الاثنين، 29 يونيو 2015

"مروج الطفولة " مسرحية للأطفال بقلم: طلال حسن



مروج الطفولة
مسرحية للأطفال
طلال حسن
                        فسحة بين أشجار الغابة ،
                        يدخل الغزال ، ويقف متلفتاً

الغزال         : هذا مكان ظليل ، غاية في الهدوء
               والجمال ، فلأجلس هنا بعض الوقت ،
               لعلي أغفو ، حتى تمرّ الظهيرة ، وتخفّ
               حدة الحرّ " يسكت منصتاً " هذا وقع أقدام
               خفيفة مترددة ، توقفت الآن " يبتسم " لابدّ
               أنه صديقي .. الأرنب .
الأرنب         : " يطل برأسه " أيها الغزال .
الغزال         : صدق حدسي ، إنه الأرنب فعلاً " يلتفت
               إليه " تعال ، يا صديقي ، تعال .
الأرنب         : " يتلفت حوله " مهلاً ، مهلاً .
الغزال         : تعال ، لا تخف ، لا أحد غيرنا هنا .
الأرنب         : " يتشمم " أشم رائحة في الجوار .
الغزال         : لا تقل لي ، إنها رائحة ثعلب .
الأرنب         : كلا ، بل رائحة تجعل الثعلب نفسه ،
               يلوذ بالفرار .
الغزال         : " يهز رأسه " تعال ، تعال .

                         الأرنب يدخل متوجساً ،
                           ويقترب من الغزال

الأرنب         : " يتشمم " تشمم ، تشمم .
الغزال         : " يبتسم " أنت أرنب .
الأرنب         : لست جباناً ، بل حذراً ، ليتك تكون
               مثلي .
الغزال         : إنني غزال .
الأرنب         : غزال مثلك أحوج ما يكون إلى الحذر ،
         نحن في الغابة .
الغزال         : وما أجملها من غابة .
الأرنب         : علينا لكي نبقى ، أن لا نرى فيها الجمال
         فقط ، بل أيضاً " يتلفت " الخطر .
الغزال         : " يرفع رأسه مترنماً " آه .. الجمال ..  
         الجمال .
الأرنب         : " يتشمم خائفاً " الرائحة تقترب .
الغزال         : " يتشمم " ندى ، وشذا أزهار ، و ..
الأرنب         : " يتجه إلى الخارج " بل الخطر ، تشمم
        جيداً ، تشمم ، وإلا لن ينفعك الندم .
الغزال         : أيها الأرنب ، تمهل .
الأرنب         : " وهو يخرج " الخطر لن يُمهلني
الغزال         : من حسن الحظ أنني لست أرنباً " يبتسم
        " جدي العزيز ، أنا لا أتفق معك ، حين
        تقول ، إن الغزال ، لكي يعيش في الغابة
        ، يجب أن يكون له أقدام غزال ، وقلب
        أرنب " يصمت منصتاً " جدي ، إنني
        غزال .. غزال ، وسأبقى حتى النهاية ..
        غزالاً .

                               فجأة ينقض نمر ،
                             يرافقه صوت كالرعد

الغزال         : " يتراجع خائف " آآآآ ..
النمر           : " يتقدم منه مكشراً عن أنيابه " ....
الغزال         : " يتراجع متفرساً في النمر " ....
النمر           : " يحاصره في زاوية مقفلة " ....
الغزال         : " عبثاً يحاول الهرب " ....
النمر           : " يصيح به " توقف .
الغزال         : " يتوقف متفرساً فيه " ....
النمر           : لا مجال لك للهرب .
الغزال         : لحظة ..
النمر           : " يحدق فيه " غزلان !
الغزال         : يا لله ، أنت .. " يصيح " نمور!
النمر           : " تنفرج أساريره " غزلان .
الغزال         : " متعجباً " نمور !
النمر           : " يبتسم " لم أعد نمور .
الغزال         : " يبتسم مطمئناً " ....
النمر           : " يدور حول نفسه " انظر .
الغزال         : " يتوقف عن الابتسام " ....
النمر           : " يتوقف عن الدوران " إنني الآن ..
        نمر .
الغزال         : " ينظر إليه كمن يتذكر " لقد عشنا أياماً
        جميلة .       
النمر           : نعم ، كانت أياماً جميلة " ينظر إليه "
         وقتها لم أعرف أنك غزال ..
الغزال         : " ينظر إليه صامتاً " ....
النمر           : إنني جائع .
الغزال         : " يبدو خائفاً متردداً " ....
النمر           : لم آكل شيئاً منذ البارحة .
الغزال         : " خائفاً " نمور ..
النمر           : " يشيح عنه برأسه " اذهب .
الغزال         : " يتراجع متردداً " ....
النمر           :لا أريد أن أراك هنا ثانية .
الغزال         : " وهو يتراجع " ليتنا لم نكبر .
النمر           : لقد كبرنا .
الغزال         : " يتوقف " ....
النمر           : اذهب أرجوك ، اذهب .
الغزال         : مهما كبرت ، ومهما ابتعدت ، سأبقى
        ألهو ، في أحلامي ، عبر مروج الطفولة
        ، معك ، يا نمور .

                           النمر يطرق رأسه ،
                          الغزال يخرج حزيناً
                     
                                        إظلام

السبت، 27 يونيو 2015

"منصور و الديك الأخرس صاحب الريشة الذهبية" قصة للأطفال بقلم : رضا سالم الصامت

منصور و الديك الأخرس صاحب الريشة الذهبية

بقلم : رضا سالم الصامت

منصور شاب عاش فقيرا، يتيم الأبوين، لكنه محبوب لدى كل من يعرفه، و في احد الأيام تأخر عن الذهاب إلى مقر عمله بمتجر صنع الذهب، فأطرده صاحب المتجر و بقي بدون عمل يحفظ كرامته و لا يجد من أين ينفق على نفسه، فحزن حزنا شديدا و احتار في أمره.
فقال في نفسه : علي بشراء ديك يؤذن ، حتى استيقظ كل صباح لأن المثل يقول " من ضاع صبحه، ضاع ربحه ". فلو كان عندي ديك يؤذن لاستيقظت باكرا من نومي و قصدت عملي ... و بحق انه تهاون مني

في الغد ذهب منصور إلى سوق الدواجن ليشتري ديكا فأعجبه واحدا كان جميل المنظر و ريشه ناعم وذهبي اللون،  و قرر أن يشتريه
دفع النقود للبائع و أخذ الديك إلى بيته و مضت أيام و ليال ،  لكن الديك لم يؤذن، فتعجب و قال في نفسه : قد يكون مصابا بمكروه
أخذه إلى طبيب بيطري ليكشف عنه و يعرف حالته، و بعد فحص دقيق قال البيطري لمنصور: هذا ديك سليم و صحته جيدة، لكنه أخرس
رد عليه منصور: ماذا ؟ أخرس

 قال : نعم، انه أخرس و لكن
قال منصور: و لكن ماذا؟
البيطري : هذا الديك نادر وجوده و فريد من نوعه وله ميزة لا يمكن ان تجدها لدى الديكة الأخرى
قال منصور : و ماهي ؟
رد عليه البيطري : ريشه !
قال : ماذا ؟ و ما دخل ريشه ، أنا اشتريته لكي يؤذن لي كل صباح فأستيقظ من نومي و اذهب إلى عملي...
رد عليه البيطري: هذا ديك ، سيجعل منك رجلا غنيا في المستقبل.
قال منصور متعجبا : كيف !  أنا سأصبح غنيا بهذا الديك الأخرس .
رد عليه البيطري : لو عرفت كيف ترعاه و تحافظ عليه ، فانه سيعطيك في كل عام ريشة واحدة  من الذهب الخالص
فرح منصور فرحا شديدا و قال في نفسه : سوف لن أفرط فيه ...

أخذ ديكه و ذهب إلى بيته و مضت أيام و أشهر و مر عام ، و الديك كما هو لم يتغير فيه شيء، فأخذه من جديد إلى البيطري و سأله عن الريشة الذهبية وبعد فحص دقيق قال له البيطري : انظر هذه هي الريشة الذهبية.... انتظرها ثلاثة أيام وعندما يكتمل نموها  التقطها منه.

بقي منصور ينتظر الأيام الثلاثة  و هي تمر و أسرع إلى الديك ، و أخذ الريشة الذهبية و التقطها منه ثم قال في نفسه : علي أن أبيعها لصاحب المتجر الذي أطردني من سنة عندما كنت أعمل معه . ذهب إلى صاحب متجر الذهب  ، و عندما رآه صاحب المتجر مقبلا عليه ، صاح في وجهه : عد إلى بيتك يا منصور، لست بحاجة لخدماتك ، فلقد أطردتك من العمل لأنك تتأخر كثيرا

رد عليه منصور قائلا: لا تقلق ، لم آت إليك لتعيدني إلى عملي ، و إنما جئت لأبيع لك ريشة ذهبية لأنك صاحب المتجر الوحيد لصنع الذهب
قال صاحب المتجر: ماذا قلت ؟
تريد ان تبيع لي ريشة من ذهب ! ؟
رد عليه منصور : نعم
نظر صاحب المتجر الريشة و قلبها ثم قال له : فعلا إنها من الذهب الخالص ، سأشتريها منك ،و إن كان لديك ريشة أخرى فيمكنني شرائها.
قال له منصور : كل عام سأبيع لك ريشة واحدة من الذهب الخالص
تعجب صاحب المتجر و قال: و لكن من أين لك بهذه الريشة الذهبية ؟
قال : اشتريت ديكا ريشه من ذهب .
تعجب صاحب المتجر من رواية منصور  و قرر ان يفهم هذا السر الغامض وحدثه عن كل شيء و لم يكتم سره .

مرت الأيام و الأشهر والسنون  و  أصبح منصور من أغنى أغنياء القرية  و خاصة مؤجره صاحب المتجر الذي أطرده من عمله
اغتاظ صاحب المتجر و قرر أن يزور منصور في بيته، ليقدم له عرض شراكة
.ذهب صاحب المتجر إلى بيت منصور، و فور وصوله طرق على الباب ففتح له  منصور و قال في نفسه :  ما الذي أتى به يا ترى ؟ فمن عادته لا يزورني في البيت

أدخل منصور صاحب المتجر إلى بيته، مرحبا به ثم قال: جئت لأعتذر لك ، و قد أخطأت التصرف معك .عندما اطردتك من عملك
رد عليه : لا عليك ، إني أحترم رغبتك
قال صاحب المتجر : الآن و قد أنعم الله عليك بديك يمنحك ريشة من ذهب في كل عام ، ما رأيك لو قبلت عرضي
قال: و ما هو؟
رد عليه صاحب المتجر: أن تدخل معي شريكا بالنصف
قال : امنحني بضعة أيام لأفكر في هذا العرض
و مضت أيام و لم يتلق صاحب المتجر جوابا على عرضه فقال في نفسه : سأذهب لأسرق له الديك
وبقي صاحب المتجر يراقب تحركات منصور أثناء غيابه عن البيت و في إحدى الأيام غاب منصور عن بيته، فاغتنم صاحب المتجر فرصة غيابه و ذهب إلى بيت منصور و سرق الديك و عند عودة منصور لبيته فوجئ بغياب ديكه صاحب الريشة الذهبية فحزن كثيرا على فقدانه

مرت أشهر و لم يعد منصور كعادته ، و بدأت الخصاصة تدق بابه ، فأصبح يعيش في فقر مدقع و التاجر أصبح من أغنى الأغنياء
فقال في نفسه : علي بصاحب المتجر الذي قدم لي عرضا
و فور وصول منصور لصاحب المتجر قال: جئتك لأقبل عرضك ؟ فرد عليه صاحب المتجر : لقد فات الأوان يا منصور
لا يمكن أن أقبلك تعمل معي

رجع منصور إلى بيته حزينا ،كئيبا  يجر أذيال الخيبة و هو شديد الندم لأنه لم يعرف كيف يكتم سره ، و تذكر البيطري حين أوصاه بأن يحافظ على الديك ، لأنه ديك فريد من نوعه
 
و هكذا يا أصدقاء تنتهي قصة منصور و الديك الأخرس صاحب الريشة الذهبية و التي نستنتج منها عبر . فلتكن صدورنا أوسع لحفظ أسرارنا و لا نفشيها لأي أحد.

"الفقمة الصغيرة " مسرحية للأطفال بقلم: طلال حسن



الفقمة الصغيرة
مسرحية للأطفال
طلال حسن

                        شاطىء ، شجيرات متفرقة ،
                         تدخل الفقمة حاملة سمكة

الفقمة          : " تتوقف " آه يبدو أنني تعبت ،
                فلأتوقف قليلاً لعلي أرتاح " تتأمل السمكة
                " هذه السمكة ثقيلة ، لكن ما أجملها ، إنها
                طازجة ، تكاد تكون حيّة ، كم اشتهيتُ أن
                ألتهمها ، حين اصطدتها من الأعماق ،
                وحين خرجت بها إلى الشاطىء ، تذكرت
                الملكة ، فقلتُ في نفسي إنني طالما حلمت
                أن أزورها ، وأهديها سمكة ، وسمكة
                السلمون هذه ، تليق بالملكة " تبتسم فرحة
                " نعم لا تليق إلا لملكتنا العظيمة ،
                فلآخذها إليها " تصمت لحظة " سأستأذن
                ، قبل أن أدخل على الملكة ، إنها ملكة ،
                ملكة عظيمة ، ولا يمكن الدخول عليها
                بدون استئذان ، سأستأذن ، وسيؤذن لي ،
                فأنا أحمل هدية ، سمكة ، وأي سمكة ،
                سمكة سلمون طازجة ، سأدخل على
                الملكة ، وأحييها ، وأنحني لها ، وأقول
                لها بصوت خافت : مولاتي ، أرجوكِ ،
                اقبلي هديتي هذه ، إنها سمكة سلمون
                طازجة ، ولذيذة ، اصطدتها قبل قليل ،
                وهي لا تليق إلا بك ، يا مولاتي ، ستبتسم
                الملكة ، وهذا ما أرجوه ، وستأخذ السمكة
                مني ، وتقول لي بصوتها الملكي :
                أشكركِ " تبتسم في غاية الفرح " آه ما
                أجمل .. أشكركٍ ، إنها أشكركِ ملكة ،
                وأية ملكة " تتأهب لمواصلة السير "
                والآن فلأمض ِ ، فلأمض ِ بسرعة ، فأنا
                متلهفة لرؤية الملكة ، وهي تأخذ مني
                هديتي لها ، وتقول لي ..

                     تصمت منصتة ، صوت
                     فقمة صغيرة تنهه باكية

الصغيرة       : " باكية " آآآآه ..
الفقمة          : " تتلفت حولها " هذا صوت بكاء ..
الصغيرة       : " تبكي " آآآآه ..
الفقمة          : نعم ، إنها فقمة صغيرة تبكي .
الصغيرة       : " تزحف باكية من وراء شجيرة " آآآآه.
الفقمة          : " تنظر إليها " إنها فقمة صغير تبكي
                فعلاً .
الصغيرة       : " تزحف باكية " آآآآه .
الفقمة          : " تسرع إليها " صغيرتي ، لا تبكي .
الصغيرة       : " تتوقف وتنظر إليها " آآآآه .
الفقمة          : ما الأمر ؟
الصغيرة       : إنني جائعة .
الفقمة          : لا عليكِ ، انتظري قليلاً ، ستأتي أمكِ ،
                وتأتيك بسمكة صغير لذيذة .
الصغيرة       : لن تعود ماما .
الفقمة          : بل ستعود ، ستعود حتماً قد تتأخر قليلاً
                ، لكنها ستعود بالتأكيد ، وتأتيك بأكثر من
                سمكة .
الصغيرة       : " تهز رأسها باكية " ....
الفقمة          : كلا ، ستعود ، إنها أم ، ولأم لن تتأخر
                عن صغيرتها ، وخاصة إذا كانت
                الصغيرة فقمة صغيرة جميلة مثلك .
الصغيرة       : ماما لن تعود ، مهما انتظرت ..
الفقمة          : " تقاطعها " بل ستعود ، يا صغيرتي .
الصغيرة       : لن تعود أبداً ..
الفقمة          : ستعود ، وسترين .
الصغيرة       : كيف يمكن أن تعود ، وقد فتك بها الدب
                القطبي ؟
الفقمة          : " تلوذ بالصمت مصدومة " ....
الصغيرة       : لقد رأيته ، هذا الوحش ، ينقض عليها ،
                ويفتك بها ، و ..
الفقمة          : المجرم ، القاتل ، آه لو رأيته فقط ،
                سأهاجمه ، كما هاجم أمك ، وأعضه ،
                حتى لو هاجمني ، وفتك بي .
الصغيرة       : " باكية " آه سأموت من الجوع .
الفقمة          : لا ، لا تقولي هذا ..
الصغيرة       : إنني لم آكل أيّ شيء ، منذ البارحة .
الفقمة          : " تنظر إلى السمكة " ....
الصغيرة       : " باكية " سأموت ، لم تعد لي أم
                تصطاد ، وتطعمني .
الفقمة          : هذه السمكة للملكة ، سأهديها لها ،
                وستقول لي ، بصوتها الملكي الجميل ،
                أشكركِ ..
الصغيرة       : سأموت من الجوع ، ليس لي أم ، ولم
                أتعلم اصطياد السمك من البحر بعد .
الفقمة          : كلا ، كلا يا صغيرتي ، لن أدعكٍ
                تموتي ، أنا أمكِ .
الصغيرة       : " تنظر إليها " ....

                          الفقمة تضع السمكة
                          أمام الفقمة الصغيرة

الفقمة          : كلي ، يا بنيتي .
الصغيرة       : " تقترب مترددة من السمكة " ....
الفقمة          : كلي ، أنا أمكِ .
الصغيرة       : هذه السمكة ..
الفقمة          : إنها لك ، لا أريد أشكركِ الملكية ، كلي
                ، يا صغيرتي ، كلي ، سأصطاد لكِ كلّ
                يوم أكثر من سمكة ، وسأعلمك أيضاً
                السباحة وصيد الأسماك .
الصغيرة       : أشكركٍ ، أشكركِ يا ماما .

                          الفقمة الصغيرة تأكل ،
                         الفقة تنظر إليها فرحة
   
                                 إظلام