الخميس، 31 ديسمبر 2015
الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015
«الأقدام الطائرة» للسعودي فرج الظفيري: عمق المغزى وذاكرة الراوي بقلم: د.فاطمة اللواتي
«الأقدام الطائرة» للسعودي فرج الظفيري: عمق المغزى وذاكرة الراوي
بقلم د.فاطمة اللواتي
"الأقد ام الطائرة" عنوان مثير لقصة للأطفال. فالطفل يعرف
أن الطائرة تطير والطيور تطير والكثير من الحشرات
تطير، ولكن أن تطير الأقدام فهذا يعني أن من يطير ليس
ولدا أو إنسانا و إنما أقداما. فكيف؟
"الأقدام الطائرة" عنوان مثير لقصة للأطفال. فالطفل يعرف
أن الطائرة تطير والطيور تطير والكثير من الحشرات تطير، ولكن أن تطير الأقدام فهذا
يعني أن من يطير ليس ولدا أو إنسانا و إنما أقداما. فكيف؟
حاولت (متقمصة دور طفل)
أن أفهم من عنوان القصة حكايتها.. و للحكاية أبعاد تتعلق بنفسية الطفل وسلوكياته
وتقبله للآخر! عبر هذه الحكاية، يعرض الكاتب الأستاذ فرج الظفيري قصة إنسانية.
إنها ليست قصة يحكيها طفل اليوم، بل هي قصة من الماضي: " أذكر جيدا صباح أول
يوم". طفل اليوم لديه حكايات شبيهة لكن هذه الحكاية أتـتـنـا من زمان سابق ومن
مكان آخر. بداية جميلة وموفقه تنساب عبرها تفاصيل بسيطة يحتاجها الطفل لمعرفة
القصة وتفاعلاتها: "أذكر جيدا صباح أول يوم من أيام المدرسة عندما كنا في
الصف الثالث الابتدائي...". بهذه العبارة الموجزة يقيم الكاتب علاقة مع الطفل
القارئ. علاقة فيها نوع من الخصوصية بحيث يبوح له بعضا من ذكرياته التي مازالت
في ذاكرته بشكل "جيد". لا يدع الكاتب الطفل القارئ في متاهة، بل يقدم له
بعض المعلومات المهمة وبتفصيل جميل عن البيئة التي تحيط بتلك الحادثة التي مازال الطفل
يذكرها. و بروية يزيل الستار عن بعض التفاصيل المهمة: اسم الشخص أو الطفل صاحب
الأقدام الطائرة وسكنه وطريقة مشيته وبعض تفاصيل شخصيته. هذه التفاصيل البسيطة تلقي
الضوء على أمور أساسية و مهمة يحتاجها القارئ الصغير لتتشكل علاقة تفاعلية بين
الطفل القارئ وأحداث القصة.
انطلقت القصة من ذاكرة
شخص لا يهم من يكون ومن كان إلا أنه يتوضح عبر أحداث القصة أنه كان زميلا
للطالب ذي الأقدام الطائرة . استخدام الكاتب أسلوب (وجهة نظر أول شخص The first-person point of view) - وهو من الأساليب
الأكثر حميمية في كتابة القصص وتستخدم عادة عند كتابة الشخص مذكراته-، اتاحت للكاتب
إعطاء تفاصيل حميمية وخاصة. وقد ظهر ذلك جليا حينما أسر صاحب الأقدام الطائرة إلى
الراوي سرا تقدم على إثرها ليحقق حلما كان يتمناه. الأسلوب الآخر الذي ظهر في
القصة هو أسلوب (الخلفية الدرامية Backstory) وهذا من
الأساليب التي قلما يتم استخدامها في قصص الأطفال وذلك حينما أسر الراوي أو صاحب
القصة بالسر إلى الطفل القارئ و ظهرت تلك المعلومة بشكل جانبي غير أن لتلك المعلومة دورا فاعلا في القصة. حبكت القصة من
الناحية الفنية بطريقة جميلة بعيدا عن التكلف وتصاعدت وتيرة أحداثها عبر منعطفين
اثنين أكسبا الحبكة القصصية قوة و وضوحا قبل أن تبدأ أحداث القصة في أخذ مسارها
لحلحة المشكلة!
لاتخلو ورقة ناقد من الإشارة الى بعض المواقع التي ظهرت
كبيرة تحت المجهر لتكون واضحة للعيان و تتلخص في ثلاث نقاط، وهي:
النقطة الأولى: أشار الكاتب في قصته التي انطلقت من
ذاكرة الراوي أو صاحب القصة إلى سكن الطفل ذي الأقدام الطائرة، قائلا: "يسكن في (العشيش) على أطراف بلدة (حفر
الباطن)". فحيث أن هذه المنطقة ليست من نسج خيال الكاتب فمن الجميل أن يضع
اسم البلد أو خارطة صغيرة تشير الى موقعها الجغرافي، حتى يسهل على القارئ من
البلدان الأخرى معرفتها.
النقطة الثانية: قال الراوي :"ياااه.. كم كنت
أتمنى أن أُسجل هدفا". هذه الأمنية للراوي ظهرت بشكل مفاجئ من غير مقدمات
تشير إليها. رغم إدراكي بأن أي لاعب يتمنى أن يسجل هدفا، لكن كان من الجميل الإشارة
إلى تلك النقطة في بداية القصة بأسلوب ما.
النقطة الثالثة: كما هو الحال مع قصص الكبار فهناك
في قصص الأطفال بطل للقصة أو للرواية. بطل القصة هو أول شخص يطل على الطفل و يوثق
علاقته به، فمن هو بطل "الأقدام الطائرة"؟ قد يكون البطل هو صاحب القصة
أي راويها والذي هو زميل لصاحب الأقدام الطائرة. إلا أننا – في هذه الحالة -لا نرى
أي دور أساسي لبطل القصة، فدوره لا يتعدى أكثر من إبداء "مشاعر حزن و
ألم" فهو لم يقم بأي دور فاعل في إسعاد الطفل "ذي الأقدام
الطائرة"! هذا الموقف رغم أنه مبرر في عالم الطفولة إلا أنه ليس الدرس الذي
نحاول تعليمه أو الرسالة التي نود ايصالها للطفل!
قصة "الأقدام
الطائرة" قصة تحمل عمقا و وضوحا. فجمالية القصة تنبع من عمق مغازيها و وضوح
أهدافها عبر إيصال قيم أخلاقية وجمالية للأطفال.
طرحت أحداث القصة بانسيابية و وضوح ولغة سهلة وجميلة. كانت القصة واضحة في
خط سيرها ولم تربكها أية أحداث جانبية من أن تجيب على سؤال القصة بوضوح و روية...
فأرجو لكم و لأطفالكم قراءة ممتعة!
الأحد، 27 ديسمبر 2015
"الحدأة البيضاء " قصة للأطفال بقلم: أحمد عبد الحكم أبو الحسن
الحدأة البيضاء
أحمد عبد الحكم أبو الحسن
نظرت الحدأة الأم إلى صغيرتها نظرة ذات معنى وقالت :
لقد كبرت يا
صغيرتى لذا يجب عليك الإعتماد على نفسك ، والبحث عن طعامك بصيد الأفراخ والفئران
قالت الحدأة الصغيرة ولكنك يا أمى تعلمين أن قلبى لا يحتمل نظرات العطف وصرخات الاستغاثة
قالت الأم فى نفسها المصيبة أن هذا صحيح فهذه الصغيرة
منذ أن خرجت من البيضة إلى الحياة وهى تختلف عن كل الحدآت فقد كانت تتألم والفئران
والأفراخ بين مخالبى يستغيثون ويطلبون
النجاة وكانت ترفض كثير من الطعام الذى
أقدمه لها
قالت الأم بغضب
- ولكنك بهذه
الطريقة ستموتين من الجوع . هذا طعامنا الوحيد وقد خلقنا ربنا هكذا وكل ميسر لما خلق له
نظرت الحدأة الصغيرة إلى الفضاء الواسع وتركت أمها
حزينة على حالها
&&&
نظرت الحدأة الصغيرة نظرة حادة ببصرها المعروف بقوته
ورأت عصفوراً يبحث عن طعام فى الأرض وبسرعة شديدة كان العصفور بين مخالبها يصرخ
مستعطفاً
-
إن لى صغاراً أبحث لهم عن طعام وهم بدونى سيموتون من الجوع
دمعت عينى الحدأة الصغيرة وقالت للعصفور
- سأتركك من
أجل صغارك ولكن المرة القادمة لن أرحمك
لم يصدق العصفور نفسه وهو يطير بعيداً عن الحدأة
&&&
جاء المساء والحدأة تتلوى من الجوع وكلما نالت من عصفور
أو فأر أشفقت عليه وتركته غير مصدق
للنجاة ،
ونظرت الحداة فرأت فأراً يأخذ بين أسنانه عصفوراً صغيرا غير
مبال بصراخه وتوسلاته وأخذ يأكله بنهم شديد وقالت الحدأة لنفسها
- لم يتحرك قلبه للحظة واحدة أمام هذا العصفور المسكين
ولم يرحمه فكيف أرحم مثله وأنا سأموت من الجوع ،
وفى لحظة كان الفأر بن مخالب الحدأة يصرخ متوسلاً ولم يرحمه صراخه من أن يكون طعام اليوم الأول
للحدأة الصغيرة ذات القلب الطيب .!!
السبت، 26 ديسمبر 2015
الجمعة، 25 ديسمبر 2015
الخميس، 24 ديسمبر 2015
الأربعاء، 23 ديسمبر 2015
الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015
الاثنين، 21 ديسمبر 2015
"أسماك الزينة" قصة للأطفال بقلم: أحمد عبد الحكم أبو الحسن
أسماك الزينة
أحمد عبد الحكم أبو الحسن
(1)
كانت
سمكة جميلة ألوانها
رائعة ، تعيش فى سلام فى قاع البحر الواسع ذو اللون الأزرق تتأمل جمالها الخلاب الذى وهبه الخالق لها
بإعجاب شديد ..... تقفز ضاحكة وهى تحدث رفيقتها
-
لم يخلق هذا الجمال إلا ليمتع الأبصار ويحقق السعادة
-
كيف
-
خلقنا لنستعرض بجمالنا أمام البشر ونسعدهم ونريح أبصارهم
-
كونى عاقلة لا يوجد أجمل ولا أوسع من بيتنا البحر الدافىء الجميل
وتمضى غير مهتمة تنتظر بشوق لحظة
تنتقل فيها إلى عالم البشر الرائع هى سمعت أن هناك أسماكاً ألقى بها فى النهر ثانية بعد أن عاشوا بينهم أعواماً وأنهم يصنعون بحاراً يسمونها " حوض أسماك
الزينة " يضعون فيها الجميلات مثلها يهتمون بهم
ويطعمونهم وينظفون أماكنهم وليس عليها من عمل غير أن تقفز أمامهم أو تتحرك
برفق لتمتعهم ..
(2)
ها هم
يلقون شباكهم يبحثون عن الأسماك
الملونة .. سألقى نفسى أمامهم .. بالتأكيد سيأخذوننى إلى هناك ... أريد حياة
مثل هذه ليس فيها تعب ... أنا الأن فى
شبكة صيد أحدهم أرقب السعادة على وجهه وهو يتأمل جمالى ويضعنى برفق فى مكان صغير مظلم .. ليس مهماً لحظات وسأكون فى حوض السمك الذى
سمعت عنه .. أعيش لحظات رائعة ...
(3)
أخيراً تحقق حلمى وأنا بالفعل فى حوض سمك داخل منزل كبير يبدو أنه لرجل مهم
.. هو لا يعبئ بى كثيراً ولكن أصدقاءه يتفرجون على .. أشعر بالسعادة وأنا أرى
نظرات إعجابهم بقشورى الملونة الزاهية .. ولكن الحوض ضيق جداً أهدىء من ايقاع خطواتى كلما هممت بالمشى السريع
حتى لا أصطدم بزجاجه القاسى
(4)
السيدة التى
تعتنى بى تلقى طعاماً مراً لولا الجوع ما
التقمته هى تظننى سعيدة بطعامها فتلقى
بالمزيد الذى يغير من رائحة المكان ...
(5)
حان وقت تنظيف المكان السيدة تخرجنى من الحوض أحاول أن اتملص من يديها
ولكنها تضغط على أستسلم وتتركنى فى مكان
آخر بارد ومظلم وهواءه غير نقى .. وعندما تعيدنى ثانية تلقى بى بقسوة فى الحوض ...
(6)
ما الذى حدث .. لم يعد أحد يتأملنى
إعتاد الجميع على وجودى فى الحوض
وشعروا بالملل .. لم يعد يرقبنى
غير ولدهم الصغير الشقى هو يضع يده فى
الماء ويضربنى بأصبعه أحاول الفرار وأصطدم بالزجاج القاسى .. يمل هو أيضاً
ويتركنى وأنا لا أقوى على الحركة
(7)
ماذا فعلت بنفسى .. ليتنى سمعت كلام صديقتى .. كيف أترك البحر الرائق
الجميل وأجىء برغبتى إلى هذه المياه الملوثة
.. كيف أترك ضفاف البحر الواسع إلى ضفتين
من الزجاج ...
(8)
الآن هم سيتخلصون منى بالتأكيد أرى
ذلك فى عيونهم التى ما عادت تنظر إلى .. ليس مهماً سيلقوننى فى البحر ثانية .. سأعود إلى أصدقائى وأنصحهم ألا يفكروا فى ترك بحرهم الجميل إلى
عالم البشر المؤلم .. وقبل أن يحاولوا
إمساكى ألقيت بنفسى فى أيديهم رغبة فى العودة إلى البحر ...
(9)
يا إلهى هم يتوجهون بى إلى مكان آخر رائحته كريهه ومزعجة .. ماء عفن ... ملىء بالضفادع ... لا
ليس هنا .. ليس هنا أحاول التملص والهروب ولكن بلا جدوى ...