُ أوراقى ، وعدْتُ إلى امتصاصِ عُصارتى ، وأنا غَيْرُ مُصدِّقَةٍ نفسى ! "
    ثم تضيف : كانَ هناك عددٌ كبيٌر من الصبيانِ والبناتِ من تلاميذِ المدرسةِ قد أحاطوا بجذعى شديدِ الضخامةِ ، وقد أمسكَ كلُّ واحدٍ منهم بكفِّ الآخرِ ، فأصبحوا حلقةً متماسكةً حولى" ... " لقد أحسسْتُ بهم يحتضنونَنى " ... ، " ولأولِ مرَّةٍ فى حياتى الطويلةِ أحِسُّ بما كنْتُ أسمعُ الناسَ يتحدثونَ كثيرًا عنه : أحسسْتُ بالحبِّ ، فقد كانَتْ حرارةُ أجسامِ الأطفالِ تتسلَّلُ من صدورِهم وأذرعِهم إلى  جذعى ، فأشعرُ أننى أصبحْتُ جزءًا منهم " . [ 23 ]
* ويلاحظ فى قصص الأطفال التى يقوم ببطولتها حيوانات أو طيور أو نباتات أو حتى جمادات ، أنها لا توظف هذه العناصر لتقدم عنها معلومات علمية ، بل إن الكاتب يؤنسن هذه المخلوقات والكائنات ، ليقدم من خلالها معادلاً إنسانيًّا ، يتناول مختلف قضايا البشر بحس إنسانى ، وعلى وجه خاص مناسب لصغار الأطفال ، المعروف قدرتهم على التفاعل وإنشاء الصداقات وإجراء الحوار مع الجمادات مثل الدمى بمختلف أنواعها .
** تطور رسم شخصية الطفل وصورته فى أدب الأطفال العربى : 
منذ ثمانينيات القرن العشرين ، شهدت مصر اهتمامًا غير مسبوق بأدب وثقافة الأطفال ، صاحبته إرادة سياسية قوية لرعاية هذه القضية ، فانتشرت مكتبات الأطفال فى مختلف أرجاء البلاد ، وأصبح الكتاب قريبًا من كل طفل ، وعلى وجه خاص عن طريق مكتبات المدارس – وبالتالى انتعش النشر فى مجال كتب الأطفال ، وشهد طفرة هائلة لم يسبق أن حدث لها مثيل .
كذلك أثار مشروع " القراءة للجميع " اهتمام الإعلام بتوعية الأسرة ، على نحو  متواصل ، بأهمية كتاب الطفل فى حياة الصغار .
 وساعد مشروع " مكتبة الأسرة " على إصدار عدد كبير من كتب الأطفال المتميزة فى
موضوعاتها ورسومها وإخراجها ، مع انخفاض ثمنها الذى جعلها فى متناول كل فئات              المجتمـع ، فأصبـح الحديـث حول " القراءة للحياة " و " اقرأ لطفلك " و " اقرأ مع طفلك " ،
حديثـًا يوميًّا فى الصحافة والإذاعة والتليفزيون .
كما أن مسابقة المجلس المصــرى لكتــب الأطفــال ، للكتابــة فى مختلــف مجالات أدب
الأطفال من قصة ورواية ومسرحية وكتب معلومات ، قد ساعدت فى اكتشاف عشرات المواهب فى مجال الكتابة والرسم للأطفال .
وقفز عدد الكتب الصادرة للأطفال إلى أضعاف ما كان عليه الحال قبل عام 1980 . ففى دراسة قامت بها المنظمة العالمية للطفولة – اليونسيف ، عام 1979 ، أشرف عليها الدكتور محمود الشنيطى وآخرون ، بعنوان " كتب الأطفال فى مصر 1928 – 1978 ، دراسة استطلاعية " ، اتضح أن مجموع الكتب الصادرة فى هذه الفترة ، أى فى خمسين عامًا ،                 بلغ ( 1831 ) كتاب ، بمتوسط ( 37 ) كتابًا كل عام [ 24 ] – بينما فى فترة التسعينيات أصبح متوسط ما يصدر فى مصر من كتب للأطفال يتراوح ما بين ( 700 ) وألف كتاب .
* لذلك يمكننا أن نقارن بين رسم الشخصيات فيما صدر من كتب للأطفال قبل                 عام 1980 ونطلق على هذه الفترة " كتب الرواد " ، والكتب الصادرة بعد 1980 ونطلق عليها " الكتب الحديثة للأطفال" ، أما الكتب الصادرة منذ سنوات قليلة قبل 2015 فسنطلق عليها " الكتب المعاصرة " . 
** أولاً : من عدم فهم سليم للأطفال إلى الفهم السليم لهم :
كانت التربية التقليدية تنظر إلى الأطفال وكأنهم بالغون صغار ، تتطلب منهم نفس نوع السلوك الذى يلتزم به البالغون ، وتعتبر كل خروج عن المعايير المقبولة لسلوك الكبار نوعًا من الخطأ أو الفساد الأخلاقى ، يحتاج أن يقابله المربى بعقاب الطفل أو زجره أو تقويمه .
وقد انعكست هـذه الرؤيـة على بعـض كتابـات كبـار الـرواد الأوائـل ، فمثـلاً ، فـى قصـة
" غفلة بهلول " ، [ 25 ] نرى المؤلف يبالغ فى تأكيد الخطأ ، فيصوّر سلوك الأطفال المُعتاد على أنه عصيان مُتعمّد . فالقصة تدور حول صبى صغير تعوّد أن يسير فى الطريق وعيناه ناظرتان إلى أعلى يتأمل الطيور ، كنوع من حب الاستطلاع . يقول المؤلف : " وقد حذره أبواه من هذه العادة السيئة ... فلم يقبل نصح أبويه ... وأصرّ على ما كان عليه .. " وهذا التأكيد على المُخالفة العمديّة لنصائح الأبوين أمر غير واقعى ، فالأطفـال لا يرفضـون نصائح الأبوين ولا يصرّون على ارتكاب الأخطاء ، بل هم يسلكون السلوك الخاطئ من غير أن يتدبّروا هذا السلوك ، وبغير قصد الإصرار على الخطأ . مع ملاحظة أن الدافع لهذا السلوك ، وهو حب الاستطلاع ، أمر كان يجب تشجيعه وترشيده .
كما أنه ، من الناحية التربوية ، يحسن ألا يؤكّد من يكتبون للأطفال على نماذج السلوك التى يتعمّد فيها الأطفال مُخالفة الوالدين – إن وجدت – حتى لا يتمثل الطفل القارئ بها .
كذلك فإنه نتيجة لسير بهلول من غير انتباه ، نجده فى نهاية القصة يسقط فى ماء البحر ، ويعتبر المؤلف أن هذا " غفلة " و " بله " ، ويفسّرْه بأنه " ضعف عقل " . ومن المُبالغة الشديدة أن نجعل من حب الاستطلاع ، ومن أخطاء الصغار غير المقصودة ، دليلاً على البله وضعف العقل ، فإن هذا يُثير اليأس فى نفوس الأطفال من قدرتهم على التغلّب على أخطائهم التى توقعهم فيها قلّة خِبرتهم .               
* وفى قصة " علاء الدين " لكامل كيلانى [ 26 ] ، نرى المؤلف يقول إن علاء الدين
كان : " من الأولاد الذين ألفوا البطالة واللعب ، حتى ساء خــُـلقه ، وصار أسوأ مثال للأطفال " .
ثم يقول : " وحاول أبوه أن يُعلّمه صناعة تنفعه إذا كبر ، فلم يقبل له نصحًا ، وضاعت جهود أبيه بلا فائدة ، فاضطر أبوه إلى مُعاقبته وزجره ، واتخذ معه وسائل العُنف بعد أن أخفقت فى إصلاحه وسائل اللين ، ولكن علاء الدين لم يُبالِ بعقاب أبيه ، ولم يُؤثـــر فيه زجره وشدّته ، حتى يئس أبوه من إصلاحه " .
إن هذه الصورة التى تبدأ بها القصة – التى تدين اللعب ، وتؤكّد أسلوب العقاب والعُنف فى التربية ، وهو أسلوب تدينه أساليب التربية الحديثة – تعطينا أسوأ مثال لسلوك طفل ،                 ولا يُمكِن أن تــُـهيئ صاحبها للفوز بحظ عظيم فى الحياة ، لكن هذه الشخصية هى التى تفتـّـحت لها أبواب الثراء على اتساعها ، وصاحبها هو الذى تزوّج فى النهاية ابنة الإمبراطور !! كما أن اللعب حق أساسى من حقوق الطفل ، وليس جريمة ولا سوء خلق تستأهل العقاب .
إنها صورة قد تـُـشجّع الصغار على عدم الاكتراث بالعلم أو السلوك السليم ، مادام الحظ لا علاقة له بقيمة العلم أو جمال السلوك .
وقد أحسّ كامل كيلانى بهذا الأثر السلبى على نفوس القـُـرّاء ، فانتهز فرصة ليقول :    " وكان علاء الدين حينئذٍ قد كره مُصاحبة الأشرار ، وشعر بواجبه نحو أمّــه ونفســه ، فعاشــر أخيــار الرجــال وسراة الناس ، وأفاد من آرائهـم وخبرتهـم " – لكنــه لم يقل ذلك إلا بعد أن كان علاء الدين قد حصل فعلاً على المِصباح السحرى ، واستفاد بما قدّمه له جنى المصباح من ذهب وثروة .
* وفى قصة " عمرون شاه " لمحمد فريد أبو حديد [ 27 ] جعل المؤلف الجدة ، فى بداية القصة، تصيح ببطل القصة " عمرون شاه " قصير القامة : " اذهب من وجهى أيها الولد الذى لا يصلح لشىء ... فما أنت إلا " عقلة أصبع " كما يسمونك ، ولا فائدة منك " ، وهذه صفات تصيب الأطفال – والمعاقين على وجه خاص - بالإحباط وتعطل نموهم نحو النضج الاجتماعى والنفسى . وعلى مدى صفحات الرواية ( 160 صفحة ) ، يجعل المؤلف من تصرفات عمرون سببًا لسخرية كل من يقابله ، ينادونه باسم " عقلة الأصبع " ، فيفقد سيطرته على نفسه وينفجر غاضبًا : " لست عقلة الأصبع ... اسمى عمرون " ، فيضحكون منه ساخرين، لأن طوله كما تقول الرواية " لا يزيد على شبرين " .
وعلى هذه الصورة تقدم الرواية بطلها شخصًا أحمق ، لا يستفيد من حجمه الصغير ، يقوده غضبه إلى مواقف فيها هلاكه ، ولا يتعلم أبدًا أن الغضب والحمق يسببان له الأذى .
لقد اعتمد المؤلف فى استحضار عنصر الفكاهة طوال الرواية ، على السخرية من هذا " الشذوذ الجسدى " أو " الإعاقة " التى ولد بها عمرون شاه – ولم يطف بذهن المؤلف أن مثل هذه السخريات ، التى تكررت عشرات المرات على مدار الرواية ، ستشكل موقف القراء الصغار فى مواجهة من يقابلونهم فى حياتهم من أصحاب الإعاقات .
* كذلك نجد فى كتابات جيل الرواد الأوائل ، إدانة لحب الاستطلاع ، بدلاً من التشجيع على السؤال والبحث عن المعرفة . وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك عند الحديث عن قصة " غفلة بهلول " – وأيضًا فى قصة " خسرو شاه " للكيلانى [ 28 ] ، نجد المؤلف يصف " حُب الاستطلاع " عند وصف شخصية بطل قصّته بأنه " خطيئة أوحى بها الشيطان " . وهذا الموقف الذى يقفه كاتب القصة من حُب الاستطلاع ، لابد أن يؤدى إلى إحباط رغبة الأطفال الطبيعيّة فى البحث والاستقصاء ، ويجعلهم قانعين بما هو مُتاح لهم ، مُبتعدين عن كل                 ما تفرض التقاليد عليهم ألا يتدخلوا فيه .
لقد كانت التربية التقليدية تقوم على تلقين الأجيال الجديدة الخضوع لما استقرت عليه الأجيال السابقة ، وتجريم وتحريم أى خروج على هذا الاستقرار ، لذلك حفلت القصص القديمة ببيان النتائج السلبية لحُب الاستطلاع ، التى تترتب على الرغبة فى كشف المجهول الذى وُضِعَت المحاذير لتحول دون كشف حقيقته والتعرّف عليه ، وذلك لقمع رغبات الأطفال الطبيعيّة فى الاستطلاع والاكتشاف .
أما التربية الحديثة ، فتهدف ، على العكس ، إلى إثارة حوافز حُب الاستطلاع لدى الأطفال ، وتدريبهم على عدم الاكتفاء بما يعرفونه ، بل تحثهم لكـى يبحثـوا عـن تفسيـر جديـد ، أو حل أصيل ، ولو خالف المُتعارف عليه .
ومع ذلك نجد الكاتب فى قصة " خسرو شاه " ، يصف حُب الاستطلاع بأنه                   " وسوسة شيطان " ، وبهذا يُدين حُب الاستطلاع ، ويُثيـر فــزع الأطفـال منه ، رغـم أنه من أثمن ما منحته الطبيعة للأطفال .
– وهذا موقف ثابت من المؤلّف ، ففى قصة أخرى للأستاذ الكيلانى ، هى قصة              " فى بلاد العجائب " يؤدى حُب الاستطلاع - الذى يُسميه المؤلّف " الفضول " – إلى فتح صندوق تخرج منه حشرات تملأ العالم بالشر والمرض . ويعود ليؤكّد : " وكانت عاقبة الفضول أن انتشرت الحشرات الخبيثة ، فتفاقم الشر وعمّ الأذى " . 
* ونفس الموقف الذى يُحَذر فيه المؤلف الأطفال من حب الاستطلاع ، نجده عند              رائد آخر من الرواد الأوائل ، هو محمد عطية الإبراشى . فى قصة " أميرة القصر               الذهبى " . [ 29 ]
** وكافة الصور السابقة لشخصيات رسمها جيل الرواد الأوائل ، تغيرت كثيرًا مع الكتب الحديثة والمعاصرة للأطفال .
* مثلاً ، فى الكتب الحديثة للأطفال ، هناك تفهم وتقبل لأصحاب الإعاقات ، بل نجد فيها قدوة لمعاملتهم على قدم المساواة مع بقية الأطفال .
فقصة " حكاية طارق وعلاء " ( 2002 ) [ 30 ] ، تقول عنها د . ماريا ألبانو أستاذ الأدب العربى بالجامعات الإيطالية : إحساس الكاتب يُركّز خصّيصًا على الأطفال " ذوى الاحتياجات الخاصة " . ففى قصة " حكاية طارق وعلاء " ، يحكى الكاتب عن مُقابلة علاء مع طفل آخر ، هو طارق ، الذى يُعانى من " احتياج خاص " . ( جَمَعَهُما مشروع                      " الدمج " فى فصل مدرسى واحد ) . الشارونى لا يتكلّم أبدًا عن الإعاقة بشكل صريح ، لكنه يصف شخصية طارق الموهوب جدًّا فى الرسم . وفى النهاية سوف يقوم طارق نفسه بمُساعدة علاء وليس العكس . إن التركيز لا يكون على احتياج طارق للتواصل مع الآخرين ، لكن على كفاءة " الآخرين " فى التواصل مع طارق . وتتضمّن القصة طرقًا دقيقة للتصرّف والتفاعل مع ما يُسمَّى " الاختلاف " ، وذلك بهدف اكتشاف " المهارات " وليس " الإعاقات " للأشخاص الذين يظهرون وكأنهم " غير طبيعيين " .
* ومن أجمل القصص المعاصرة التى تقدم شخصية الطفل المختلف ، قصة " الأقدام الطائرة " لفرج الظفيرى ( 2015 ) [ 31 ] . بطل القصة صبى مختلف عن الآخرين –                 يعانى من تقوس شديد فى ساقيه جعله يمشى على جوانب قدميه على نحو مختلف عن              الآخرين ، لكنه كان واثقًا من نفسه ، يمازح الجميع ، ولا يشعر بالحرج بسبب قدميه ، أصدقاؤه يتقبلونه بحب ويقولون : " لم نسخر منه ، بل كان يدهشنا ببعض أعماله التى لا نستطيع القيام  بها " ، فقد كان موهوبًا فى القفز العالى والقفز الطويل . ومع ذلك حدث أنهم استبعدوه من اللعب مع فريق كرة القدم .. قال قائد الفريق : " أنت لا تستطيع الجرى .. لا يمكنك اللعب معنا " . قال بطل قصتنا : " يمكننى أن أكون حارس المرمى " ، ووافق الزملاء .. تقول القصة : " لم يكن يجرى كثيرًا .. يكفيه أن يخطو خطوة أو خطوتين ، ثم يطير لالتقاط الكرة ببراعة " . وأخيرًا كان الفوز لفريقه ، فقد تم التنبه إلى مهاراته وليس إلى  إعاقته .
* كذلك قصة " معاق فوق الريح " لعبد المطلب أحمد السح [ 32 ] . ففى هذه القصة نتعايش مع بطلها الذى لا يسير إلا بمساعدة " العكازة " ، لكنه يعيش مغامرة ، ما بين الفانتازيا والخيال العلمى ، يحلم فيها بالتغلب على إعاقته ، ويسافر إلى " بلاد الريح " التى توصلت إلى اختراعات وأجهزة تنطق للأبكم ، وترى لفاقد البصر ، وتعمل بدلاً من الساق المشلولة فيمشى صاحبها مثل الإنسان السليم . وفى مدارس هذه البلاد ، يجلس الجميع ، الأسوياء والمعاقون ، جنبًا إلى جنب . ولا توجد فى هذه البلاد مدارس خاصة للمعاقين ، فقد تم دمجهم بشكل كامل فى المجتمع . وقد فازت هذه القصة عام 1998 بجائزة الشارقة للإبداع الأدبى ، لتؤكد تغير نظرة المجتمع إلى المعاقين .
* كذلك قصة " مى تضحك " لمحمد عبد الحافظ ناصف [ 33 ] .. نقابل فى هذه القصة تلميذة صغيرة تتغلب على مشاعرها تجاه إعاقتها ، فقد كانت لها يد بغير أصابع تخجل منها وتخفيها . لكن فى غرفة الصف الدراسى ، جعلها المدرس ، أمام بقية تلاميذ الفصل ، ترى قدمه المصابة من آثار حرب أكتوبر 1973 ، فأزال هذا خجلها ، وحدث لها تحول كبير فى شخصيتها وسلوكها .
* وأيضًا قصة " الولد الغامض " ، للدكتورة حنان نصار [ 34 ] ، التى تدور حول اختلاف طفل عن الآخرين ، فهناك تلميذ صغير يضع " كاب " على رأسه ، ونظارة سوداء على عينيه ، ويتجنب الاختلاط ببقية التلاميذ . ثم نكتشف أنه يخجل لوجود " ندبة " كبيرة بنية اللون فى جبهته بجانب عينه ، يتصور أنها ستجعل الآخرين يسخرون منه ويشعرون أنه مختلف . ولهذا الطفل ثلاثة زملاء : واحد له أصبع زائد فى يده ، والثانى أذناه كبيرتا الحجم جدًّا ، والثالث أحول العينين ويضع نظارة ، وأقنعوا بطل القصة أنهم لا يخجلون مما فيهم من اختلافات عن الآخرين ، ويشجع هذا البطل على خلع الكاب والنظــارة ، والاشتــراك فى مبـاراة
لكرة القدم بغير خجل .
* ثم هناك قصة " سر الاختفاء العجيب " ، التى فاز عنها مؤلفها عام 1981 ، منذ 35 سنة ، " بجائزة أحسن كاتب للأطفال " فى مصر [ 35 ] ، وفيها نتعايش مع طفل مصاب بعرج فى ساقه بسبب إصابته بشلل الأطفال ، لكنه استطاع أن يحقق ما لم يستطع رفاقه من الأصحاء أن يحققوه ، عندما أنقذ صديقـًا له سقط فى بئر مقبرة فرعونية مجهولة ، بين التلال القريبة من قريتهم فى (الصعيد) جنوب مصر .
** كذلك نجد فى القصص الحديثة للأطفال ، فهمًا سليمًا لنفسيـة الأطفــال ،
وتعبيرًا عن أعمق مشاعرهم وأحاسيسهم .
* فقصة " قليل من الراحة فوق السلالم .. يوميات صبى بقال " ، التى تدور                 حول عمالة الأطفال ، تقول عنها الناقدة د . ماريا ألبانو أستاذ الأدب العربى بالجامعات                   الإيطالية [ 36 ] : تنتمى للنوع الاجتماعى قصة الشارونى " قليل من الراحة فوق السلالم " ، حيث يتكلم الكاتب برفق كبير عن عذاب عمل الأطفال ، فيصف يوم طفل مُجبر على ترك المدرسة ليعمل صبيًّا فى متجر بقالة . ويصف عالم الكبار بواقعية قاسية وذلك لأنه يراه بعين الطفل : " أبواب كثيرة تــُـغلَق فى وجهى ، ثم يفتحها الناس مرة أخرى لدفع الحساب " .. تلك الأبواب ، أحيانــًـا ، تبقى موارَبَة ، ويلمح الصغير من خلال فتحة الباب عالمًا مُختلفــًـا أكثر ثراءً.. إنها فتحة يلمح من خلالها صفوفــًـا من الكُتب تــُـغطى الجُدران . وتذبح استجوابات الكبار يوم الطفل ، وهى استجوابات قاسية لاذعة ، تحتقر الجهد الضخم الذى يجب عليه أن يتحمّله ، والذى لا يُمكن تخفيفه ولا حتى بالجلوس على إحدى درجات السلالم الكثيرة التى يصعدها : " ماذا تفعل فى الطابق الثالث ؟ " – " من أنت ؟ ماذا تفعل هنا ؟ " – " لماذا تجلس على سلالم الطابق الرابع ؟ " – " هل أضعت النقود اليوم أيضــًـا ؟ " – وهو يحاول الإجابة على الجميع ، مُتحمّلاً ألم ساقيه والإهانات . لكنه فى النهاية لم يعد يتحمّل ، ويتساءل هو أيضــًـا ، وهو التساؤل الوحيد له والذى يُعبّر عن أمله المفقود ، عن رغبته التى لا تخمد أبدًا :    " هل أستطيع أن أطلب كتابًا من تلك العائلة التى تعيش فى شقــّـة تبدو كأنــّـها مكتبة ؟ " .
* وفى قصة " العين " ، لعفاف طبالة [ 37 ] ، نعيش داخل نفسية طفل ، عندما نقابل بطل القصة ، وهو صبى فى مدرسة ابتدائية ، تطارده " عين " فى كل مكان يذهب إليه وهو عائد ذات يوم من مدرسته إلى البيت . ثم نكتشف أن هذه العين هى ضميره الذى يعذبه لأنه أخذ بدون إذن لعبة من صديقه . والقصة تقدم للقارئ المشاعر الداخلية لصبى صغير ، عن طريق العين التى تطارده ، بغير أن تذكر أية نصائح أو تأنيب ، لكنها نجحت فى تجسيم الشعور بالذنب الذى يورثه الخطأ الذى يرتكبه الإنسان. إن العالم الداخلى لشخصية البطل الصغير هو الذى يسيطر على القصة ، ويرتفع بها مع رهافة الحس الإنسانى ، ليعيش القارئ كأنه هو الذى ارتكب الخطأ .
* وفى قصة " غدًا العيد " لعاطف عبد الفتاح [ 38 ] ، نتعايش مع عذاب طفـل صغيــر
لا يُقَدِّر الكبار مشاعره ، فقد حرموه من الخروج إلى نزهة مع أخويه بصحبة عمه ، بحجة أنه صغير وسيكون عبئًا على العم ، بعد أن كان قد هيأ نفسه طويلاً لهذه الرحلة . 
* كذلك فإن قصة " البكاء فى حارة ضيقة " لنادر أبو الفتوح [ 39 ] ، تدور حول صبى صغير يسكن فى حارة ضيقة بحى شعبى ، يرفض الزملاء أن يلعب معهم لأنه صغير السن ، فيبكى . ثم يكتشف أن البكاء لن يُكسبه شيئًا . إنها قصة تكشف ما يدور داخل نفسية طفل يريد أن تتم معاملته مثل الكبار .
** ثانيًا : من الشخصيات الخيالية إلى الشخصيات الواقعية :
فمن التطورات البارزة فى الشخصيات التى تقوم بأدوار رئيسية فى قصص وروايات الأطفال العربية ، أننا نجد كتب الرواد الأوائل تحفل بالشخصيات الخيالية الخارقة ، التى قدموها لأجيالنا الجديدة بنفس صورتها التى وردت بها فى التـراث .
وقد تغير هذا تمامًا فى شخصيات الكتابات الحديثة والمعاصرة للأطفال .
* فكامل كيلانى ، أهم الرواد الأوائل فى أدب الأطفال العربى ، يقول : " ليس أروع من الأسطورة يتمثل بها الإنسان .. إنها توضح من دقائق المعانى ما لا يبلغه بأضعاف سطورها من البيان والشرح " . ويقول : " إننى شديد الولع بقراءة الأساطير ، وإننى أحس لأكثرها روعة عجيبة كلما طبقتها على الحياة ، فوجدت الصلة الفنية بين تلك الأساطير والحياة وثيقة            محكمة ، وكثيرًا ما تتمثل لى فى الخيال حقيقة راهنة ، فلا يدهش القارئ إذا أكثرت من الاستشهاد بالأساطير ، فإن لى بها ولعًا شديدًا وشغفـًا لا يوصف " [ 40 ] .
* وفى دراسة سابقة لنا عنوانها " البيئة الشعبية ومصر المعاصرة والمكان فى قصص كامل كيلانى للأطفال " [ 41 ] ، ذكرنا أننا حاولنا رصد البيئات والأماكن التى تدور فيها أحداث قصص كامل كيلانى للأطفال ، فأثار دهشتنا أننا لم نجد من بينها واحدة قد تأثرت بالبيئة الشعبية التى قضى فيها طفولته ، ولا بمصر المعاصرة أو بأحداثها ، على الرغم من أنه حكى عنها الكثير للكبار – واكتشفنا أن من أهم أسباب هذه الظاهرة ، ما قرره الكيلانى صراحة من ارتباطه القوى بالأساطير منذ طفولته ، فقد كان لارتباطه القوى فى طفولته المبكرة بالأساطير شرقية وغربية والحكايات والسير الشعبية ، أثره القوى فى ثقة كامل كيلانى أن أفضل ما يقدمه للأطفال هو الأساطير والحكايات وما تحفل به من شخصيات خيالية ، البعيدة عن الواقع           اليومى ، على الرغم من أنه استفاد من هذا الواقع كثيرًا فى قصصه التى كتبها للكبار .
* وفى دراسة أخرى لنا عنوانها " القيم التربوية فى قصص الأطفال المأخوذة عن ألف ليلة وليلة " [ 42 ] ، أوضحنا أنَّ مَنْ أعادوا صياغة حكايات ألف ليلة للأطفال " فى                 الغرب " ، قد تأثــّـروا بالقيم السائدة فى الزمان والمكان الذى يوجّهون إلى أطفاله                        ما يكتبون . كذلك تأثــّـرت كتاباتهم بمدى مُتابعتهم للحقائق التربوية والنفسيـة التى أخـذ عُلمـاء
التربية وعلم النفس يكتشفونها ، لتؤثــّـر فى مُختلف أساليب تربية الأطفال .
وكانــت أهـم قضيـة تواجـه من أعـادوا كتابة حكايـات ألـف ليلة للأطفـال ، هى التوفيـق
بين سحر الحكاية الشعبية ، ومُتطلّبات الأصول التربوية والنفسية عند التعامل مع الأطفال الذين يُخاطبونهم . فلا جدوى من نزع عُنصر التشويق وسحر الخيال عن القصة لتـُصبح مُوافقة للقواعد التربوية ، ذلك أن الأطفال فى هذه الحالة لن يُقبــِـلوا على قراءة القصة ولا الاستماع  إليها أو الاستمتاع بها . كما أنه ، فى مُقابل هذا ، يكون مضرًّا بالأطفال أن يهتم الكاتب بعناصر التشويق والجذب على حساب القيم التربوية ، فيقرأ الأطفال القصة أو يستمعون إليها فى شغف، لكنها تترك فى النهاية أثرها السلبى على نفوس وعقول الأطفال .
* وتقول الدكتورة ماريا ألبانو فى دراستها عن الحكايات الخيالية الشعبية ، فى مقدمة كتابها " القصة المصرية الحديثة للأطفال " [ 43 ] ، إن الحكايات الخيالية الشعبية                " الأوربية " ، كما يكتب " ماكس لوثى " Max Luthi ، تقدم شخصيات أحادية البعد ،            يتم رسم خصائصها بوضوح ، لأنها تكون إما طيبة أو شريرة ولا تتصف أبدًا بالخاصيتين .              أما أبطال الحكايات الشعبية الخيالية عند كيلانى ، فعادة ما تجمع بين الخير والشر فى الشخصية نفسها ، بوصفها مظاهر متناقضة لكنها تنتمى إلى نفس الشخصية . فشخصيات                " الجان " التى يستخدمها الكاتب تحتل مرتبة متوسطة بين الملائكة والشياطين .
– ويرى كاتب الدراسة الحالية ، أن هذا الجمع بين الشر والخير فى نفـس الشخصيـة ،
يصيب القارئ الصغير بالارتباك ، ويجعل من العسير عليه فهم دوافع تلك الشخصيات ، وبالتالى تختلط عليه معايير الخطأ والصواب ، والمقبول والمرفوض من التصرفات .
إن هذا العرض للجوانب المُتناقضة فى الشخصية الواحدة ، أمر نطلبه فى الأعمال الأدبية المُقدّمة للراشدين ، لكنه يُثير حيرة الصغار وهم فى مرحلة الرغبة فى التمييز بين الخير والشر ، وتنمية الملكة النقدية التى يستطيعون عن طريقها الحُكم على الآخرين ، وعلى ما يُصدر عنهم من تصرّفات .
– وتضيف د . ألبانو أن كيلانى : " اقتصر على تغيير اللغة والأسلوب فقط ، ولكن ليس المنظومة الروائية للخرافات " . 
– ونضيف أنه من أمثلة التناقض فى رسم الشخصيات الخيالية ، أننا نجد بعض الشخصيات التى قدّمها الكيلانى لتمثل جانب الشر ، تتعارض تصرفاتها مع ما تتصف              به الشخصيات الشريرة . ففى قصة " خسرو شاه " ، تقول بطلة القصة لخسرو شاه ،                   إنها لا تريد أن تغدر بالجنى الذى خطفها ، لأنه ، على حد قولها : " لم يسئ إلىّ قط " ، فهذا الدفاع الذى ساقته الفتاة عن الجنى لا يتسق مع سلوك جنى تقدمه القصة على أنه مثال للشر والأذى . [ 44 ]
– كذلك فى قصة " على بابا " للكيلانى ، يضعنا الكاتب أمام تناقض غير مفهوم                فى الشخصيات . فشيخ اللصوص رجل تتجسّد فيه كل معانى القسوة والشر ، قـَتـَلَ لصّين               من رجاله لا لشىء إلا لأنهما لم يتعرّفا جيّدًا على بيت على بابا . كما أنه قاد عصابته                    ليقضى على على بابا وأسرته . ومع ذلك ، فالكاتب يصوّره بعدئذ بمظهر الإنسان الوفى                الذى يُحرّكه الوفاء والإخلاص للأصدقاء : " أما شيخ اللصوص ، فكان يدخل الكهف فى كل              يوم ويُنادى أصحابه فلا يُجيبه أحد ، فيبكى عليهـم ويلطـم وجهـه . ومــرّت به عدة أشهــر وهــو
كالمجنون من شدّة الحُزن " !! [ 45 ]   
إن مثل هذه الصور من التناقض فى سلوك الشخصيات التى تمثل الشر ، لابد أن تحيّر القارئ الصغير وتربكه ، فيختلط عليه معيار التمييز بين الطيّب والخبيث .
** ولم يكن كامل كيلانى وحده من جيل الرواد الأوائل الذى اهتم باختيار شخصيات خيالية أبطالاً لقصصه من ألف ليلة والحكايات الشعبية ، من غير أن يحاول إعادة صياغة سلوك شخصياته وأهدافها لتتوافق مع متطلبات العصر ، ومع الأسس التربوية والسلوكية الحديثة ، بل اشترك معه فى هذا عدد كبير من الرواد الأوائل ممن كتبوا للأطفال .
* نجد مثلاً فى قصة " الأنف العجيب " لمحمد عطية الإبراشى [ 46 ] [ ج ] ، البطلة فيها أميرة ساحرة ، عُرِفـَت بالمكر والخبث ، طماعة لصة سارقة .
* وقصة " عقلة الأصبع " لعادل الغضبان [ 47 ] ، نجد فيها الأب والأم يحاولان التخلص من أبنائهما الستة ، ويدور الصراع فيها بين الأطفال " وغول يأكل الأطفال " ..                 يقول لمدبرة منزله : " سأذبحهم ، وإن عليك أن تطبخيهم .. وقبض على عنق أكبر              الأطفال .. ورفع السكين بيمناه ... " ، إلى أن يقول : " ذبْحُ ستة أطفال وسلخ جلدهم سيتطلب منكِ أن تقضى الليل كله فى هذا العمل ... ونتعشى بهم أنا وأصحابى " ... ثم تنتهى القصة بأن الغول " ذبح بناته السبع " .
* وفى قصة " الرفيق المجهول " لعبد الله الكبير [ 48 ] ، نجـد بطلة القصــة ، أميــرة
ابنة ملك فى سن الزواج ، ساحرة ماكرة شريرة ، قاسية دموية .. يقول نص القصة : " وبهذه الحيلة قتلت مئات من الشباب " .
ومعظم بقية شخصيات القصة قساة أشـرار يستعذبـون مشاهـد القتـل وسفـك الدمـاء – تقــول القصة : " فَصَلَ بالسيف رأسه عن جسده ، ورمى جثته أمام القصر .. وغسل الرأس .. ولفه فى منديل " .  
* كذلك فى قصة " جبل العجائب " بقلم د . نظمى لوقا [ 49 ] ، نقابل أختين شريرتين تقول عنهما القصة : " لم يعد فى قلبيهما إلا الحسد والحقد على أختهما الصغرى التى صارت ملكة " ، وهذا هو كل ما يشغلهما . ولا تجد إحداهما ، فى نهاية القصة ، هربًا من الندم إلا أنها : " أغرقت نفسها فى البئر " ، وبذلك تقدم القصة الانتحار كوسيلة للندم ، بغير أية إدانة لهذه الجريمة التى يستنكرها الدين والمجتمع والتربية .
** أما الكتب الحديثة والمعاصرة للأطفال ، فهى إما اختارت شخصيات أبطالها من الواقع المعاصر ، لتدور حول قضاياه ومشكلاته ، أحلامه وتطلعاته ،               وما يقابله من تحديات وكيف يواجهها .
أو استخدمت شخصيات خيالية من التراث ، لكن بعد إعادة تشكيلهــا ، لكى لا يتعـارض
إبداعهم مع الأسس التربوية السليمة ، ولتقديم رؤى حديثة معاصرة ومستقبلية .
* وفى هذا يقول " برو جودوين " فى كتابه " كتب الأطفال .. دراستها            وفهمها " [ 50 ] :
    " فى أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات ، كان " الخيال " هو العامل المشترك لرواية القصص  ... إن استخدام عالم الخيال يُمَكِّن الكاتب من التعليق على الحالة الراهنة لحضارة الدول . فمن خلال هؤلاء الكُـتـَّـاب يمكن الكشف عن القدرة على التعامل مع المشكلات التى يواجهها الأطفال كجزء من عمليـة النمـو ، كالخوف مـن الانفصال أو الضياع أو الموت   أو الغضب أو الممارسات الجنسية .
    ويضيف : على الرغم من أن عنصر الخيال يعد أحد جوانب أدب الأطفـال الـذى ظـل سائـدًا خـلال السبعينيات والثمانينيات ، إلا أن " الواقعية الاجتماعية " كانت هى الموضوع المهيمن على الكتابة فى ذلك الوقت ، وكان بعض الكُتـَّـاب يتناولون فى قصصهم قضايا شخصية وأخرى عامة تتضمن الشئون الجنسية والعرقية والحرب والموت والإعاقة الجسدية والثورات الداخلية والقلق النفسى المصاحب لمرحلة المراهقة ، وذلك بشكل أكثر انفتاحًا من كُتَّاب الخيال . إن الكُتَّاب كانوا يكشفون عن قضايا هامة معاصرة قد يعتبرها البعض أنسب لقصص الكبار . إلا أن قصص الأطفال دائمًا ما كانت تعكس سمة من سمات العصر الذى كُتبت فيه ، والأطفال – شأنهم شأن الكبار – لا يقرءون بغرض التعرف على سمات مجتمعهم فحسب ، لكن ليفهوا أسلوب حياة الآخرين بشكل أفضل . إن الخيال فى أدب الأطفال يعد من بداية ظهوره وسيلة لرصد ما يطرأ من تغيرات ثقافية واجتماعية من خلال عوالم الشخصيات الخيالية من كافة الجوانب الجسدية والنفسية والثقافية ، بالإضافة إلى الاهتمامات والمعتقدات والقيم الخاصة بعصر معين .
– ثم يضيف : والآن ومع قرب نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة (2010) ، يبدو أن كُتـَّـاب الأطفال خلال مراحل العمر المتوسطة وما بعدها ، ينصب اهتمامهم على موضوعات طموحة للغاية . وعلينا أن نـُـسلِّم بأن أدب الأطفال لم يعد مقتصرًا على المجالات المحددة الخاصة بالصغار . إن الكتب التى تصلح " للصغار والكبار " تمثل ركنـًـا هامًّا بالسوق ، وهى تشكل ما يطلق عليه البعض " تجاوز الحدود الفاصلة بين خيال الأطفال والكبار " ، نظرًا لمحتواها " الناضج " وأساليب روايتها الراقية " .
    ويتركز اهتمام هذه الكتب على رحلة الفرد " الداخلية " ، التى يخوضها نحو فهم ذاته بشكل أفضل ، وعلاقته بما يسود العالم من تعقيدات . وإذا ما نظرنا إلى قائمة المؤلفين الذين فازوا حديثـًـا بجائزة كارنيجى لأدب الأطفال ، يتبين لنا أن الاهتمام بتلك الموضوعات يعد سمة من سمات الأدب المعاصر بالنسبة لصغار البالغين والأطفال الأكبر سنـَّـا .    
      * وفى هذا تقـول د . ماريـا ألبانـو [ 51 ] :
يجب أن نذكر " نافلة ذهب " ، الكاتبة التونسية التى قامـت بإعـادة صياغـة قصص    " ألف ليلة وليلة " ، فى تجربة تتجاوز كيلانى ، الذى اقتصر على تغيير اللغة والأسلوب فقط ولكن ليس المنظومة الروائية لــ " الخرافات " .
وعلــى طريــق استعــادة الكتابــة الكلاسيكيـة من منطق حديث ، تكتب نافلة ذهب كتاب
" حدثنى ابن خلدون " ، الصادر عام 2006 . المرجع لكتابها هو فكر المفكر وعالم الاجتماع فى مقدمته ( مقدمة ابن خلدون ) . ولغة نافلة ذهب بسيطة وجذابة ، وهى تتكلم عن القيم الكبيرة للتقاليد العربية وتقوم بتحديثها ، فتصبح بهذه الطريقة قيمًا مهمة للأجيال العربية الجديدة ، الدائمة البحث عن هويتها الشخصية ، بعد التلوث الذى حدث فى الفترة الاستعمارية وشبح الاصطدام بالحضارة الغربية .
* وتضيف : أما الكاتب المغربى معوضين عبد الرحيم فى دراسته : " البحث عن بطل دائم فى القصة الموجهة للأطفال والصغار " ، فيواصل تحديث الشخصيات التاريخية                  أو الشعبية ، وهى " نزعة " خاصة بالأدب العربى الحديث للصغار . ويختم الكاتب المغربى مشاركته بتقديم كتابه " رحلة ابن بطوطة الجديدة " ، حيث يستعيد أدب الرحلات ، ويقوم     " بتحديث " رحلة ابن بطوطة ، الرحالة وعالم الجغرافيا الذى توفى فى " فاس "                      عام 1377، ويقدمه إلى جمهور الشباب .
* كما تقول : وفى الأدب الحديث المخصص للأطفال ، نجد أن مصر هى الدولة التى تحتل مركز الصدارة ، لثراء إنتاجها فى هذا المجال وعظمة وقيمة كُتـَّابها .
ويُعدُّ الكاتب المصرى يعقوب الشارونى عميدًا لكُتاب أدب الأطفال والصغار ، وقد شغل أيضًا وظيفة رئيس المركز القومى لثقافة الطفل .
إن أعمال الشارونـى – فـى جانـب منهـا – تــُـركّـز بشكـل كبيـر علـى إعـادة النظـر إلـى
التـُـراث الكلاسيكى ، وإعادة عرضه بأسلوب جديد ، مُناسب لتحفيز اهتمام الشباب .
فالكاتب يُعيد صياغة الكثير من القصص الخيالية ، ولكن ، على عكس سلفه كيلانى ، فالشارونى لا يُجدّد فقط فى الأسلوب اللغوى ، ولكن فى مُحتويات القص أيضًا ، لأن روح الزمن لم تعد هى نفسها ، لكن الرمز الذى تحتويه تلك الحكايات يكون دائمًا ذا فاعلية إذا تمّت مُطابقته للتغييرات الاجتماعية الكبيرة التى يعيشها المُجتمع العربى ، والمصرى بشكل خاص .
* ومن إحدى الحكايات الخيالية الشعبية التى يعرضها فى إعادة صياغته ، والموجودة فى مُجلّد " أجمل الحكايات الشعبية " ، قصة " الأمير الجبان " ، التى تحكى عن شجاعة أميرة لا تتردّد فى ارتداء ملابس القائد ، وتترأس جيشًا بأكمله .
ويقصد الكاتب إبراز المنزلة الجليلة المُتساوية بين الرجل والمرأة ، ليقضى على فكرة تحقير النساء التى يلصقها بالإسلام بعض المُهَـمَّـشين المُتعصّبين .
– وأيضًا الشارونى ، فى روايتــه " معــروف فــى بلاد الفلوس " ، يُقدّم إعادة صياغة للقصة الشهيرة " معروف الإسكافى " المأخوذة من " ألف ليلة وليلة " . وفى قصة الشارونى ، تم استبدال المرجعية الواقعية ، بالعناصر الخيالية والوهمية ( بالتركيز على الجانب الإبداعى فى تفكير الشخصيات ، والحلم بعالم أفضل وبالحكم الرشيد عن طريق التنمية الشاملة ) .
* وتقول : والفضــل الكبيــر للشارونــى فى إدخــال الروايــة الاجتماعيــة فـى أدب الأطفال فى العالم العربى . والهدف هو تنمية الإحساس فى ضمائر الأفراد تجاه المُشكلات الاجتماعية فى دولة مثل مصر ، تتقدّم بخــُـطًى ضخمة إلى الأمام فى هذا المجال . وتدور أحداث الكثير من قصصه فى العشش القاهرية وبين أولاد الشوارع ، أو المضطرين إلى العمل مُنذ الصغر . وفى قصص أخرى نجد الدعوة البيئية قوية . لكن إحساس الكاتب يُركّز خصّيصًا على الأطفال " ذوى الاحتياجات الخاصة " ، مثل إحدى قصصه " حكاية طارق وعلاء " .
 ( يُراجع كتاب د . ألبانو : " القصة المصرية الحديثة للأطفال " ) .
* ومن القصص والروايات الحديثة للأطفال ، التى تقدم أبطالاً معاصرين يعيشون قضايا عصرهم ومجتمعهم ، نقرأ رواية " عرس الروح " ، عن الشاعر الشهيد عبد الرحمن محمود " ، من تأليف روضة الفرخ الهدهد ، الحائزة على جائزة الدولة لأدب الأطفال    بالأردن [ 52 ] ، فهذه قصة تقدم البطولة الجماعية الضروية للانتصار على العدو ، وتـُبرز الشخصية القيادية التى تقوم بدور إيجابى . كما تدور القصة حول القدرة على المواجهة والتحدى ، وعلى التعبير عن الرأى " شعرًا " ، وعلى تحمل المسئولية . إنها قصة بطل من زماننا ، وتعرفنا كيف أن البيئة التى نشأ فيها كانت السبب فى بناء شخصيته وبطولته ، ولم نره بطلاً يظهر فجأة وبغير مقدمات لا نعرف دوافعه ولا نفهم أهدافه ، وهو ما نجده فى كثير من القصص الشعبية والخرافية . إنه يكافح بالشعر والسلاح معًا .. يعمل مُدرسًا فيساهم فى رفع وعى تلاميذه ، ويشترك فى القيادة العسكرية ، وفى تعميق الوعى الوطنى بقصائده .
هنا يقابل القارئ الصغير أبطالاً يعيشون على أرض الواقع ، يواجهون أقسى المواقف ويتحملون أكبر المسئولية ، وَيَعبِّرون عن رأيهم فى قصائد خلدتهم ، وجمعت قلوب شعبهم ليقف بصلابة فى مواجهة المعتدى على أرضه وأرض أجداده .
* كذلك نقرأ قصة " الطفل الذى أنقذ وطنًا " ، لوفاء الحسينى . [ 53 ]
* وعن البطولة الجماعية ، تتميز قصة " البلح الأحمر " ، للدكتور محجوب                 عمر [ 54 ] . والقصة تدور حول مجموعة من لصوص البحر القراصنة يحاولون غزو قرية فلسطينية ، فيقاومهم أهلها وينتصرون عليهم . ومما يثير الانتباه فى هذه القصة ، أنها                   لا تحتوى على اسم واحد لأى بطل ممن قاوموا الغزو ، وإذا تحدثت القصة عن شخصية ، يقول المؤلف : قال شاب .. وقال آخر .. إنها قصة تعمق أهمية البطولة الجماعية بدلاً من البطولة الفردية التى سادت قصص الرواد الأوائل . كما تقدم شخصيات واقعية تعيش عصرها ، وتتحدى ما تواجهه الشعوب فى عصرنا من غزو واستيطان يتخذ مختلف الأشكال .
* ومـن أهـم مَـن استمـدوا معظـم شخصيـات قصصهـم وموضوعاتهـا مـن البيئـة التـى
عاشوا فيها ، ورفضوا أن يبتعدوا عنها .. بيئة القرية والزراعة والفلاحين ، الكاتب المتميز    " فريد محمد معوض " ، الحائز على جائزة الدولة فى أدب الأطفال من مصر ، والذى اختار معظم شخصيات قصصه من الأبطال المجهولين فى قرى مصر الصغيرة ، والفقيرة فى معظم الأحيان .
– وفى قصته " كراس " [ 55 ]   ، نقابل بطل القصة ، الصبى الصغير ، التلميذ فى مدرسة ابتدائية بقرية فلاحين . إنه لا يمتلك كراسًا للإملاء بسبب قلة دخل والده . وتحلل القصة مشاعر خجل الصبى وخوفه من عقاب المدرس ، لكن المدرس يفهم أخيرًا المشكلة ، فيمنح الصبى " كراس " هدية ، بعد أن قام باختباره ، بأن أملاه درسًا كتبه الصغير على السبورة أمام كل زملاء صفه ، فتأكد تميزه وما يتمتع به من كفاءة . لقد أصبحت بطولة القصص الحديثة لشخصيات واقعية معاصرة ، من البيئة التى يعيش فيها الكاتب مهما كانت بسيطة أو تعيش على الهامش .
 * وإذا انتقلنا إلى قصة " طفل فى الطريق " لهالة الشارونى [ 56 ] . نلتقى بطفل ممن يعيشون على هامش الحياة فى المدن الكبرى مثل القاهرة ، لكنهم يعيشون بطولتهم الصامتة فى التغلب على أقسى ما يقابل الإنسان من تحديات الفقر وقلة الإمكانات ، بغير شكوى ولا أنين ، بل بأمل فى المستقبل ، وإقبال على التعليم لتغيير مسار الحياة . إنه طفل يبيع فى الطريق بضائع تافهة القيمة ، لكنه فى نفس الوقت ينجز واجباته المدرسة مستفيدًا من ضوء مصباح الطريق ، ويعمل على إنشاء الصداقات مع من يهتمون بالشراء منه ليشرحوا له ما غمض عليه من بعض المواد الدراسية . إنها قصة تقدم تحليلاً لنفسية طفل يعمل ويتعلم بغير إحساس بالدونية ، مع تقديم صورة لعلاقة إنسانية راقية بين سيدة مثقفة مُتـَفهمة وطفل يعمل ليتعلم .
* أما قصة " الأصدقاء " لإبراهيم بشمى [ 57 ]  ، فتدور حول أهمية التواصل مع الآخرين ، وبناء الجسور بين أفراد المجتمع الواحد . إنها تقدم صبيًّا فى مدرسة يرفض أن يشترك معه زملاؤه فى اللعب بلعبته أو قراءة كتبه القصصية ، ويقول " أنا حر فى تصرفاتى ، هذه الأشياء لى ، ولا أريد مشاركة الآخرين فيها .. أنا لا أهتم بأحد ولا أحتاج لأحد " ..        إنها قصة تعبر عما بدأ يسود فى العالم وفى بعض المجتمعات العربية ، من البحث عن المصلحة الخاصة وعدم اكتراث بالآخرين . لكن لا يلبث هذا الصبى أن يجد نفسه منبوذًا ، فقد خاصمه الزملاء . وأصبح وحيدًا ، وأدرك أنه لابد من التعاون مع الآخرين ، وأنه لابد أن يهتم بهم ويضعهم فى اعتباره .. إنها دعوة للتماسك المجتمعى .  
* ثم نصل إلى كاتب من أهم من كتبوا للأطفال فى العالم العربى ، هو الكاتب السورى " زكريا تامر " [ 58 ]  . تقول عنه د . ألبانوا : " من بين كتاب أدب الصغار الذين ساهموا بشكل خاص فى تطوير هذا النوع الأدبى ، الكاتب السورى زكريا تامر ، الذى يهدف إلى تقديم العالم الواقعى المحيط بالقراء الصغار ... لهذا يتناول موضوعات ساخنة مثل القضية الفلسطينية . لكن لا يمكن الحديث عن واقعية اجتماعية ، إنما عن رمزية شاعرية تسرى على جميع الثقافات " . 
** ثالثـًا : تطور صورة الفتاة والمرأة فى أدب الأطفال العربى :
فى كتابات الرواد الأوائل لأدب الأطفال العربى ، تواجهنا ، بصراحة ووضوح ، صــورة
سلبية للمرأة الخاضعة المستسلمة ، التى لا رأى لها ، والتى يقتصر دورها على تلبية طلبات الرجل .
* ففــى قصــة " الفــأرة البيضــاء " بقلــم عادل الغضبان [ 59 ] ( صدرت 1971) ،
نجد القصة تؤكد على " الطاعة العمياء " باعتبارها فضيلة . الأب اسمه " حريص "                       ( وعلينا التنبه إلى دلالة اختيار الاسم ! ) ، والابنة ماتت أمها فتولى والدها تربيتها . تقول                 القصة منذ الصفحة الأولى : " وكان أبوها قد عوَّدها أن تطيعه طاعة عمياء ، فكانـت لا تخالـف
له أمرًا من الأوامر " .
كذلك ، كما تقول القصة ، فإن الأب : " كان كل همه أن " ينتزع " من نفسها " رذيلة                  الفضول " ، التى تصيب أكثر الناس " ، فما كانت تخرج أبدًا من حديقة المنزل المحاطة بالأسوار العالية ، ولا كانت ترى أحدًا غير والدها ... "  
– وتضيف القصة عن البطلة أنها : " قد ألفت هذا الصنف من العيش                وأحبته " ، ثم جاء فى آخر صفحة من الكتاب : " وشفيت وردة من رذيلة الفضول " .
وهكذا تؤكد القصة أن " الطاعة العمياء " المطلقة ، " فضيلة " يجب أن تتحلى بها الأنثى !!
كما تؤكد أن " الفضول " أو حب الاستطلاع والبحث عن المعرفة ، " رذيلة " يجب على المربى انتزاعها من نفوس الصغار ، وأنها تعيب أكثر الناس ، ولابد من " الشفاء "  منها .
– والأسوأ ، أن تحث القصة الطفلة القارئة على تقبل هذا الأسلوب فى التربية ، عندما تؤكد أن بطلة القصة " قد اعتادت ( ألفت ) وتقبلت " وأحبت " هذا الأسلوب الذى يعاملها به المربى – بل إن دعوة القصة صريحة للقراء والقارءات أن يلتزموا باعتبار " الطاعة بغير  مناقشة " ، والامتناع عن حب الاستطلاع " ( أو الفضول ) ، فضائل يجب التحلى بها ، وبالتالى يكون الحوار ، والمناقشة ، وإبداء الرأى ، وممارسة حق التفكير ، وحق الاختيار ، والرغبة فى الاستطلاع والمعرفة ، تكون كلها " رذائل " يجب الشفاء منها .
إنها قصة تقتل كل القيم المعاصرة فى التربية ، وتنتزع من الفتاة كل ما يدفع بها للنضج لتصبح عضوًا عاملاً فعالاً منتجًا فى المجتمع .
* كذلك عندما نعود إلى قصة " خسرو شاه " لكامل كيلانى ( صدرت أول طبعة قبل وفاته 1959 ) ، والتى سبق أن أشرنا إليها ، يستوقفنا موقف المرأة الخانعة المستسلمة ، على الرغم من الجرائم التى ارتكبها الجنى فى حقها ، والذى أصابها بأقسى ما تصاب به فتاة . ففى نفس ليلة عرسها يخطفها من قصر والدها ، ويسجنها تحت الأرض .. ومضت عليها عدة سنوات وهى محبوسة وحيدة فى ذلك المكان المغلق .. وتقول الفتاة إن ذلك الجنى " سيقتلها إذا هربت " .
ثم نفاجأ بنفس هذه الفتاة المقهورة المسجونة ، التى تعانى أبشع صور الإذلال ،         والتى فقدت كل مستقبلها وسعادتها فى ليلة من أهم ليالى عمرها ، ليلة عرسها ، نفاجأ بها                تندفع مدافعة عن ذلك الجنى عندما عرض خسرو شاه أن يخلصها منه ، فتقول عنه : " إنه               لم يسئ إلىّ قط ، بل بذل كل ما فى وسعه لإسعادى وتلبية كل ما أريد !! " ، كأنما هى               تستعذب تعذيبه لها . وعلى هذا النحو الغريب والشاذ ، تدعو القصة الفتاة والمرأة إلى               القبول بكل ما يفعله بها الرجل ، وأن عليها الخضوع له وشكره ، وألا تشكو مهمـا اشتــد ظلمه
لها وقسوته عليها . [ 60 ] 
* وإذا عدنا إلى قصة " جبل العجائب " بقلم د . نظمى لوقا [ 61 ] ، ( صدرت فى نهايـة الستينيات ) ، نجد بطلة القصة فتاة تتمنى أن تتزوج الملك ، وتقول " يكفينى أن يسمح لى بالحياة بقربه ، وسألد له ولدًا شجاعًا مثله ، وبنتـًا جميلة كالقمر " . وهكذا تنقل القصة للقارئ الصغير ، أن أقصى أمنيات الفتاة أن يسمح لها رجل أن تعيش بقربه ، وأن تنجب له البنين والبنات " الجميلات " ، بغير أن تفكر فى تعليم البنت أو تنمية مختلف قدراتها .. وبغير أن تفكر عندما تصبح شريكة للملك ، فى الحِكْمة ولا فى الثقافة ولا فى المساعدة على تحقيق العدالة أو الحكم الرشيد ، وبغير اهتمام بالرعية وباحتياجات الناس .  
 ** أما فى الكتب الحديثة والمعاصرة فى مجال أدب الأطفال ، فقد تغيرت إلى حد كبير هذه الصورة السلبية للفتاة والمرأة التى قابلتنا فى كتابات الرواد الأوائل .
* يقـول الـدكتـور محـمـد سـيـد عـبـد الـتـواب ، فـى كتـابـه " صـورة الـمـرأة فـى أدب
الأطفال " . [ 62 ] وهو يتحدث عن صورة المرأة – الفتاة ، عندما تواجه مشكلات مجتمعها وتجد لها الحلول بنجاح ، فيقول : فى رواية " مغامرة زهرة مع الشجرة " للشارونى ، تلعب الفتاة زهرة الدور الأساسى فى أحداث القصة . فهى فى الثانية عشرة من عمرها ، وهى فتاة شجاعة تعرف حقوقها ، قادرة على مواجهة المواقف الصعبة وتحمل المسئولية ، لها دور قيادى رغم صغر سنها ، تتمسك بالدفاع عن قضيتها فى براءة متحدية عالم الكبار ، إلى أن تنتصر فى النهاية .
فشجرة الكافور العجوز التى تقف أمام باب " مدرسة الاجتهاد " ، مدرسة زهرة بطلة القصة ، يتربص بها قاطع الأشجار الذى قرر ذات يوم قطعها ، فيثور الأولاد والبنات بقيادة      " زهرة " ، ويتحلقوا حول الشجرة لمنع الكارثة . ويصور لنا الكاتب اعتصامًا طفوليًّا حول الشجرة ، يثمر نجاحًا فى نهايته ، وينجحون فى صد العدوان . ويؤمن الجميع بأهمية الشجرة ، ويُكثرون من زراعة الأشجار . كما يرسم الشارونى أم زهرة داخل القصة بصورة إيجابية              فاعلة ، فهى " أشطر من يبيع ويشترى المواشى فى البلد " ، وهى تتحمل مسئولية بيتها لأن زوجها يعمل بعيدًا عن وطنه .
* وفى حكايات توشكى ، للكاتب عبد التواب يوسف ، يصور الفتاة نجوى ، المهتمة بقضايا الوطن ، والقادرة على الخلق والابتكار والتخيل .. تحلم نجوى بتحويل الأرض الصفراء إلى جنة خضراء ، وتضع أول خطوة إيجابية فى هذا الطريق ، عندما تذهب إلى توشكى فى الصحراء ، وتشارك فى حركة استصلاح الأرض .
– وفى قصة " الصياد المسكين والمارد اللعين " للشارونى ، نقابل " سعدية " ابنة الصياد الذى نجح فى إعادة الجنى المارد إلى داخل الزجاجة التى كان محبوسًا فيها .                سعدية ، هذه البنت الصغيرة ، تواجه ما قام به والدها بأفكار عصرية جديدة ، عندما قالت إنها لو كانت مع والدها لطلبت أن تتحدى الجنى فى مباراة للعبة الشطرنج أو مباراة لنط الحبل ، وتشترط عليه إذا غلبته أن يطيع كل أوامرها . ويفكر الأب فى كلام سعدية وهو يقول :                     " هؤلاء الصغار لديهم خيال خصب يواجهون به أصعب المواقف بأبسط الحلول ! لقد كنت أفكر فقط فى إعادة ذلك الجنى الأحمق إلى سجنه ، ونسيت أنه كان يحدثنى تحت تأثير المرارة والغضب ، أما ابنتى فقد فكرت بطريقة مختلفة .. لقد فـَكَّرَت فى طريقة لترويض ذلك المخلوق الهائل  الحجم ، القليل العقل ، لتستفيد من قدراته الخارقة " .
* وفى قصة أخرى للشارونى لصغار الأطفال ، هى " مرمر ودواء ماما " ،                     تدخل " مرمر " الصيدلية وحدها لشراء الدواء لأمها التى تنتظرها فى السيارة ، وسط إعجاب ودهشة الزبائن . تقول القصة : " وتناولت الطفلة مرمر الكيس ( الذى به الدواء ) بيد ، وأمسكت بيدها الأخرى بقية النقود ، ثم غادرت الصيدلية ، وفتحت باب سيارة ماما الخلفى ، ودخلت وأغلقته خلفها . ومشت السيارة وأنا أقول لنفسى : " هذه أم نجحت فى أن تربى فى أولادها الثقة بالنفس ، والقدرة على التعامل مع الغرباء ،  والتركيز ، والتذكر ، ودقة التعبير عن النفس " .
* ويضيف د . محمد سيد عبد التواب : تجدر الإشارة إلى أن أعمال يعقوب الشارونى تمتاز باهتمامه بالفتاة وإبراز دورها الإيجابى فى الحياة ، وأنه جعل منها شخصية محورية فى أعماله .
– ففى قصة " مفاجأة الحفل الأخير " ، قدم لنا " محاسن " ، صورة فتاة إيجابية عصرية عقلانية ، تتميز بالطموح والاجتهاد والجدية ، والسعى للمساواة مع الرجال فى الحقوق ، كما تتميز أيضـًـا بالمبادرة وقوة الشخصية .
ولم تكن " محاسن " هى الشخصية الإيجابية الوحيدة فى القصة التى قدمها لنا الكاتب ، فهذه " سوسن " ، طبيبة القرية الشابة النشطة التى كانت محل ثقة أهل القرية ، فكانوا يستشرونها فى مشكلاتهم .
– وفى قصص كتاب " أجمل الحكايات الشعبية " [ الذى فاز بجائزة معرض بولونيا الدولى لكتب الأطفال بإيطاليا " الآفاق الجديدة " ، كأفضل كتاب أطفال على مستوى العالم                سنة 2002 ] ، تحظى المرأة بمكانة مهمة ، فهى ليست سلبية لكنها رمز للحكمة ، وذلك فى شخصية العجوز فى " قصة البئر العجيبة " . وقد كانت قبيحة الشكل ، ورغم ذلك بدت ملامحها بشوشة وصوتها يفيض طيبة ورقة . كما ظهرت فى نفس القصة شخصية " أمينة " الفتاة القادرة على العطاء الدائم ، تقدم العون والمساعدة للآخرين .
– كما ظهرت المرأة قائدة ، كرمز للشجاعة والنضال فى قصة " الأمير الجبان " ، من خلال شخصية الأميرة التى حولت الأمير الجبان إلى قائد شجاع ، وجعلته يحرز انتصارين ، الأول على نفسه ، والانتصار الآخر على أعداء الشعب . فالمرأة لا يقل دورها فى القيادة والشجاعة عن دور الرجل .
– وفى قصة " صندوق نعمة ربنا " ، التى تحكى عن عاصم ، ذلك الطفل المشاغب الذى يثير المشكلات وتكاد كل مشكلة تحدث فى المدرسة يكون هو السبب فيها ، يُظهر الكاتب شخصية المرأة من خلال مديرة المدرسة بصورة إيجابية ، فهى قادرة على التفكير السليم ، ومواجهة المشكلات الصعبة وحلها . تقول القصة : " جلست أبلة " سميرة " فى غرفتها تحدث نفسها فى هدوء .. كيف بعد هذا العمر الطويل وبعد هذه الخبرة المتميزة ، أجد نفسى عاجزة عن
التعامل مع صبى صغير عمره عشر سنوات ؟! "
– وفى قصة " حسناء والثعبان الملكى " ، نجد الفتاة الصغيرة الشجاعة فى مواجهة الأزمات والعقبات ، وتحديها للمواقف الصعبة التى تواجهها ، وتتغلب عليها بالحيلة والذكاء وحسن التصرف ( وهى وحدها فى مواجهة سيل مدمر فى أحد وديان الجبال قرب شاطئ البحر الأحمر ) .
– وبشكل عام ، فقد صـور الشارونــى المــرأة بصــورة فاعلة وإيجابية فى المجتمــع.
( يراجع كتاب د . سيد محمد عبد التواب ) هامش [ د ]
* ونرى نموذجًا آخر للفتاة الفاعلة الشجاعة شديدة الثقة بالنفس ، فى قصة                      " سندريلا وزينب هانم خاتون " ، للكاتب عبد الوهاب المسيرى . [ 63 ]
فسندريلا هنا فتاة ذكية مثقفة ، لا تعتمد على جمالها فقط لجذب انتبــاه الأمير ، بل على قوة شخصيتها ، مما يجعل الأمير يطلب الزواج منها .
    إن عبد الوهاب المسيرى يعيد كتابة بعض القصص الشعبية بهذه العصرية ، التى يعطى فيها للفتاة الدور الفاعل الإيجابى فى أحداث القصة .
– وفى قصة " السلطان نبهان يختفى من سندستان " لفاطمة المعدول ، توجد نماذج نسائية لديها الوعى السياسى والوطنى ، والقدرة على اتخاذ القرار ، بداية من السلطانة حبهانة وحبة الرمان وعزيزة وعلية . فعندما يبكى الجميع لغياب السلطان ، تقف " حبة الرمان "                  وتقول : " كفاكم بكاء ... إن السلطان قوى وشجاع ، وأنا متأكدة أنه تركنا نحن الشعب ، حتى نستطيع أن نعمل ونفكر دونه " .
وعندما تأكدت السلطانة حبهانة من غياب زوجها ، وتوقف ديوان المظالم عن عرض شكاوى المحتاجين والمظلومين ، وتشاحن الفلاحون وتشاجروا حول المياه ، ومنعت  النساء الأولاد والبنات من الذهاب إلى الكتاتيب والمدارس ، وانعدم الأمن والأمان ،   فإن السلطانة لم تترك أحوال البلاد تتدهور ، لكنها تحملت مسئولية البلاد وحل مشاكلها ، وواجهت الموقف بشجاعة ، واجتمعت مع الوزراء والحاشية وشعب سندستان ، لتبحث عن   حل ينقذ البلاد .. [ 64 ]
– وفى قصص رانية حسين أمين ، فى سلسلة " فرحانة " ، تضع كل قصة الطفلة    " فرحانة " فى موقف ، لتختار سلوكياتها التى تتنوع عبر القصص ، فى إطار التدرب على اكتساب المهارات الحياتية المعاصرة من خلال التفكير الناقد . إنها مواقف يتعرض لها مختلف الأطفال ، وتجبرهم على أن يحكموا بأنفسهم على سلوكيات " فرحانة " . أى أن التوصل إلى الحكم على السلوك لا يأتى من الخارج فى شكل توجيه مباشر ، وإنما يستنتجه الأطفال القراء أنفسهم من خلال القصص . [ 65 ]
    – كذلك تقول " فاطمة المعدول " فى قصة " البنت مثل الولد " ، إن سلمى تذهـب إلى
 النادى مع أخيها شادى الذى يلعب كرة قدم ، وتريد أن تلعب معه ، لكنــه يرفض ويقــول لهــا : أنت بنت . لكنها تذهب إلى مدرب فريق كرة القدم وتطلب منه أن تلعب مع شادى ، فيقول لها :                   " أنت بنت والبنات لا يصلحن لكرة القدم " . فتذهب إلى رئيس النادى وتقول له : " من حقى أن ألعب ما أريد وما أحب " . وفى النهاية نجحت سلمى فى أن تلعب ما تريد " . [ 66 ]
– وفى قصة " زينة تصعد للقمر " ، للكاتبة " فاطمة المعدول " [ 67 ] ، نجد قدرة الفتاة على التحدى ومواجهة المشكلات والتغلب عليها ، والقدرة على الحوار والمناقشات  الجادة ، وتقبل النقد وإعادة النظر فى العادات والتقاليد القديمة ، والنظر إلى الولد والبنت نظرة فيها مساواة فى الحقوق والواجبات ( الحق فى التعليم – العمل – إبداء الرأى والتعبير ) .                  كما ظهرت صورة الفتاة الطموحة التى تخطط دائمًا للمستقبل ، وتتطلع إلى الأفضل لتكون موضع تقدير واحترام ، وكلها صفات وسمات أساسية للأنثى الإيجابية العصرية العقلانية ،   التى تساهم فى رفع مكانة الأنثى فى المجتمع وتعمل على تقدمه .
– وفى قصة " فلة تتذوق الفنون " ، للكاتبة فاطمة المعدول أيضًا [ 68 ] ، تصور الكاتبة الطفلة " حبيبة " فتاة تحب الفنون وتقدرها ، فهى تحب الرسم والموسيقى ، وتهتم بجمال البيئة ، وبالجمال بوجه عام من حولها .
– وفى قصص " حكايات لنور القلب " ، للكاتبة نعم الباز [ 69 ] ، وهى مجموعة قصصية كتبتها المؤلفة للمكفوفين ، تعتمد كل قصة منها على البطل والبطلة اللذين                        كف بصرهما ، وأصبحت لديهما حواس أخرى قوية . وتظهر فى هذه الحكايات صورة الفتاة القادرة على مواجهة المشكلات الصعبة وعلى اتخاذ القرار ، والتى تتحمل المسئولية وتعرف حقوقها وواجباتها . كما أنها تتحدى التصورات القديمة ، وتفكر بأسلوب موضوعى وعصرى فى القضايا المختلفة على الرغم من فقدانها حاسة البصر .
كما نجد الفتاة القادرة على الاختيار ، والتى تمارس حقوقها فى اختيار الزوج ومواجهة التصورات القديمة . فعندما طلب عماد " هنية " للزواج ، رفضت أمها وقالت لها :                " لابد أن تتزوجى مكفوفًا مثلك ، حتى لا يأتى يوم يتضايق فيه زوجك أو يغار من المتزوجين من فتيات لم يفقدن البصر " ، لكن " هنية " صممت على الزواج من " عماد " ، كما ظل " عماد " مصممًا على الزواج منها رغم أنها كفيفة ، ولم يهتما بالأفكار الشائعة القديمة .. " [ د ] 
*          *          *
    وهكذ تقدم القصص العربية الحديثة والمعاصرة للأطفال ، نماذج إنسانية حية لشخصيات من الفتيات والسيدات ، إيجابيات ، لهن مشاعر وأحاسيس وطموحات ، وأدوار فى الحياة لا تقل عن أدوار الرجل ، وقد استفدن من قدراتهن إلى أقصى درجة ، لتحقيق نوع من المساواة بين حقوق المرأة وحقوق الرجل . [ هـ ] 

الخلاصة والخاتمة
    وخلاصة هذه الدراسة ، أن من يكتبون للأطفال على مستوى العالم العربى ، عليهم الاهتمام ، عن طريق الفن وليس على حساب الفن ، أن يقدموا شخصيات فى قصص الأطفال تكون قدوة للقراء من الأطفال والشباب فى المسئولية الاجتماعية والقومية ، تساعد على إعدادهم لكى يصبح كل منهم عضوًا عاملاً فى جماعة تسعى إلى تحسين أحوالها ، مؤمنـًـا ببذل الجهد وتحصيل العلم واكتساب الخبرة سبيلاً للتطور والتقدم . مع تقدير قيمة البطولة الجماعية  والتعاون ، والعمل على تنمية شجاعة الأطفال وثقتهم بأنفسهم ، مع تأكيد قدرة الإنسان على صنع الواقع وتطويره ، وخلق الثقة فى نفوس الأطفال بقدرتهم على تحقيق الأهداف التى يصبو إليها مجتمعهم عندما يبلغون سن النضج . [ و ]  
                                                                                   يعقوب الشارونى
                                                Email: yacoubelsharouny@yahoo.com  




مراجع الدراسة

[ 1 ] آيكن ، جوان ، " مهارات الكتابة للأطفال " ، ترجمة يعقوب الشارونى وأخرى ، القاهرة : المركز القومى للترجمة ، 2012 .
[ 2 ] مرجع سابق ، آيكن ، مهارات الكتابة للأطفال .
[ 3 ] كاظم ، د . نجم عبد الله ، " رواية الفتيان " ، بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 2014 .
[ 4 ] مرجع سابق ، كاظم ، رواية الفتيان .
[ 5 ] مرجع سابق ، آيكن ، مهارات الكتابة للأطفال .
[ 6 ] مرجع سابق ، آيكن ، مهارات الكتابة للأطفال .
[ 7 ] اجرى ، لايوس ، " فن كتابة المسرحية " ، ترجمة درينى خشبة ، القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية ، 1960 .
[ 8 ] الشارونى ، يعقوب ، " القراءة مع طفلك " ، القاهرة : دار المعارف ، 2012 .
[ 9 ] سيوشى ، كيكو ، " اليابان .. تحطيم القوالب الجامدة " ، مجلة رسالة اليونسكو ، يوليو – أغسطس 1997 ، 4 صفحات .
[ 10 ] بروسالكوفا ، جوليا ، " من الأيديولوجية إلى الحب " ، مجلة رسالة اليونسكو ، أغسطس 1947 ،                 3 صفحات .
[ 11 ] ليبز ، إلكى ، " أمهات وبنات " ، مجلة رسالة اليونسكو ، يوليو – أغسطس 1997 ، 4 صفحات .
[ 12 ] برادة ، هدى ، وآخرون ، " الأطفال يقرءون " ( بحوث ودراسات ) ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1974 .
[ 13 ] عبد التواب ، محمد سيد ، " صورة المرأة فى أدب الأطفال .. التّشكُّل والإشكال " ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2015 .
[ 14 ] خلف ، اعتماد ، " الطفل المصرى وصورة البطل " ، القاهرة : غير مبين اسم الناشر – 1993،                 رقم الإيداع 1685 / 93 .
[ 15 ] مرجع سابق ، آيكن ، مهارات الكتابة للأطفال .
[ 16 ] الشارونى ، يعقوب ، " قصص وروايات الأطفال فن وثقافة " ، القاهرة : دار المعارف ، 2014 .
[ 17 ] الشارونى ، يعقوب ، " تنمية عادة القراءة عند الأطفال " ، القاهرة : دار المعارف ، الطبعة الرابعة 2005 ، الطبعة الأولى 1981 .
[ 18 ] مرجع سابق ، الشارونى ، يعقوب ، قصص وروايات الأطفال فن وثقافة .
[ 19 ] الشارونى ، يعقوب ، " مرمر وبابا البجعة " ، القاهرة : دار البستانى للنشر والتوزيع ، 2005 .
[ 20 ] ألبانو ، ماريا ، " مختارات ودراسة .. القصة المصرية الحديثة للأطفال " – ترجمة المقدمة ، مع النصوص الأصلية لقصص مصرية للأطفال – القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2009 .
[ 21 ] ذياب ، حافظ ، " توبة الغراب " ، سلسلة الرحيق ، صفاقس : تونس ، مطبعة سوجيك ، 2012 .
[ 22 ] مرجع سابق ، الشارونى ، قصص وروايات الأطفال فن وثقافة .
[ 23 ] الشارونى ، يعقوب ، " مغامرة زهرة مع الشجرة " ، القاهرة : دار المعارف ، 2012                             ( الطبعة السادسة ) .
[ 24 ] الشنيطى ، محمود ، وآخرون ، " كتب الأطفال فى مصر 1928 – 1978 ، دراسة استطلاعية " ، غير منشورة ، 1979 .
[ 25 ] كيلانى ، كامل ، " غفلة بهلول " ، القاهرة : دار مكتبة الأطفال ، غير مبين تاريخ النشر لكن الكتاب نشر فى حياته قبل 1959 .
[ 26 ] كيلانى ، كامل ، " علاء الدين " ، القاهرة : دار المعارف ، 1980 ، الطبعة (20) .
[ 27 ] أبو حديد ، فريد ، " عمرون شاه " ، القاهرة : دار المعارف ، سلسلة " أولادنا " – 1960 .
[ 28 ] كيلانى ، كامل ، " خسرو شاه " ، القاهرة : دار المعارف ، 1976 ، الطبعة (11) .
[ 29 ] الإبراشى ، محمد عطية ، " أميرة القصر الذهبى " ، لبنان : دار المعارف ، 1979 .
[ 30 ] الشارونى ، يعقوب ، " حكاية طارق وعلاء " ، القاهرة : دار المعارف ، 2002 .
[ 31 ] الظفيرى ، فرج ، " الأقدام الطائرة " ، دبى : الإمارات العربية المتحدة ، دار العالم العربى للنشر والتوزيع ، 2015 .
[ 32 ] السح ، عبد المطلب أحمد ، " معاق فوق الريح " ، الشارقة : دولة الإمارات العربية المتحدة ، نشر دائرة الثقافة والإعلام ، 1999 .
[ 33 ] ألبانو ، ماريا ، " القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مختارات " ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2009 .
[ 34 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال .
[ 35 ] الشارونى ، يعقوب ، " سر الاختفاء العجيب " ، القاهرة : الهيئة العامة لقصور الثقافة ، سلسلة قطر الندى ، 2003 .
[ 36 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال .
[ 37 ] طبالة ، عفاف ، " العين " ، القاهرة : دار نهضة مصر ، 2010 .
[ 38 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مختارات .
[ 39 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مختارات .
[ 40 ] عبد الرحيم ، عبد الرحيم محمد ، " كامل كيلانى حياته وأدبه " ، رسالة ماجستير ، غير منشورة ، كلية اللغة العربية بأسيوط – جامعة الأزهر ، 1979 – وقد ذكر باحث الماجستير أن الفقرات التى أوردها جاءت فى كتاب كامل كيلانى " ذكريات الأقطار الشقيقة " .
[ 41 ] مرجع سابق ، الشارونى ، القراءة مع طفلك .
[ 42 ] مرجع سابق ، الشارونى ، القراءة مع طفلك .
[ 43 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال .
[ 44 ] كيلانى ، كامل ، " خسرو شاه " ، القاهرة : دار المعارف مصر ، 1976 ، الطبعة (11) .
[ 45 ] كيلانى ، كامل ، " على بابا " ، القاهرة : دار المعارف ، 1970 .
[ 46 ] الإبراشى ، عطية ، " الأنف العجيب " ، القاهرة : دار المعارف ، رقم ( 11 ) من سلسلة المكتبة الخضراء ، الطبعة الأولى قبل عام 1971 .
[ 47 ] الغضبان ، عادل ، " عقلة الأصبع " ، مصر : دار المعارف ، رقم ( 14 ) من سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال ، الطبعة الأولى قبل عام 1971 .
[ 48 ] الكبير ، عبد الله ، " الرفيق المجهول " ، القاهرة : دار المعارف ، رقم ( 7 ) من سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال ، الطبعة الأولى قبل عام 1971 .
[ 49 ] لوقا ، نظمى ، " جبل العجائب " ، القاهرة : دار المعارف ، رقم ( 22 ) من سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال ، غير مبين سنة النشر .
[ 50 ] جودوين ، برو ، " كتب الأطفال .. دراستها وفهمها " ، ترجمة : عائشة حمدى ، القاهرة : مجموعة النيل العربية ، 2011 .
[ 51 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مقدمة الكتاب .
[ 52 ] الهدهد ، روضة الفرخ ، " عرس الروح " ، الأردن : دار كندة للنشر والتوزيع ، عَمَّان 1988 .
[ 53 ] الحسينى ، وفاء ، " الطفل الذى أنقذ وطنًا " ، لبنان : دار كتاب سامر ، 2014 .
[ 54 ] عمر ، محجوب ، " البلح الأحمر " ، بيروت : الفتى العربى ، غير مبين سنة النشر .
[ 55 ] مرجع سابق ، د . ألبانو ، " القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مختارات .
[ 56 ] مرجع سابق ، د . ألبانو ، " القصة المصرية الحديثة للأطفال ، مختارات .
[ 57 ] بشمى ، إبراهيم ، " الأصدقاء " المنامة : البحرين ، مطبوعات بانوراما الخليج ، 1989.
[ 58 ] مرجع سابق ، ألبانو ، القصة المصرية الحديثة للأطفال ، المقدمة .
[ 59 ] الغضبان ، عادل ، " الفأرة البيضاء " ، القاهرة : دار المعارف ، رقم ( 21 ) من سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال ، 1971 .
[ 60 ] مرجع سابق ، كيلانى ، خسرو شاه . 
[ 61 ] مرجع سابق ، لوقا ، جبل العجائب .
[ 62 ] عبد التواب ، محمد سيد ، " صورة المرأة فى أدب الأطفال .. التّشكُّل والإشكال " ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2014 .
[ 63 ] المسيرى ، عبد الوهاب ، " سندريلا وزينب هانم خاتون " ، القاهرة ، دار الشروق ، 1999 . 
[ 64 ] المعدول ، فاطمة ، " السلطان نبهان يختفى من سندستان " ، القاهرة ، دار نهضة مصر ، 2004 . 
[ 65 ] أمين ، رانيه حسين ، " فرحانة " ، القاهرة ، دار الياس العصرية ، 1999 . 
[ 66 ] المعدول ، فاطمة ، " البنت مثل الولد " ، القاهرة ، دار نهضة مصر . 
[ 67 ] المعدول ، فاطمة ، " زينة تصعد للقمر " ، القاهرة ، نشر المركز القومى لثقافة الطفل ، 2002 . 
[ 68 ] المعدول ، فاطمة ، " فلة تتذوق الفنون " ، القاهرة ، دار نهضة مصر ، 2000 . 
[ 69 ] الباز ، نِعَم ، " حكايات لنور القلب " ، مصر ، نشر المركز القومى لثقافة الطفل ، 2001 . 






هوامش الدراسة

[ أ ] لكاتب هذه الدراسة ثلاث قصص بطلتها طفلة صغيرة اسمها " مرمر " . كما أنه ، من بين 23 قصة نشرها فى سلسلة " المكتبة الخضراء للأطفال " ، توجد ( 11 ) قصة كل أبطالها أطفال أو شباب صغير .
[ ب ] كتاب د . ماريا ألبانو " القصة المصرية الحديثة للأطفال – مختارات ودراسة " ، يضم النصوص الأصلية الكاملة لـ ( 11 ) قصة أطفال ، تمثل أفضل ما أبدعه ( 11 ) كاتبًا للأطفال ، من أجيال مختلفة فى أوائل القرن الحادى والعشرين ، وقد قام كل كاتب باختيار قصته – وقد ساهم كاتب الدراسة الحالية بدور كبير فى تجميع ما تضمنه هذا الكتاب من مختارات قصصية . 
[ ج ] الطبعات الأولى من الأعداد الأولى من سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال ، الصادرة عن دار المعارف مصر ، غير مبين بها سنة الصدور . لكن هناك قصص أخرى فى السلسلة مبين عليها أن طبعتها الأولى           صدرت عام 1971 ، ورقمها فى السلسلة هو ( 21 ) ، وبالتالى فإن كل قصص السلسلة التى يقع رقمها                   بين ( 1 ) و ( 20 ) تكون قد صدرت قبل 1971 .
[ د ] نذكر هنا بيانات قصص وروايات الشارونى التى وردت فى دراسة د . سيد محمد عبد التواب فى كتابه :                     " صورة المرأة فى أدب الأطفال " 2014 ، والمتعلقة بالإنتاج الأدبى المشار إليه فى الدراسة الحالية : " مغامرة زهرة مع الشجرة " الطبعة (6) ، سنة 2012 – " حسناء والثعبان الملكى " الطبعة (5) ، سنة 2014 –   " الصياد المسكين والمارد اللعين " الطبعة (7) ، سنة 2015 – " مفاجأة الحفل الأخير " الطبعة (1) ،   سنة 2013 : كلها صادرة عن : القاهرة ، دار المعارف ، سلسلة " المكتبة الخضراء للأطفال " . ثم " مفاجأة الحفل الأخير " ، القاهرة ، دار المعارف ، سلسلة " المكتبة الخضراء للناشئة " ، 2013 . ثم " صندوق نعمة ربنا " ، القاهرة ، دار المعارف ، سلسلة " مكتبتى " 2002 . ثم " مرمر ودواء ماما " ، القاهرة ،                  دار المعارف ، سلسلة " حكاية لكل يوم " ، 2012 .      
[ هـ ] لزيادة الاطلاع على نماذج أخرى إيجابية أو سلبية للفتاة والمرأة فى أدب الأطفال العربى ، يمكن الرجوع إلى كتاب : " صورة الأنثى فى قصص الأطفال " ، الصادر عام 2005 عن " المركز القومى لثقافة الطفل " التابع لوزارة الثقافة المصرية ، من سلسلة " مجلدات ثقافة الطفل " رقم ( 30 ) .
[ و ] هذه الدراسة ، فيما ورد بها حول شخصيات قصص وروايات من تأليف كاتب الدراسة ( الشارونى ) ، تعتمد على ما تم نشره فى كتب لنقاد من مصر وأجانب ، مثل د . ماريا ألبانو أستاذ الأدب العربى بالجامعات الإيطالية وخبيرة كتب الأطفال العربية فى كتابها " القصة المصرية الحديثة للأطفال .. مختارات ودراسة " الصادرة ترجمته عام 2009 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة – وكتاب د . محمد سيد عبد التواب المتخصص فى دراسة ونقد كتب الأطفال : " صورة المرأة فى أدب الأطفال " ، الصادر عام 2014 عن نفس دار النشر – ومعظم ما ورد بها من آراء ، اتفق فى مضمونه مع ما جاء فى الكتاب الذى أصدره المركز القومى لثقافة الطفل التابع لوزارة الثقافة بمصر عام 2005 : " صورة الأنثى فى قصص الأطفال "                [ المجلد ( 30 ) من " سلسلة مجلدات ثقافة الطفل " ] – كما اتفق مع ما كتبه ( 23 ) من كبار نقاد وأدباء أدب الأطفال فى كتاب   " سحر الحكاية فى قصص وروايات يعقوب الشارونى " ، من إعداد وتقديم " هالة الشارونى " ، الذى صدر عام 2015 عن " دار العلوم للنشر " بالقاهرة . كذلك كتاب " الإبداع فى أعمال كاتب الأطفال يعقوب الشارونى " ، الصادر عن المركز القومى لثقافة الطفل عام 2006 [ وهو المجلد ( 32 ) من سلسلة مجلدات ثقافة الطفل ] ، وفيه تحليل لمعظم الشخصيات فى قصص وروايات الشارونى التى صدرت قبل صدور ذلك الكتاب .