الجمعة، 28 فبراير 2014

"أنا سعيد جدا" قصة للأطفال بقلم: منيرة بوكحيل



أنا سعيد جدا
منيرة بوكحيل

أنا اسمي محمد و عمري تسع سنوات و بضعة شهور , في يوم من الأيام كان عندي بيت واحد   جميل جدا و هادئ يملأه الحب و السكينة و بعيدا  كل البعد عن الحقد و الضغينة  .
أبي يذهب إلى العمل باكرا و يأخذني في طريقه إلى المدرسة و حين أعود إلى المنزل أجد والدتي , نظفت البيت و رتبته و حضرت الطعام و الحلوى اللذيذة و غسلت الثياب و تستقبلني بإبتسامة حنونة و قبلة دافئة .
في المساء يعود أبي من عمله متعب و لكنه مبتسم , كالعادة يحمل بيده علبة شوكولاتة المفضلة عندي و الأحب على قلبي .
و لكن في يوم من الأيام حدث ما لم يخطر ببالي و لا ببال أحد بدأت الخلافات و الشجارات بين والدي الحبيب و أمي الحنونة لا أفهم لماذا و كيف حدث هذا و لكن ما حدث للأسف هو الإنفصال بعدما أصبح التفاهم مستحيل وسط الشجارات الدائمة و الإنفعالات .
و لكن في الماضي القريب كان عندي منزل واحد الآن أصبح عندي منزلين إثنين , منزل والدي الحبيب و منزل والدتي الحنونة كم الفرق شاسع بين البارحة و اليوم و لكنني أنا سعيد جدا ليس لطلاق أبي و أمي و إنفصالهما للأبد و لكنني نظرت إلى هذا المشكل من زاوية أخرى كما قال لي جدي الغالي .
فأنا اليوم عندي منزل والدي الحبيب و الذي تزوج بإمرأة أخرى و أنجبت لي أخوة بعدما كنت وحيدا ألعب معهم و أشاركهم فرحتهم أتقاسم معهم الطعام عندي غرفة فيها أجمل اللعب و الأهم من كل هذا حب والدي الكبير الذي لا ينتهي أبدا و لا يقدر بثمن .
و حين أرجع إلى بيتي الثاني أجد والدتي تستقبلني بحب و شغف كبيرين و تقبلني طويلا بكل حنان و تحضر لي كل أنواع الحلوى اللذيذة و المفضلة عندي , تأخذني إلى حديقة التسلية و أستمتع رفقة الأصدقاء , تشتري لي كل ما أريده , عندي غرفة ثانية فيها أجمل الألعاب  و منزل ثاني و عندي حب أقوي من ذي قبل هذا هو سر سعادتي أمي الحنونة دائما تنصحني و تقول لي لا تنظر للأشياء السلبية و أنظر إلى الأشياء الإيجابية .
و أبي الغالي دائما ينصحني و يقول لي بأن أنظر إلى نصف الكأس المملوءة و لا أنظر إلى النصف الآخر الفارغ  من الكأس .
إذن أنا سعيد جدا فعليكم أن تأخذوا بنصيحة أبي و أمي لتنعموا بالسعادة .