الأربعاء، 16 يناير 2019

" جولة في الغابة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


جولة في الغابة
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   تعلمتُ الطيران ، وكأي عصفور صغير ، أردتُ أن أطير وحدي ، وأتجول في الغابة ، وهذا ما نهتني عنه أمي قائلة : لا يا بنيّ ، مازلت صغيراً ، وستضل الطريق إلى العش .
وطرتُ ذات يوم ، بعد أن غادرت أمي العش ، ورحتُ أتجول في الغابة ، حلقتُ فوق البركة ، وشجيرات الورد ، ورأيتُ النحلة ترشف الرحيق ، ولمحت فراشة ، كأنها قوس قزح طائر ، وحين أردتُ العودة إلى العش ، أدركتُ أنني ضللت الطريق ،  فوقفتُ فوق غصن مرتفع ، ورحت أزقزق بأعلى صوتي ، ويبدو أن أمي سمعتني ، من بعيد ، فأسرعت إليّ ، وأعادتني إلى العش بأمان .
ورقدتُ ليلاً إلى جانب أمي ، ورحتُ أحلم أن أكبر ، لأطير وحدي ثانية ، وأتجول في الغابة .

" العصفور والبزاق العريان" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


العصفور والبزاق العريان
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   خرج العصفور ، منذ الصباح الباكر ، يبحث عما يسكت به جوعه ، فلاحق ذبابة في الجو ، والتهمتها ، ولمح بعوضة ، تقف على نبتة مائية ، فانقض عليها ، وابتلعها .
ورأى جرادة تطير ، فأسرع في أثرها ، لكنها أفلتت منه ،  وحط على غصن شجرة ، لعله يرتاح قليلاً ، ثم يستأنف بحثه عن الطعام .
وعلى ساق الشجرة ، لاحظ مادة لزجة ، تصلبت منذ فترة قصيرة ، فخفق قلبه فرحاً ، إنه البزاق العريان ، آه ما ألذه ، لابد أنه في مكان قريب ، فهو يفرز هذه المادة ، التي تسهل تحركه على الأرض .
وهبط العصفور ، متتبعاً المادة اللزجة ، حتى انتهى إلى مكان قريب على الأرض ، وحفر بمخالبه الحادة ، وعثر على بيوض البزاق العريان ، التي تشبه مجموعات من اللآليء الصغيرة .
ومن مكان قريب تحت الأوراق المتساقطة ، رأى البزاق العريان ، العصفور النهم يلتهم بيوضه ، الواحدة بعد الأخرى ، لكنه ظلّ جامداً في مكانه ، خشية أن يراه العصفور ، ويلتهمه هو الآخر . 

" في انتظار الشمس" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


في انتظار الشمس
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

     نامت العصفورة ، فتسلل العصفور من تحت جناحها ، ووقف ينتظر على غصن قريب ، وقد خيم الليل حوله ، ولمحته الحشرة المضيئة ، فاقتربت منه ، وقالت : عزيزي ، إن العصافير جميعها نائمة الآن ، اذهب أنت أيضاً ، ونم .
فردّ العصفور الصغير قائلاً : لن أنام قبل أن أرى الشمس ، وهي تشرق .
ومضت الحشرة المضيئة مبتعدة ، وهي تقول : ستنتظر إذن طويلاً ، فنحن في منتصف الليل .
لم يلتفت العصفور الصغير إليها ، وظلّ ينتظر ، مغالباً النعاس ، على الغصن ، وكاد يغفو لو لم يلمح قرصاً مضيئاً ، راح يبرز من وراء الأفق ، وما إن اكتمل القرص ، حتى لوح العصفور الصغير له ، وصاح : مرحباً أيتها الشمس .
وابتسم القرص المضيء ، وقال : لستُ الشمس ، يا صغيري ، وإنما أنا القمر ، وضوئي الذي تراه ، مستمد من ضوء الشمس نفسها .
وبدا التأثر على العصفور الصغير ، فقال القمر : انتظر ، سأغيب بعد ساعات ، وعندئذ ستشرق الشمس .
وانتظر العصفور الصغير ، انتظر طويلاً ، والنعاس يثقل أجفانه ، وما إن غاب القمر ، حتى كان العصفور الصغير ، قد غاب في سبات عميق .
وفزّ بعد حين ، وإذا الشمس تطل عليه بضوئها الساطع ، من فوق الأشجار ، فدمدم غاضباً : يا لبلاهتي ، لقد غلبني النوم .
وانحدر من على الغصن ، عائداً إلى العش ، وصمم بينه وبين نفسه ، أن يبقى الليلة مستيقظاً ، مهما كلفه الأمر ، حتى يرى الشمس ، وهي تشرق من وراء الأفق .

" بيضة للعصفورة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


بيضة للعصفورة
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   حامت أنثى الوقواق ، منذ شروق الشمس ، فوق الأشجار ، وحطت بين أغصان شجرة كثيفة الأوراق ، وراحت تراقب خلسة أعشاش العصافير ، في الأشجار القريبة ، فقد حان أوان وضع البيض ، ولابد لها أن تجد عدة أعشاش ، توزع فيها بيوضها ، فأنثى الوقواق ، كما هو معروف ، لا تحضن بيوضها بنفسها .
وفوجئت بالعصفورة تحط إلى جانبها ، وقد بدا عليه الحزن ، وقبل أن تنطق بكلمة ، قالت أنثى الوقواق : أعدك ، لن أقرب عشك مرة ثانية .
وفغرت فاها دهشة ، حين قالت العصفورة : بالعكس ، أريدك أن تقربيه ، كما قربته مرات .
وحدقت أنثى الوقوق فيها صامتة ، فقالت العصفورة : أنت تعرفين ، أن البومة اختطفت رفيقي ، ليتها اختطفتني معه ، إنني وحيدة الآن .
ولاذت العصفورة بالصمت ، مكفكفة دموعها ، ثم حلقت مبتعدة ، وأنثى الوقواق تتابعها بنظرها ، حتى توارت بين الأشجار .
وعند الغروب ، عادت إلى عشها ، وغمرها فرح شديد ، حين رأت بيضة تشبه بيوضها ، وسط العش .

" صديق الحياة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن


صديق الحياة
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن

   فقست بيضة العصفورة ، وخرج منها عصفور صغير ، ما إن رأى العصفورة ، حتى صاح : ماما .
وأسرعت العصفورة إليه ، وراحت تزقه فرحة ، وحين شبع ، وقف إلى جانبها ، يحدق فيما حوله .
وحضنته أمه ، وقالت : بنيّ ، إنه الربيع ، والكائنات فيه تولد وتنمو وتتجدد ، و ..
وأشار العصفور الصغير إلى غصن قريب ، وقال : ماما ، انظري .
ونظرت العصفورة إلى حيث أشار ، وإذا الأفعى تزحف نحو عشهم ، فقالت مذعورة : آه هذه عدوة الحياة ، فلننادِ صديقنا ، صديق الحياة .
وصاحت بأعلى صوتها : أيها الصديق ، انجدنا ، الأفعى تهاجمنا .
وعلى الفور ، أقبل قاتل الأفاعي ، وقتل الأفعى ، وأخذها طعاماً لصغاره .