الجمعة، 31 مايو 2013

"هدية الربيع" قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

 هدية الربيع
سماح أبوبكر عزت

فى الغابة الكبيرة تعيش كل الحيوانات فى حب وسلام، وفى يوم من الأيام دعاهم الأسد الملك للاجتماع، وقال: اقترب فصل الشتاء على الانتهاء وبعده سيأتى أجمل فصل من فصول العام فما هو؟
قالت الزرافة: فصل الربيع.. وطارت العصفورة زقزوقة وغردت بأجمل الألحان فقال لها الأسد: تغريدك الجميل يا زقزوقة يشعرنا بالربيع.. الذى جمعتكم اليوم لنفكر كيف سنحتفل بقدومه؟ رفع الفيل زلومته وقال: لا بد أن يكون احتفالنا به تعبيراً عن حبنا له، قالت الزرافة بحماس: يزرع كل منا الزهرة التى يحبها، وافقت كل الحيوانات.
قال الأسد للزرافة: فكرة جميلة وصاحب أجمل زهرة سيفوز بتاج الربيع، ولكن ما الزهرة التى سيزرعها كل منكم؟
قالت الزرافة: أنا أحب الورد البلدى، رائحته جميلة، وألوانه كثيرة. قال الفيل: أنا أحب الفل، رائحته عطرة، وشكله جميل، قفز القرد قائلاً: اسمه يشبه اسمك يا فيل والفرق بينهما حرف واحد هو الياء، ضحك الجميع، وقال الأسد للقرد: وأنت يا قردون أى زهرة ستزرعها؟ رد القرد: زهرة القرنفل، ألوانها الجميلة، ورائحتها أجمل، أما العصفورة زقزوقة فقالت: أنا أحب زهرة جميلة نادرة اسمها الأول هو نفس اسمى، زهرة عصفور الجنة.
وسمع الكل صوت النحلة تقول: وأنا سأمتص رحيق كل تلك الأزهار الجميلة لأقدم لكل أصدقائى فى عيد الربيع أشهى وأجمل عسل.. من دون دعوة جاء الثعلب للاجتماع وقال بثقة للأسد الملك: جئت للاحتفال معكم، وسأزرع أجمل وأندر الزهور، تعجب الأسد وسأل الثعلب: أى نوع من الزهور ستزرعها؟ رد الثعلب بثقة وقال: زهورى ستكون مفاجأة للجميع، وأشار لرأسه قائلاً فى تحدٍ: تاج الربيع سيكون مكانه هنا، مرت الأيام وكل الحيوانات تعمل بنشاط، الزرافة تقلب الأرض وتضع لها السماد لتزرع شجرات الورد، والفيل يعتنى بشجر الفل، والقرد يسقى زهور القرنفل.
بدأت الزهور تنمو وتتفتح، وفى يوم من الأيام استيقظت الغابة على صوت بكاء الزرافة والقرد والعصفورة والفيل، بعدما اكتشف كل منهم اختفاء زهوره التى زرعها واعتنى بها، لكن الأسد قال لهم إن البكاء لا يفيد، وعليهم العناية بالشجر لتنمو الزهور من جديد.
جاء يوم الاحتفال، ذهب الأسد للزرافة التى قدمت له باقة من الورد البلدى بألوانه الجميلة، ثم ذهب إلى عش العصفورة التى أهدته زهرة عصفور الجنة بلونها البرتقالى والبنفسجى الجميل، وضعها الأسد وسط باقة الورد البلدى فزادتها جمالاً.. وقدم الفيل مجموعة من الفل الأبيض الجميل انتشرت رائحته العطرة لتملأ المكان بجانب الورد البلدى وعصفور الجنة، قال الملك: باقة الزهور تنقصها زهرة جميلة الشكل والرائحة.. قفز القرد قائلاً بفرحة وهو يقدم زهور القرنفل البيضاء والحمراء: الآن اكتملت باقة الزهور الجميلة.. جاء الثعلب ودعا الملك وكل الحيوانات والطيور لمشاهدة زهوره النادرة.. ذهب الجميع وهناك وقف الأسد مندهشاً أمام الورد البلدى وقال: ورد بلدى لونه أزرق!
قال الفيل: وهذا الفل لون البنفسج! أما القرد فقال فى حيرة للثعلب: كيف زرعت هذا القرنفل الأخضر؟
رد الثعلب فى غرور: قلت لكم إن تاج الربيع سيكون من نصيبى أنا.. وفجأة سقط المطر وحدث شىء غريب، بدأت الألوان تتساقط من على أوراق الزهور لتظهر ألوانها الحقيقية، ارتبك الثعلب وهرب..
قال الأسد: سرق الثعلب زهوركم ولونها بالألوان ليخدعنا بأنها زهور نادرة ولكن الغش دائماً عمره قصير..
ضحك القرد وتساءل: من سيفوز بتاج الربيع؟ وقال الفيل: وأين التاج؟ أما الزرافة فتساءلت: وهل التاج سيكون من الذهب أم من الفضة؟ ابتسم الأسد وقال: التاج مصنوع من شىء أثمن من الذهب والفضة، شىء يشعر ويحس، ورفع باقة الزهور قائلاً فى سعادة: ها هو تاج الربيع، كل زهرة فيه زرعها أحدكم واعتنى بها، لذلك فالتاج ملك لكم كلكم.
فرح الجميع، احتضنت الزرافة القرد، وقفزت العصفورة على زلومة الفيل الذى رقص فى سعادة.

"سوسنة و ابنها شوبان " قصة للأطفــــال بقلم : رضا سالم الصامت

سوسنة و ابنها شوبان

رضا سالم الصامت

كانت سوسنة قلقة على فلذة كبدها "شوبان " الذي غادر البيت ، بحثا عن الأميرة التي أحبها و اسمها نورهان وهي موجودة في قصر مملكة الكثبان، الذي لا يقربه انس و لا جان . و قبل رحيله ترك لوالدته وصية جاء فيها ما يلي : أمي سوسنة أترك لك وصيتي و أنا ذاهب لأبحث عن حبيبة قلبي الأميرة نورهان ، لا أريد إلا رضاك و إن طال غيابي ،فعليك بالاتصال بالشيخ عريفان شيخ الصحاري و الوديان بمملكة هومان انه صديقي ،اتصلي به و سيساعدك ....سامحيني إن كنت حيا أرزق ، و سامحيني إن كنت في عداد الأموات ... ابنك شوبان
قرأت سوسنة الوصية و خرجت من البيت تبحث عن الشيخ عريفان شيخ الصحاري و الوديان بمملكة هومان المجاورة ، فوجدته في انتظارها
و من أول وهلة عرفها بالخاتم الذي تحمله بإصبعها فقال لها : ألست أم شوبان؟
قالت: نعم ،و جئتك بناء على وصيته ولدي
قال الشيخ : اطمئني يا سوسنة ، فابنك في الحفظ و الأمان،وعليه فان نورهان أميرة قصر مملكة الكثبان في انتظاره ليحمل لها أذني أسد أحمر سكبان
قالت : كيف و قد غاب عني من زمان؟
قال الشيخ : اجلبي لي بيضة و عسل رمان و بخور طرد الجان، حتي نساعده على الوصول إلى قصر الكثبان
ذهبت سوسنة مسرعة إلى سوق قريب بمملكة هومان، و جلبت معها ما طلبه الشيخ عريفان من بخور طرد الجان و بيضة و عسل حبات الرمان
أوقد فحما على الكانون و رمى حفنة من بخور طرد الجان و دهن البيضة بعسل الرمان ليكشف سر غياب شوبان من أجل حبيبة قلبه نورهان، التي تسكن في غرفة بقصر الكثبان ، لا يقربه أنس و لا جان ،الا مرة في السنة يكون يوم خميس عند الفجر و وقت الآذان
وضع البخور في المبخرة ،و تصاعد الدخان في الحجرة و جلست سوسنة بالقرب من البيضة و العرق يتصبب من كامل جسدها ، التفت الشيخ عريفان نحوها قائلا لها : اقتربي من البيضة أرجوك ،و انظري في وجهها المدهون بعسل الرمان و قولي لي ماذا ترين يا امرأة ؟
قالت بلهفة : أرى قصرا فخما محاطا بجيش و حراس
ثم أضافت قائلة : وأرى شوبان ابني و هو يمشي حافي القدمين في صحراء قاحلة
ثم قالت و الدموع تنهمر من مقلتيها : إني أرى حيوانات كثيرة و أسود ووحوش و غزلان
قال الشيخ عريفان : والآن جاء دورك يا سوسنة ، لتساعدي ابنك الملتاع ،على اجتياز هذه المخاطر حتى يصل إلى مبتغاه
قالت : و لكن ما عساي أن افعل
قال : الآن ابنك شوبان يبعد عن قصر الكثبان ثلاثة أميال، وللوصول إلى هذا القصر ستعترض طريقه حية زرقاء ليصارعها و في الميل الثاني سيعترضه أسد أحمر سكبان و عليه أن يصارعه ويقطع أذنيه ليحملهما للأميرة نورهان و في الميل الثالث و الأخير يعترضه حراس قصر الكثبان أين توجد الأميرة نائمة على سرير من ذهب و فضة في انتظار شوبان
قالت سوسنة للشيخ : و هل يصل ابني في سلام و أمان ؟
قال الشيخ : كل شيء تمام التمام ، لو رضيت عنه، فرضاك عنه يكفل له النجاح في الوصول سالما و آمنا
قالت : أنا راضية عنه
قال الشيخ : لتبرهني على رضاك ، سأعطيك البيضة ، لفها في هذه القطعة من الحرير و عندما تصلي إلى منطقة هومان سيعترضك رهبان يطلب منك لفة الحرير ليسمح لك بالدخول
عندما تدخلين، ستجدي بئرا غربية مهجورة و بئرا ثانية شرقية
تقدمي نحو البئر الثانية الشرقية و ضعي البيضة في قعر البئر و ابتعدي فيصعد دخان أبيض منها ثم تحولي إلى البئر الغربية المهجورة و قولي ثلاثة مرات : أيتها البئر الغربية المهجورة أنا سوسنة أم شوبان راضية كل الرضا عن ابني و هذا وعد مني لك أيتها البئر الغربية المهجورة بهومان
فهمت سوسنة ما عليها أن تفعله من أجل ابنها الذي غادر البيت بحثا عن حبيبة قلبه الأميرة نورهان و أخذت البيضة من الشيخ عريفان الذي لفها في قطعة قماش من الحرير و وصلت إلى منطقة هومان فخرج لها الرهبان وطلبها لفة الحرير فسلمته اللفة و هي ترتعد خوفا منه
ثم اتجهت صوب البئر الشرقية و رمت البيضة فتصاعد الدخان وبعد ذلك تحولت نحو البئر الغربية المهجورة و قالت ثلاثة مرات : أيتها البئر الغربية المهجورة أنا سوسنة أم شوبان راضية كل الرضا عن ابني و هذا وعد مني لك أيتها البئر الغربية المهجورة بهومان
رد عليها الرهبان أحسنت يا امرأة قوبل رضاك عن ابنك شوبان الذي غادرك من زمان بحثا عن الأميرة نورهان
في الأثناء كان شوبان يصارع الحية الزرقاء صاحبة الأذنين التي اعترضت طريقه فأمسك بحجر صوان و بضربة على رأسها من الخلف سقطت و ماتت و لم يعد لها اثر فذابت . أكمل شوبان المسير و هو يحمل معه وهج المشاعرو الأشجان
فتذكر والدته سوسنة و قال في نفسه : ليت أمي ترضى عني ، فلولا رضاها لا يمكن لي أن أوصل حتى أفوز بيد الأميرة التي أحببت
و فجأة خرج عليه أسد أحمر سكبان فالتفت شوبان و مسك بيده عودا و اخذ يصارع الأسد إلى أن فقأ عينيه و قطع أذنيه و لم يعد الأسد يرى فتركه و واصل المسير في اتجاه قصر الكثبان و بيديه أذني الأسد إلى أن وصل يوم خميس عند الفجر فانتظر وقت الأذان و دخل باب القصر و كان كل حراس القصر يغطون في سبات عميق ، لا يرونه
صعد إلى غرفة حبيبته الأميرة الحسناء نورهان، فوجدها ممدة على سرير فاخر و هي في انتظاره و قدم لها في منديل أذني الأسد الأحمر ، فعانقته و عانقها و قالت الأميرة في نفسها : و أخيرا ظفرت بحبيب قلبي شوبان
عاشا الاثنين معا في سعادة لا توصف ،و بعد أشهر زار والدته سوسنة التي كانت سببا في الفوز بالأميرة نورهان ، بفضل رضاءها عليه و أصبحت سوسنة تعيش معهما في القصر الفخم قصر الكثبان و أصبح شوبان ملك مملكة قصر الكثبان و نورهان أيضا
و هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي قصتنا التي تحمل بين طياتها معان المودة و الإخلاص و رضاء الوالدين فلا يمكن أن تتحقق الأماني و الآمال إلا برضاء الأبوين و خاصة الأم

"مكوك الفضاء" قصة للأطفال بقلم: صبحي سليمان



مكوك الفضاء

صبحي سليمان

أمام حديقة الحيوان بالجيزة أوقف الأب سيارته؛ ونزل منها محمود ووالدته وضيفتهم غادة التي جاءت من القرية لزيارتهم ومُشاهدة معالم القاهرة؛ وبعد عِدة جولات جلسوا جميعاً علي بساط كبير لتناول الغداء؛ وما أن أنهت غادة طعامها حتى نظرت لجزء من صحيفة قديم موضوع فوق البساط؛ فقرأته قائلة :

ـ قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بإرسال مكوك فضاء لإصلاح عُطل قد حدث بقمر صناعي أمريكي.

هُنا ضحك الأب وهو يقول :

ـ إنه خبر قديم؛ فرواد الفضاء أصلحوا العُطل؛ ورجعوا للأرض.

هُنا تعجبت الأم وهي تقول :

 ـ رحلة فضائية لإصلاح قمر صناعي؛ أليس هذا خطراً ... ؟!

ابتسم الأب وهو يقول :

ـ القمر الصناعي غالي جداً؛ وبدونه تتعطل أحوالنا جميعاً؛ لذا يجب أن يُصلحوه مهما كلف من مال.

تعجبت غادة مما سمعت؛ وقالت بصوت مُرتفع :

 ـ وما دخلنا بالقمر الصناعي؛ فإننا لا نحتاجه في شيء؛ فالغرب فقط هُم من يحتاجونه.

ضحك العم وهو يقول :

ـ يا صغيرتي إن حياتنا وحياتهم أصبحت في كفة واحدة؛ فتلفازك مثلاً مُتصل بالأقمار الصناعية؛ فالقمر الصناعي يستقبل برامج المحطات الأرضية ويوجهها مرة أخري لتلفازك الذي بقريتك؛ ويوجد بالقمر الصناعي جُزء مُخصص لاستقبال وإرسال مُكالمات التليفون؛ لذا فالقمر الصناعي مُهم في حياتنا.

تحدثت غادة بهدوء :

ـ إنهم عباقرة؛ أما نحن فمازلنا لا نستطيع أن نقوم بشيء.

هُنا غضب العم؛ وتكلم بهدوء مُحاولاً إخفاء غضبه :

ـ إن ما تقولينه خاطئ يا صغيرتي؛ أتعلمين أن أول من فكر في الطيران وتقليد الطيور هو رجل عربي.

تحدثت غادة بسرعة قائلة :

 ـ إنه عباس بن فرناس الذي وضع ريشاً علي جسده وحاول الطيران ولكنه وقع ومات.

تحدث الأب بسرعة قائلاً :

 ـ هذه مُغالطة تاريخية؛ فلقد كان بن فرناس مُخترعاً وعالماً لم نعرف قيمته إلا من عُلماء الغرب؛ فأسبانيا أقرت بقيمته؛ وأخبرتنا أنه استطاع أن يطير مُدة من الزمن؛ ولكنه وقع ولم يمت بل أُصيب بجروح وشُفي منها؛ وعاش بعدها فترة من الزمن.

تعجبت غادة وقالت بهدوء :

 ـ يبدوا أنه عبقري؛ فأسبانيا كانت تُحارب العرب؛ وأن تعترف بقيمته فهذا معناه أنه يستحق التكريم.

تحدث الأب بسرعة قائلاً :

ـ بن فرناس قيمة كبيرة بالتاريخ؛ ولهذا أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا اسمه علي منطقة من مناطق سطح القمر؛ هذا بجانب أسماء عربية طورت علوم الفضاء لتُصبح علي وضعها الحالي؛ فلولا اجتهاد أجدادنا ما توصل الإنسان الحديث لاختراع مكوك الفضاء ... فهل علمتِ يا صغيرتي مكانة أجدادك العرب ... ؟!

صاحت غادة بسعادة غامرة قائلة :

 ـ إنهم صُناع الحضارة؛ وهُم من جعلونا نتوصل لهذا التقدم وتلك الحضارة التي يعيش العالم فيها.


الأربعاء، 29 مايو 2013

الثعلب و الذئب ... قصة للأطفال بقلم: رضا سالم الصامت



الثعلب و الذئب
  رضا سالم الصامت 
يحكى من زمان أن هناك ثعلباً ذميم لئيماً ماكراً يدعى " جرنوب" يعيش في غابة كثيفة الأشجار، استدعى في أحد الأيام صديقه " جبرون " الذئب المخادع، الذي يعيش :في الصحراء القاحلة القريبة من الغابة 
كان هذا الذئب شرساً و غداراً تعجبه نفسه كثيراً ، و تخافه الحيوانات الأخرى و تهابه 
اجتمع الثعلب " جرنوب" بعدد من حيوانات الغابة و قال لهم : لقد حل علينا صديقي الذئب " جبرون " ضيفا ، و قد أتانا من منطقة بعيدة و عليكم أن ترحبوا به و تكرمونه !
وافقت الحيوانات كلها ، رغم شعورهم بالخوف من هذا الضيف الثقيل . و مرت الأيام و لاحظ جميع الحيوانات تصرف الذئب الذي لا يليق بغابتهم الهادئة فقرروا التخلص منه
فذهب القرد سرون للثعلب و قال له :- أيها الثعلب ، يا سيدي ، إنك مسكين ، ضيفك يريد :بك شراً ومصمم على التنكيل بك و خداعك  !
قال : ماذا ! .... و لكني شديد الحذر منه
رد عليه القرد : إنه يريد بك غدراً ، أنا مثلاً لا أخافه ، فهو غير قادر على الإمساك بي :، لأنه لا يستطيع تسلق الأشجار ، أحياناً أضحك عليه عندما يحاول تسلق الشجرة ! ، :إنه غبي يثير :السخرية و هو يتظاهر بأنه أقوى منك ، وقال لي أن الثعلب دعاني في ضيافته ولم يقدم لي أكلا و لا :شرابا
غضب الثعلب من كلام القرد و قال : سأتظاهر أمامه بأني مريض ، وسأطلب منك استدعاء :طبيب الغابة "الماعز كرنوب " و بدوره يطلب جلب حشائش من الصحراء كي أستعملها :كدواء :لأشفى من المرض فهل تساعدني أيها القرد...؟
رد عليه القرد سرون ضاحكاً : هذه فكرة جيدة ، وأنا على استعداد لمدك يد المساعدة ، : ولكن يجب أن نرتب الأمور مع صديقنا الماعز كرنوب 
ذهب القرد إلى التيس و هو ذكر العنز " الماعز " كرنوب و هو حيوان يتميز بخفة الحركة و الذكاء ليمثل دور الطبيب ، وعرض عليه الفكرة فقبل مسروراً وقال : آن الأوان :لنتخلص من هذا الذئب اللعين 
عاد الذئب إلى بيت صديقه الثعلب " جرنوب" فاندهش لما وجده على الفراش مريضاً وبعض الحيوانات بجانبه فسألهم : ما الذي يجري ؟ هل صديقي الثعلب مريض ؟
قالوا له : نعم ،إنه مريض جداً ، و قد استدعينا له طبيب الغابة الماعز" كرنوب"
في الأثناء كان الثعلب الماكر "جرنوب " يئن من شدة الألم و يصيح 
و كان القرد "سرون " يمسح من حين لآخر جبينه بقطعة من القماش المبلولة بالماء البارد ، أما ضيفه الذئب "جبرون" فقد كان يراقب المشهد بكل حذر ولا يقول شيئاً 
و فجأة وصل طبيب الغابة الماعز "كرنوب " وأخذ يفحص الثعلب " جرنوب " فحصاً دقيقاً ، وفي حيلة للتخلص من الذئب الشرس " جبرون" وبعد فترة من الصمت و قف الماعز الطبيب :وقال :- إن حالة صديقكم الثعلب "جرنوب" تسوء وتزداد سوءا و لكي يشفى لابد من جلب حشائش " التجرنوع" لنتمكن من مداواته و إنقاذ حياته
سأل القرد "سرون" الطبيب الماعز و قال له :- و لكن من أين سنأتي بهذه الحشائش ، أهي موجودة عندنا في الغابة ؟
رد عليه الطبيب قائلا : للأسف أيها القرد ، لا يوجد مثل هذا النوع من الحشائش في غابتنا 
ولكنها قد تكون موجودة في مناطق قاحلة كالصحراء القريبة من غابتنا 
هنا وقف الذئب " جبرون" وقال مبتسماً : يمكنني أن أجلب لكم هذه الحشائش ، فهي موجودة بكثرة في الصحراء التي أعيش فيها ، لكن بشرط أن يفحصني الطبيب الماعز عند :عودتي 
رد عليه الماعز :- قبلت شرطك وسأفحصك مجاناً 
فرح الذئب ، لأن الماعز قبل الشرط ، لأنه تصور عندما يعود بالحشائش المزعومة ، يجد الماعز بانتظاره ليفترسه ، وهكذا نجحت الخطة وانطلت الحيلة على الذئب المخادع "جبرون :"، وذهب كالجبان ليجلب للثعلب الحشائش من الصحراء
ومرت أيام و أيام و لم يعد ، لأنه لم يجد هذا النوع من الحشائش وكل الذئاب ضحكت عليه في الصحراء و قالوا له إن حيوانات الغابة خدعوك أيها الجبان و عرفوا كيف  :يتخلصون منك كضيف ثقيل . فاشتد غضبه و قرر عدم العودة إلى غابة الثعلب "جرنوب " و بقي يفكر ويراجع علاقته به ، لأنه فهم أن صديقه الثعلب أمكر منه و هو مَن فكر في أن :يخدعه عندما كان ضيفا عنده
و هكذا يا أصدقائي الصغار تبين من القصة أن طريق الخداع مآله الفشل وأن لا شيء يمكن للمرء الحصول عليه عن طريق التحيل أو الخداع

الأحد، 26 مايو 2013

"الناي لم يكن سببا في سعادة نعمان " قصة للأطفال بقلم: سماح أبوبكر عزت

الناي لم يكن سببا في سعادة نعمان الناي لم يكن سببا في سعادة نعمان
 سماح أبوبكر عزت
 
ناى من البوص هل يمكنه أن يكون سبباً فى سعادة إنسان وتعاسة إنسان آخر؟
إنه الناى الصغير الذى لا يفارق راعى الغنم نعمان فهو رفيقه، وهو يرعى الأغنام بالنهار ويحرسها بالليل.
جلس نعمان على الرمل عند شاطئ النهر، وعزف على الناى فأيقظت نغماته الشجية الطيور لتخرج من أعشاشها تعزف معه أجمل الألحان، وفجأة انزلقت قدمه فى الرمل وسقط منه الناى وغاص فى مياه النهر.
بكى نعمان، وسقطت دموعه فى النهر، تجمعت حوله الأسماك، رأته السمكة الفضية، فغاصت فى النهر وخرجت ومعها ناى من الفضة، قدمته لنعمان، نظر نعمان للناى بدهشة وقال للسمكة: أشكرك لكن هذا الناى من الفضة.
ضحكت السمكة وقالت: كيف ترفض الفضة وهى أغلى من البوص؟
قال نعمان: الناى الذى صنعته بيدى من البوص أغلى عندى من كل الكنوز، فهو صديقى وعندما أنفخ فيه يشعر كل منا بالحياة.
إذا وجدتى الناى سأكون أسعد إنسان ولن أنسى لك هذا الجميل مدى الحياة.
جلس نعمان عند حافة النهر وهو حزين ورسم شكل الناى على الرمل وحوله الطيور تغرد اللحن الذى كان يعزفه، رأته البومة فقالت له: لا تحزن يا نعمان وثق أن الله معك لأنك دائما تساعد الآخرين، ويكفى أنك لا تخاف أو تسخر منى مثلما يفعل الكثير من الناس، تعزف لى أجمل الألحان على الناى الذى أتمنى أن تجده بإذن الله.
طارت البومة بعيدا وفجأة رأى نعمان نوراً يخرج من الماء.
كانت السمكة الذهبية التى قدمت له ناياً من الذهب.
قال نعمان فى دهشة: ناى من الذهب لى أنا! ابتسمت السمكة الذهبية وقالت: أنت تستحقه بدلاً من الناى القديم.
جلس نعمان وقال للسمكة الذهبية: أشكرك لكن لن آخذ هذا الناى.
من شدة بكائه وحزنه غلبه النعاس، وبعد فترة استيقظ نعمان فوجد الناى بجانبه احتضنه فى فرحة، ابتسمت
السمكة الفضية وقالت: خذ هذا الناى الفضى يا نعمان هدية منى لك على أمانتك.
وقبل أن يرد نعمان قالت السمكة الذهبية: وهذا الناى الذهبى أنت تستحقه يا نعمان مكافأة على صدقك وقناعتك.
اختفت السمكتان وأخذ نعمان الناى الفضى والناى الذهبى وباعهما، واشترى بالمال قطيعاً كبيراً من الماشية والخراف والأغنام، وبنى بيتاً كبيراً على شاطئ النهر وكعادته فى كل ليلة كان يعزف على نايه القديم أجمل الألحان.
وفى يوم من الأيام قابل نعمان جاره دهشان الذى سأله
من أين جئت بهذا القطيع الكبير الذى ترعاه؟
حكى نعمان قصة الناى لدهشان، وبعد أيام ذهب دهشان
عند شاطئ النهر بعد أن سرق الناى وألقاه فى النهر، وبكى بصوت عالٍ أزعج الطيور والأسماك فخرجت السمكة الفضية غاضبة ومعها ناى من الفضة أخذه دهشان بلهفة وقال: أشكرك أيتها السمكة هذا هو الناى الذى أبحث عنه.
اختفت السمكة وبكى دهشان بصوت عالٍ أزعج السمكة الذهبية فخرجت ورأت الناى الفضى على الرمل.
قال لها دهشان: هذا الناى أعطته لى السمكة الفضية ولكن الذى ضاع منى كان من الذهب.
أخذت السمكة الناى الفضى وغاصت فى قاع النهر وضحك دهشان وقال: خدعت السمكة وسوف تعطينى الآن ناياً من الذهب، أخيراً سأصبح غنياً مثل نعمان.
خرجت السمكة الذهبية وقالت: أحضرت لك الناى الذى ألقيته فى النهر.
نظر دهشان فوجد الناى الذى سرقه من نعمان فغضب وقال لها: أريد نايا من الذهب.
قالت السمكة: سأعطيك الناى الذهبى ولكن بشرط.
قال نعمان فى لهفة: موافق على أى شرط.
قالت السمكة: اعزف على هذا الناى وإذا أعجبنى عزفك سأعطيك الناى الذهبى.
أمسك دهشان بالناى ونفخ فيه، ولكن الناى لم يصدر أى صوت، وأخذ دهشان ينفخ فيه بكل قوته ولكن دون فائدة.
ابتسمت السمكة الذهبية وقالت: أنت طماع وكذاب يا دهشان، أنت لم تملك أى ناى فى يوم من الأيام، لقد سرقت ناى نعمان.
قال دهشان فى غيظ: أنا لم أكذب، هذا الناى هو الكذاب، لقد خدعنى كما خدعنى نعمان. كان سببا فى سعادته وتعاستى.
قالت السمكة: طمعك هو السبب فى تعاستك، الناى لم يكن سببا فى سعادة نعمان وثرائه ولكن قناعته وصدقه هما السبب، وأنت يا دهشان سرقت من ائتمنك على سره وخدعته لكن الناى كشف كذبك ولم يصدر أى أنغام.
اكتشف نعمان ضياع الناى وذهب عند شاطئ النهر، وهناك وجد الناى على الرمل ونفخ فيه فعزف أحلى الأنغام نظرت السمكة من بعيد ورأت نعمان وسمعت الأنغام فقالت: حقاً الناى لا يكذب، كشف خداع دهشان وصدق نعمان.

الجمعة، 24 مايو 2013

"الضفدع و السلحفاة التائهة " قصة للأطفال بقلم: رضا سالم الصامت

الضفدع و السلحفاة التائهة
  رضا سالم الصامت

يحكى في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان انه كانت هناك ضفدع صغير يعيش في بئر يمرح فيه و يلعب و يشرب و يستحم .. هذا الضفدع كان سعيدا يخرج كل مساء على حافة البئر ليستمتع بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و ذات يوم جاءت سلحفاة تائهة لا تعرف أين تذهب فسألها الضفدع : أين أنت ذاهبة أيتها السلحفاة ؟
فقالت له : لقد تهت و أضعت طريقي و إني لحزينة جدا
فرد عليها الضفدع : لا عليك فأنا سأفرح بك و ستكوني سعيدة معي
قالت: هل تتركني ألعب معك أيها الضفدع الجميل ؟
قال الضفدع : بكل سرور
قالت : شكرا لك
لكن لا يمكنني إن أنزل معك إلى قاع البئر... فانا سلحفاة و لست ضفدعا مثلك خفيفا
قال الضفدع : أنا من عادتي أن ألعب على حافة البئر و أستريح و استمتع بالهواء العليل و بأشعة الشمس و جمال الطبيعة و لكني في المساء أعود إلى قاع البئر لأفعل ما أريد لأن حياتي بهذا البئر رائعة و مملة في آن واحد
فقالت السلحفاة : أنت لا تخاف من الغرق ؟
أجابها الضفدع قائلا : و كيف أغرق و المياه لا تغرق إلا قدمي
و نزل الضفدع في قاع البئر
و بقيت هي على حافته تنظر بإعجاب له و هو يمرح و يلهو
و فجأة صاح لها الضفدع قائلا : هيا تشجعي أيتها السلحفاة الجميلة , هيا انزلي الى قاع البئر و سوف لن تندمي ؟
خافت السلحفاة من النزول إلى قاع البئر و ترددت كثيرا
ثم قررت أن تنزل لصديقها الضفدع ... لكن جسمها حال دون دخول البئر الصغير و رغم عديد المحاولات فلم تعد السلحفاة قادرة على الهبوط إلى قاع البئر فحزنت و تراجعت و قررت العودة من حيث أتت و ودعت صديقها الضفدع رغم أنها أحبته لخفة روحه
تركته في سبيل حاله . و قفلت راجعة من حيث أتت باحثة عن بيتها . لكن الضفدع فكر مليئا في أمرها و أحس الضفدع بالوحدة و بالقلق
و قال في نفسه إني بحاجة إليها تشاركني في العيش فما فائدة أن أعيش لوحدي في بئر و انقلبت سعادته إلى كآبة و صعد إلى حافة البئر يبحث عن صديقته السلحفاة و وجدها في انتظاره و قرر أن يذهب معها و يعيش حياة جديدة معها تاركا البئر
هكذا يا أصدقائنا الصغار .... أحب الضفدع السلحفاة *
و حكايتنا فيها عبرة لمن يعتبر ، فأي كائن حي هو بحاجة إلى صديق أو صديقة تشاركه أفراحه و أتراحه مثل هذا الضفدع الذي تغيرت حياته بمجرد أن تعرف على سلحفاة تائهة في الطريق و قرر العيش معها

الخميس، 23 مايو 2013

"الفأر الصغير" قصة للأطفال بقلم: جاسم محمد صالح



الفأر الصغير
جاسم محمد صالح
    كان الفار الصغير ينطّ من مكان إلى آخر وهو يركض وراء الريشة الكبيرة التي سقطت من جناح النسر.
     لم يستطع الفار الصغير أن يمسك ريشة النسر لأنها سقطت في الماء وطافت فوقه , فبدأ يبكي وهو يقول :
-  أريد ريشتي البيضاء .
    سمعت السمكة الصغيرة بكاء الفار الصغير فاستغرب ترى كيف يمكن لفار صغير أن يبكي على ريشة بيضاء ؟, ربما تكون ريشة لقلق أو بجعة أو نسر أو طير آخر, وحينما اقتربت من السمكة من الريشة البيضاء عرفت أنها ريشة النسر الأبيض الذي كان في أكثر الأحيان يهبط من السماء بسرعة ويخترق الماء ممسكا بمخالبه سمكة كبيرة , لكنها مع هذا أرادت أن تجعل الفار الصغير سعيدا , فأمسكت الريشة البيضاء بفمها ورمتها على الشاطئ  .
   بدأ الفار الصغير يلعب مع الريشة البيضاء ويركض وراءها حيثما الهواء يدفعها .
    بقيت السمكة تتابع المنظر ضاحكة ولكن فجأة اظلمت الدنيا فقد جاء النسر الأبيض وانقضّ على الفار الصغير وامسكه بمخالبه وحلق به في السماء , صرخ الفأر الصغير بصوت عال:
- أنقذوني ... النسر الأبيض يخيفني ... انقدوني .
    سقطت الريشة البيضاء من جديد وسط الماء وطافت فوقه لكن السمكة غاصت في أعماق الماء خوفا من النسر الأبيض .


"زهرة وطير وشمس "قصة للأطفال بقلم: إياد مداح



 زهرة وطير وشمس
إياد مداح
كانت الزهرة على مرمى رمق واحد من الذبول، لولا أن طيرا قادما من الشرق حمل اليها قطرة ماء في فم عطش للأمان وشعاع شمس واحد باق من ألف جيل.
تبسمت الزهرة واستجمعت قواها ورفعت رأسها ملوحة، للطير والشمس، بما تبقى لها من أوراق، بعد حين، صار الماء وفيرا وأشعة الشمس التي كانت تختبىء من برد الليل كانت تعود مع الفجر مسترقة النظر من بين الغيوم.  
الا أن طير الشرق عاد هذه المرة متكئا على غيمة وكان يومىء من بعيد أن خذوا عني رأسي وريش جناحي واتركوني أنام.
حوم الطير حول الوردة ونام تحت ظلالها وجاءت الريح خلعت عنه جناحيه وسافرت بهما بعيدا.
بعد أيام عاصفة خرجت الشمس من وكرها العتيق فلم تجد لا الزهرة ولا طير الشرق ومذاك اليوم بقيت في تلك البقعة شمس واحدة وكثير من التراب وبعض الشجيرات التي فقدت حسها مع زوال كل ما حولها ومذاك كانت أول ولادة للصحراء
..

الثلاثاء، 21 مايو 2013

"عِقْدٌ من قطراتِ المطرِ " قصة مترجمة للأطفال بقلم: جوان أيكن

 "عِقْدٌ من قطراتِ المطرِ " 

 

 جوان أيكن
ترجمة: محمد المنسي قنديل
رسوم: حلمي التوني
كان هناك رجل يدعى مستر جونز، وكان هو وزوجته يعيشان بالقرب من شاطئ البحر.
 وفي إحدى الليالي التي اشتدت فيها العاصفة كان مستر جونز في حديقته عندما رأى الشجرة الكبيرة بجوار البوابة وهي تهتز بشدة مع الريح، وسمع صوتا يصيح:
- النجدة.. من يساعدني.. أنا محبوس بين أغصان الشجرة.. ساعدني وإلا ستستمر العاصفة طوال الليل..
سار مستر جونز وهو مذهول حتى وقف تحت الشجرة، نظر إلى أعلى، ورأى بين أغصانها امرأة طويلة، تضع على كتفيها عباءة رمادية طويلة، ولها أيضا شعر رمادي طويل، وكانت عيناها لامعتين بطريقة لم ير مثلها مستر جونز من قبل.
قال مستر جونز:
- من أنت؟ وماذا تفعلين فوق شجرتي؟
- أنا محبوسة وسطها؟ ألا ترى ذلك، ساعدني على الخروج منها وإلا ستستمر العاصفة طوال الليل، أنا ريح الشمال، مهمتي أن أنفخ العواصف وادفعها بعيدا.
وساعد مستر جونز المرأة على الخروج من الأغصان المتشابكة، وكانت يدا ريح الشمال باردتين كأنما الثلج، قالت:
- شكرا لك، لقد تمزقت عباءتي، ولكن لا تشغل بالك، لقد أنقذتني وعلي أن أعطيك شيئا في المقابل.
قال مستر جونز :
- أنا لا أحتاج إلى شيء، زوجتي ولدت للتو طفلة جميلة ، ونحن أسعد زوجين في العالم.
قالت ريح الشمال:
- سوف أكون الأم الروحية لهذه الطفلة، وهديتي بمناسبة مولدها هي ذلك العقد من قطرات المطر.
ومن تحت عباءتها أخرجت المرأة سلسلة فضية، معلق فيها ثلاث حبات لامعة ومتألقة من المطر، قالت:
- يجب أن تضع هذا العقد حول عنقها، لن تبللها قطرات المطر، ولن تتساقط، وكل عام في عيد ميلادها سوف أحضر لها قطرة جديدة من المطر، عندما يكون عندها أربع قطرات ستبقى جافة على الدوام حتى ولو كانت تسير وسط عاصفة من الأمطار، وعندما يكون لديها خمس قطرات، لن يخيفها الرعد أو البرق، وعندما يكون لديها ست قطرات فلن تستطيع أقوى العواصف أن تؤثر فيها أو تدفعها، وعندما يصبح لديها سبع قطرات سيكون في مقدورها السباحة في أعمق الأنهار، وعندما يكون لديها ثماني قطرات سيكون في وسعها أن تسبح في أوسع البحار، وعندما يكون لديها تسع قطرات يمكنها أن تجعل المطر يتوقف عندما تصفق بيديها، وعندما يكون لديها عشر قطرات سيكون في مقدورها أن تجعل المطر ينهمر حين تنفخ فقط من أنفها.
قال مستر جونز:
- توقفي.. توقفي.. في هذا الكفاية لفتاة صغيرة.
قالت ريح الشمال:
- كنت على وشك التوقف على أي حال، ولكن عليك أن تنتبه، لا تدعها تخلع العقد من حول عنقها، وإلا سيجلب لها هذا سوء الحظ، يجب أن أذهب الآن حتى أدفع العاصفة بعيدا، سأعود في عيد ميلادها القادم ومعي قطرة المطر الرابعة.
وحلقت المرأة مبتعدة في السماء وهي تدفع السحب أمامها، وظهر القمر، وعادت النجوم تتألق من جديد.
دخل مستر جونز إلى المنزل ووضع العقد حول عنق الطفلة، الذي كان اسمها «لورا».
وسرعان ما مر العام، وعندما عادت ريح الشمال للبيت الموجود بجانب البحر كانت الطفلة «لورا» تحبو على الأرض، وتلعب مع القطرات الثلاث اللامعة، ولكنها لم تخلع العقد أبدا.
وعندما أعطتها «ريح الشمال» القطرة الرابعة لم تعد «لورا» تعاني من البلل، حتى ولو كان المطر غزيرا، وكانت أمها تتركها في الحديقة داخل عربتها، وكان الناس الذين يمرون في الطريق يتطلعون إليها في أسف وهم يقولون:
- يا للطفلة المسكينة، لقد تركتها أمها في هذا المطر.. من المؤكد أنها ستصاب بالبرد.
ولكن الصغيرة «لورا» كانت دائما جافة تماما، تلعب سعيدة مع عقد قطرات المطر وهي تلوح بيدها لأمها الروحية «ريح الشمال» عندما تمر من فوقها.
في العام التالي أحضرت القطرة الخامسة، وفي العام الذي يليه أحضرت السادسة، ثم القطرة السابعة، والآن لم تعد أعتى العواصف قادرة على إيذاء «لورا»، وإذا سقطت في بحيرة أو نهر فإنها تطفو مثل الريشة، وعندما أصبح لديها القطرة الثامنة أصبح في مقدورها السباحة في أوسع البحار، ولكنها كانت سعيدة داخل المنزل فلم تحاول ذلك.
وعندما أصبح لديها القطرة الثامنة غدا لديها القدرة على إيقاف المطر بمجرد التصفيق بيديها، لذلك أصبحت هناك أيام كثيرة مشمسة، ولكن «لورا» لم تكن تصفق حين تمطر لأنها كانت تحب القطرات الفضية وهي تسقط من السماء.
والآن، أصبحت «لورا» في سن الذهاب للمدرسة، يمكنكم أن تتخيلوا كيف أحبتها زميلاتها هناك، كن يهتفن بها:
- «لورا» .. «لورا».. من فضلك دعي المطر يتوقف حتى نستطيع أن نخرج للعب في فناء المدرسة.
وكانت «لورا» دائما تجعل المطر يتوقف من أجلهن.
ولكن كانت هناك فتاة اسمها «ماجي» دائما ما تقول لنفسها:
- ليس هذا عادلا.. أن تمتلك «لورا» هذا العقد الجميل وأن تكون قادرة أيضا على إيقاف المطر، لماذا لا يكون هذا العقد لي؟
وهكذا ذهبت «ماجي» لمعلمة الفصل وقالت لها:
- «لورا» ترتدي عقدا في المدرسة.
وانتبهت المعلمة لذلك، وقالت لـ«لورا»:
- يجب أن تخلعي هذا العقد من حول عنقك.. هذه هي القاعدة في المدرسة يا عزيزتي.
قالت «لورا»: ولكن هذا سيجلب الحظ السيئ لي.
قالت المعلمة:
- بالطبع لن يجلب هذا أي سوء.. سأضع العقد في الصندوق وأحتفظ به حتى نهاية اليوم الدراسي ثم أرده إليك.
ووضعت المعلمة العقد داخل الصندوق، ولكن «ماجي» شاهدت المكان الذي وضعته فيه، وعندما كان الأطفال منشغلين باللعب، والمعلمة مشغولة بتناول الغداء، أسرعت «ماجي» وأخذت العقد ووضعته في جيبها.
وعندما اكتشفت المعلمة اختفاء العقد صاحت غاضبة:
- من الذي أخذ عقد «لورا»؟
لم يجب عليها احد، وظلت «ماجي» واضعة يدها داخل جيبها وهي تمسك بالعقد، وأخذت المسكينة «لورا» تبكي طوال الطريق وهي عائدة إلى المنزل، وكانت الدموع تنحدر على وجنتيها مثل حبات المطر وهي تسير بجانب البحر، أخذت تردد لنفسها:
- أوه.. ماذا سيحدث لي عندما أخبر أمي الروحية أنني أضعت هديتها؟
ورفعت إحدى السمكات رأسها فوق الماء وقالت لها:
- لا تبك يا عزيزتي «لورا»، هل تذكرين حين دفعت بي الأمواج إلى الشاطئ ولكنك أعدتني للبحر مرة أخرى، لقد أنقذت حياتي، لذلك سوف أساعدك حتى تجدي عقدك.
وتوقف أحد الطيور عن التحليق وهتف بها أيضا:
- لا تبك يا «لورا» يا عزيزتي.. هل تذكرين عندما ألقت بي العاصفة إلى سطح منزلكم، لقد انكسر جناحي ولكنك عالجتني حتى عدت للطيران.. لذلك سأساعدك في البحث عن عقدك.
وأخرج فأر صغير رأسه من الحجر الذي يسكن فيه وهو يقول:
- لا تبك أيتها العزيزة «لورا»، لقد أنقذت حياتي ذات مرة عندما وقعت في النهر، سأساعدك حتى تجدي عقدك.
وجففت «لورا» دموعها وهي تتساءل:
ـ كيف يمكن أن تساعدوني؟
قالت السمكة:سوف أغوص تحت البحر.. وأطلب من أشقائي أن يساعدوني.
وقال الطائر: سوف أحلق عاليا وأنظر للحقول والغابات والطرقات واطلب من أشقائي الطيور مساعدتي.
وقال الفأر: سوف أسير بين المنازل.. وأطلب من أشقائي الفئران أن يبحثوا في كل ركن، وفي كل صوان (مكان) في كل غرفة في كل أنحاء العالم.
وعلى الفور شرعوا في العمل.
ولكن عندما كانت «لورا» تحدث أصدقاءها.. ماذا كانت «ماجي» تفعل؟
لقد وضعت العقد حول عنقها وسارت في العاصفة، ولكن الأمطار أغرقتها تماما، وعندما صفقت بيديها لتطلب من المطر أن يتوقف، لم يلحظ المطر ذلك، بل إنه هطل أكثر من الأول.
كان العقد يعمل فقط من أجل صاحبته الأصلية.
غضبت «ماجي» كثيرا ولكنها ظلت ترتدي العقد، ورآها أبوها فقال لها:
- من أين أحضرت هذا العقد؟
قالت ماجي:
- لقد وجدته في الطريق.
ولم يكن هذا حقيقيا بالطبع. قال الأب:
- إنه أفضل من أن ترتديه طفلة صغيرة مثلك.
ومدّ الأب يده وأخذه من حول عنقها، ولم تكن «ماجي» ولا أبوها يدركان أن الفأر الصغير يسمعهما وهو في جحره الصغير داخل الحائط، وجرى الفأر وأخبر بقية الأصدقاء أن العقد موجود في منزل «ماجي»، ولكن عندما عادوا جميعا كان العقد قد ذهب، باعه الأب بمبلغ كبير من المال لأحد صاغة الفضة، وبعد يومين استطاع الفأر الوصول إلى محل هذا الصائغ، ومرة ثانية جرى لأصدقائه حتى يخبرهم، ولكن عندما جاءوا كان الصائغ قد باعه لتاجر متخصص في بيع هدايا أعياد الميلاد، وكان يبحث عن هدية مناسبة لإحدى الأميرات.
ورأى الطائر العقد، وحلق مسرعا ليخبر «لورا» قائلا:
- العقد فوق سفينة، والسفينة متجهة إلى بحر العرب.
قالت السمكة: سوف نتبع السفينة، وأقول لك عن الطريق الذي ستسلكه، اتبعوني.
وقفت «لورا» على حافة البحر وهي تتساءل في حزن:
- كيف أستطيع أن أسبح في هذا البحر الواسع من دون عقدي؟
وقف أمامها أحد الدلافين وهو يقول:
- سأحملك على ظهري، دائما كنت تلقين لي بالطعام اللذيذ حين أكون جائعا.
ركبت «لورا» فوق ظهر الدولفين، وسبحت الأسماك في المقدمة، وحلقت الطيور فوقهم، وبعد عدة أيام وصلوا إلى بلاد العرب.
- والآن .. أين العقد..؟
قالت الأسماك وهي تسأل الطيور:
- في قصر الملك، إنه ينوي أن يقدمه غدا هدية لابنته في عيد ميلادها
قالت «لورا»:
- غدا هو عيد ميلادي أيضا، أوه.. ماذا ستقول أمي الروحية عندما تأتي لتعطيني القطرة العاشرة وتكتشف أنني لم أعد أملك العقد.
وقادت الطيور «لورا» إلى حديقة الملك، ونامت طوال الليل تحت إحدى أشجار النخيل، كان العشب جافا، والأزهار ذابلة وقاتمة اللون، بسبب الجو الحار، ولأن السماء لم تمطر منذ عام تقريبا.
في الصباح جاءت الأميرة الصغيرة إلى الحديقة لتفتح الهدايا، كان هناك العديد من الأشياء الجميلة، أزهار يمكن أن تغني، قفص مليء بالطيور الصغيرة ذات الريش الأخضر والفضي، كتاب تستطيع أن تقرأ فيه إلى الأبد لأنه لا يوجد فيه صفحة أخيرة، وقط يستطيع أن يهز مهد الطفل، وثوب فضي مصنوع من خيوط العنكبوت، وآخر مصنوع من قشر السمك الذهبي، وساعة في داخلها ببغاء حقيقي يمكن أن يخبرها عن الوقت، وقارب مصنوع من أصداف وردية، وبين كل هذه الهدايا كان يوجد عقد «لورا».
وعندما رأت «لورا» العقد جرت من تحت الشجرة نحو الأميرة وهي تصيح:
- أوه .. من فضلك هذا العقد ملكي أنا..
وصاح الملك غاضبا:
- مَن هذه الفتاة، وكيف دخلت إلى حديقتي.. خذوها وألقوا بها إلى البحر..
ولكن الأميرة التي كانت صغيرة ورقيقة قالت:
- انتظر قليلا يا أبي.
والتفت إلى «لورا» وهي تقول:
- كيف عرفت أن هذا عقدك؟
- لأن أمي الروحية أعطته لي، عندما أرتديه استطيع أن أمشي في المطر دون بلل، ولا تستطيع أي عاصفة أن تؤذيني، أستطيع أن أسبح في أي نهر، وأستطيع أن أجعل المطر يتوقف حين أصفّق بيدي.
قال الملك باهتمام:
- ولكن هل يمكنك أن تجعلي المطر يهطل..؟
- ليس بعد، ليس قبل أن تعطيني أمي الروحية القطرة العاشرة.
قال الملك:
- إذا استطعت أن تجعلي المطر يهبط فسوف أعطيك العقد لأننا فعلا في حاجة ماسة للمطر.
ولكن «لورا» كانت حزينة لأنها لا تستطيع أن تفعل ذلك قبل أن تحصل على القطرة العاشرة، وفي هذه اللحظة جاءت «ريح الشمال» إلى حديقة الملك، قالت:
- أنت هنا يا ابنتي الروحية، لقد بحثت عنك في العالم كله، أريد أن أعطيك هدية عيد ميلادك، ولكن لماذا لا ترتدين العقد؟
قالت «لورا» المسكينة: لقد حصلت عليه الأميرة.
وعصفت «ريح الشمال» في غضب:
- كان عليك آلا تخلعيه أبدا من حول عنقك.
وأسقطت «ريح الشمال» القطرة العاشرة على العشب الجاف، وسرعان ما ضاعت، ثم هبت مبتعدة، وأخذت «لورا» تبكي، وقالت لها الأميرة الصغيرة في إشفاق:
- لا تبك، يمكنك أن تستعيدي عقدك، أنا أرى أنه يخصك
ووضعت العقد حول رقبة «لورا»، وفور أن فعلت ذلك، سقطت دمعة من عين «لورا» وتعلقت بالعقد بجانب القطرات التسع الأخرى، وبدأت لورا تبتسم، مسحت دموعها، وجففت أنفها، ولكم أن تتخيلوا ما حدث، ما إن نفخت من انفها حتى بدأت الأمطار في النزول، أمطرت وأمطرت، فردت الأشجار أوراقها، ومدت الأزهار بتلاتها،كانت كلها سعيدة وهي تتشرب القطرات المتساقطة.
وأخيرا صفقت «لورا» بيدها لتوقف المطر.
وكان الملك في غاية السعادة، وقال:
- هذا أجمل عقد رأيته في حياتي، هل يمكن أن تعطينا كفايتنا من المطر كل عام.
ووعدته «لورا» بذلك، وقام الملك بإرسالها إلى بيتها في قارب الأميرة المصنوع من الأصداف الوردية، وحلقت الطيور فوقها بينما سار السمك بجانبها. وقالت «لورا»:
- أنا سعيدة لأنني استعدت عقدي.. ولكني أكثر سعادة بوجود هؤلاء الأصدقاء حولي.
ولكن.. ماذا حدث لـ«ماجي»؟
حكى الفأر الصغير لريح الشمال كيف أن «ماجي» سرقت العقد، وهبت الريح وأحدثت ثقبا في سقف بيتها، وأخذت تصب منه المطر حتى بللتها تماما.

  • جوان أيكن
في عيد ميلادها الخامس عشر أخذت جوان من أبيها بعض النقود، وذهبت واشترت بها رزمة من الورق من المكتبة المجاورة لمنزلها، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن الكتابة وصدر لها أكثر من سبعين كتابا حتى الآن، وهي كاتبة إنجليزية ولدت في اسكس، أبوها هو الشاعر الأمريكي كونراد أيكن، وأمها الكاتبة الكندية جيسي ماكدونالد، وهي مازالت تقيم في إنجلترا حتى الآن، وقد فازت بعدة جوائز أشهرها جائزة إدجار الآن بو، وهي تمنح لقصص الرعب، وهذا غريب، لأنني أحببت كتبها للأطفال، ولكن ذات مرة حاولت أن أقرأ القصص التي تكتبها للكبار فإذا بها مليئة بالأحداث المخيفة والدموية، وكانت دهشتي لأنها تملك في داخلها عالمين مختلفين، أحدهما للأطفال مليء بالخيل والرقة والشاعرية، وعالم آخر مليء بالكوابيس، وأعترف أنني أحببت فقط قصصها للأطفال لأنها جميلة مثل هذه القصة التي بين أيدينا.