الاثنين، 30 أبريل 2012

الجدي والجرو قصة للأطفال بقلم روضة السالمي (1)


الجدي والجرو
 روضة السالمي
-         أوه يا أمي، لقد سئمت هذه النصائح... كلّ صباح تعيدين على مسمعي هذه القائمة الطويلة من "يجب عليك - و ينبغي - وإياك أن"... ألا تعرفين أنني كبرت، وأصبحت أستطيع الاعتماد على نفسي..
هكذا حدّث الجدي الصغير نفسه، وقرّر أن يخبر أمّه العنزة حالما تبدأ في بسط قائمة تحذيراتها اليومية. غير أنّ أمّه اليوم لم تبدأ حديثها بسيل نصائحها المعتادة، وإنما قالت لجديها وهي تقبّله، وكأنها كانت تقرأ أفكاره:
-         عزيزي جديون، أعرف أنك كبرت، وأصبح لثغائك صدى يمكن أن يسمعه الراعي من بعيد... لذلك يمكنك أن تذهب مع رفاقك من الجديان للعب، وسأذهب أنا لأجزّ صوفي... وسنلتقي في المساء
-         أجل يا أمي الحبيبة سنلتقي في المساء، هذا وعد..
أجابها الجدي غير مصدّق أذنيه.. وأخيرا اقتنعت أمّه المعزاة بأنه أصبح كبيرا كفاية ويمكنه الاعتماد على نفسه... بل يمكنه اللعب طيلة النهار مع رفاقه من الجديان بعيدا عن أعين الأمهات الخائفات... ياه.. ما أجمل مذاق الحرية...
وفي نفس الوقت تقريبا، كان الجرو يخبر أمّه الذئبة بأنه أصبح يمكنه الاعتماد على نفسه لصيد فرائسه، وبأنه أقوى من كلّ أقرانه، فأجابته أمّه:
-         أجل يا حبيبي وقرّة عيني، لقد تأكدت الآن - وبعد أن شاهدت عراكك مع أقرانك الجراء - بأنّك الأقوى بينهم.. يمكنك اليوم أن تخرج للصيد، وأرجو لك حظا موفّقا.
لم يصدّق الجرو بأن أمّه اقتنعت بهذه السهولة، وهو الذي قضى الأشهر الثمانية الأولى من حياته ينتظر هذه اللحظة، لحظة الانعتاق واثبات الذات.
وهكذا خرج الجدي والجرو للمرّة الأولى ليختبروا الحياة، ويتنفسا بحرية من دون عين تراقبهم أنى تحرّكوا وصوت ينهاهم عن الابتعاد خطوة عن القطيع...
يا لها من سعادة أن أسير مع القطيع من دون أن ألتصق في أمي - حدّث الجدي نفسه - شكرا لك يا أمي... منذ اليوم لم أعد في حاجة إلى رعايتك...
يا لها من سعادة أن أقرّر متى أنقضّ على فريستي، من دون أن يكون هنالك من يقرّر نيابة عني – حدّث الجرو نفسه - شكرا لك يا أمي... منذ اليوم لم أعد في حاجة إلى نصائحك...
كان اليوم جميلا مشرقا، تتخلّله نسائم الربيع البديعة. وتنشر أكمام الزهور المتفتّحة - حديثا - في الجوّ شذا وعبقا زكيا. وتنسج زقزقة العصافير الصغيرة من ألحانها بساطا سحريا يغلّف الغابة بموسيقى تشترك في تأليفها خفقات أجنحة الفراشات الملوّنة، وطنين النحلات وهن يجمعن الرحيق.
انضم الجدي وأصحابه إلى القطيع متّبعا خطوات الراعي وهو يقودهم إلى المرعى. وانطلق الجرو في الغابة وحيدا تاركا إلى حدسه الغضّ مهمّة إيصاله إلى الفريسة. 

ما الذي سيحدث يا ترى؟ كيف سيقضي  جدينا وجرونا وقتهما؟ هل سيعودان إلى البيت في آخر النهار؟ هل سيستمتعان بمذاق الحرّية؟ كلّ هذه التفاصيل سنتعرّف عليها في الجزء الثاني من "الجدي والجرو".

الأحد، 29 أبريل 2012

"سعيد الحظ و سيء الحظ " قصة للأطفال بقلم: منيرة بوكحيل

سعيد الحظ و سيء الحظ
منيرة بوكحيل/ فرنسا 
سعيد طفل في العاشرة من العمر , و فعلا هو إسم على مسمى إذ كان له نصيب من إسمه , و كان له حظ وافر من السعادة و الحظ
إذ كان ينعم بالدلال من كل أفراد عائلته و حتى الجيران و الأصدقاء و كل من يراه , و ليس هذا و فقط بل كان له حظ وافر من الذكاء و الفطنة و التفوق الدراسي
على عكس رضوان ذلك الطفل المسكين هو من عمره كذلك و لكن للأسف فهو تعيس الحظ , لأنه منذ ولادته لم يرى نور والدته لأنها توفيت أثناء ولادته , كبر التعيس المسكين في حضن بؤس و شقاء زوجة أبيه ممزوج مع الفقر و الحرمان , حتى أنه كان يتوسل العطف و الحنان من كل الناس لكن للأسف لا يحصل على ما يشبع طفل صغير تائه هي زمن قاسي لا يرحم , و بالرغم من كل هذا كان يتسلح بالصبر و الصلاة و الدعاء و الإستغفار و هذا ما تعلمه مع أمه التي لم تلده في مدرسته مع بقية زملائه
الليلة ليلة مميزة , لأنها ليلة رأس السنة الميلادية و العالم كله يحتفل بها مودعا عاما بكل ما يحمل من أفراح أو أحزان , متفائلا بالأماني السعيدة و الأحلام الجميلة مع إنتظار الهدايا من الأحباب و الأصدقاء
سعيد رغم أنه سعيد الحظ فالليلة هو يحتفل بقدوم العام الجديد , في دفىء العائلة و حنانها و محبة الأصدقاء و الأحباب , و بعد تناول العشاء الفاخر و اللذيذ و الحلوى الشهية حان وقت فتح الهدايا فخاطبه والده قائلا : حبيبي سعيد افتح هديتك
بدون تردد و دون انتظار انطلق سعيد كالسهم صوبها و كم كانت كبيرة , و بلهفة الأطفال ممزوجة بالفرحة فتحها , و الجميع كان ينظر و ينتظر ما هي هدية أب فاحش الثراء لإبنه المدلل
و لكن للأسف طارت فرحة سعيد في السماء حين اكتشف أن هديته ما هي إلا علبة كبيرة مملوءة برسائل بريدية مغلقة و لا شيىء مكتوب عليها يفسر غرابة هذه الهدية لم يفهم و لم يرد أن يفهم , و لم يسأل لأن دلاله المفرط أنساه أن يحترم أباه في ساعة الغضب
خرج إلى الشارع مسرعا في ساعة مأخرة جدا من الليل , أسرعت الأم محاولة اللحاق به لكن الأب أمسك بيدها ليمنعها من الخروج وراءه فردت منزعجة بصوت يخنقه الخوف و القلق معا : هو صغير جدا و غاضب البرد قارص و الظلام , ااااااااااااااااااااااااااه إنه يخاف من الظلام , البرد, إنه لم يأخذ المعطف أخاف أن يمرض حبيبي الغالي
رد الأب غاضبا : لا تقلقي سوف يعود لأنه تعود على الرفاهية و العيش الكريم و الحنان و الشارع الذي لجأ إليه لا يملك كل هذا , بل يملك ما لا يتوقعه
سعيد الآن يركض في الشارع غاضبا , سلك طريقا مؤلوفا و لاكن لا يدري إلى أين يذهب و لا يريد أن يعرف مكانه أحد و هكذا ظن سعيد أنه عاقب والده لأنه لم يشتري له هدية ثمينة و جميلة كالعادة
هو الآن في آخر الشارع الذي سلكه , كم هو فعلا سعيد الحظ لقد وجد مأوى بجانب مخبزة و هذا المأوى بالتحديد سوف يكون دافئا رغم البرد الشديد , كما لحسن حظه وجد رفيقا ينام إلى جانبه لانه يخاف أن ينام في الظلام , و لم يتعود النوم لوحده طوال حياته لأنها المرة الأولى التي يفارق أهله فيها
و هل تعلمون من هذا الرفيق الذي وجده سعيد؟
نعم هو بالذات
للأسف هو رضوان تعيس الحظ , لأن زوجة أبيه رمت به إلى الشارع دون رحمة أو شفقة للأن والده فارق الحياة اليوم يا لها من هدية مؤلمة جدا , ليلة رأس السنة
كم كان سعيد سعيد الحظ حين إلتقى رضوان تعيس الحظ و عرف مأساته , و تلقن درسا دسما و عرف ما معنى قيمة العائلة و عرف أن هناك أشخاص لا يجدون خبزا يسد جوعهم و هو يبحث عن أغلى هدية و عرف أنه هناك من لا مأوى له في هذا البرد القاتل , و أدرك أنه كان يعيش في عالم آخر عزله عن معرفة الحقيقة التي يعيشها غيره من الاطفال و ما أكثرهم في هذا الزمان
أمسك سعيد بيد رضوان و خاطبه قائلا
منذ اليوم لست وحيدا , و منذ اليوم لست تعيس الحظ و إذا زوجة أبيك طردتك من رحمتها فرحمة الله واسعة , فبيتي هو بيتك و أهلي هم أهلك اللذين فقدتهم و الآن هيا بنا إلى منزلنا فأهلنا بإنتظارنا
عاد سعيد إلى منزله رفقة أخيه رضوان حيث وجد والديه لا يزالان مستيقظين في إنتاظاره على أحر من الجمر , و دون مقدمات إعتذر سعيد من والديه للقلق الذي سببه لهما ثم شرح لهما قصة رضوان , و كم كانت فرحة والد سعيد كبيرة بسماع ما قاله ابنه المدلل و قال له : اسمع يا بني هذا هو الدرس الذي قررت أن أعطيك إياه الليلة و لكنك لم تمنحني الفرصة , فغضبك أفسد كل شيء , حبيبي تلك الهدية و هي عبارة عن رسائل بريدية مغلقة ما هي إلا صدقات مالية كنت أقدمها في الخفاء لأمثال أخيك رضوان ممن هم بحاجة لها , حبيبي هناك من لم يجد قطعة خبز أما بالك بأشياء أخرى أنت تتمتع بها لأن الله منحك اياها و غيرك حرمه إياها و هذه مشيئة الله لا يعلمها إلا هو سبحانه و تعالى , و لكن كم انا سعيد لأنك تعلمت الدرس وحدك و طبقته بدليل أنك احضرت رضوان أخوك للعيش معنا و هذا يجبرني على مسامحتك رغم أنني قررت معاقبتك و بقرارك منح أخيك رضوان العيش في النعمة التى تنعم بها فإنك  بهذا تطبق كلام الله المنزل في الآية 92 من سورة آل عمران و هي

{
لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) آل عمران92 )و معناها يا حبيبي الصغير , لن تدركوا الجنة حتى تتصدقوا مما تحبون , و أي شيء تتصدقوا به مهما كان قليلا أو كثيرا فإن الله به عليم , و سيجازي كل منفق بحسب عمله , ثم خاطب رضوان بكل لطف و حنان : منذ اليوم هذا بيتك و هذا اخوك و انا والدك و تلك المرأة الطيبة الحنونة أمك , و أنت أيضا منذ الساعة سوف تساعد أخوك سعيد في توزيع الصدقات , لم يصدق ما سمعه رضوان التعيس و في هذه اللحظة بالذات لأول مرة يبكي من الفرحة لا من الألم و الحسرة , لم يجد العبارات الكافية لشكر عائلته الجديدة و التي بدورها رفضت أي شكر , لأن هذا واجب كل مسلم و مسلمة
و منذ اليوم أصبح تعيس الحظ على غير العادة فهو سعيد الحظ , و كان كل يوم يدعوا الله أن كل طفل تعيس حظ يجد أخ رائع مثل أخوه سعيد , قولوا يا صغار آآآآآآآآمين
ليعم الحب والخير و السلام في كل مكان

"ليلى الخضراء " قصة للأطفال بقلم: نادر أبو تامر


ليلى الخضراء
نادر أبو تامر
في القصر الكبير
يعيش الأمير
في المملكة يفعل ما يريد
وعند الأمير وزير شرير
وكانت تعيش في احد البلدان
بنت صغيرة
تحلم أن تصير أميرة
تحب الطبيعة الغناء
ينادونها ليلى الخضراء

الوزير الشرير أقنع الأمير بأن يقطع الأشجار...
ويجفف البحار
لكن ليلى الخضراء
أتت وقالت للعمال :
لا تقطعوا الأشجار
لأنها تعطينا الثمار
فغضب الوزير الشرير وأخبر الأمير...

مرّت ليلى من الحرش في أحد الأيام
فرحة تتأمل الحدائق
والزنابق
فرأت رجلا يشعل النار
قرب الأشجار
كان هذا هو الوزير الشرير
قالت له:
 لماذا تحرق الطبيعة
والمناظر البديعة؟
عندما تشعل النار قد تؤذي النبات
وتضر بالصغار
وتزعل الكبار...
ألا تعرف أن الدخان
يضر بالإنسان.
يلوث الهواء
ويفسد الفضاء...
غضب الوزير الشرير وأخبر الأمير...

وفي مرة أخرى كان الوزير الشرير يرمي النفايات في الماء...
قالت له ليلى: مصادر الماء من السماء...
وهي غالية علينا...
غضب الوزير الشرير وأخبر الأمير...

النباتات والطبيعة كانت تسمع ليلى وتضحك لها.
وقررت أن تهديها أحلى فستان
من الورد والريحان
وهكذا صارت ليلى تلبس الفستان الأخضر.

وفي يوم من الأيام خرج الأمير
وصار في المملكة يسير
ومعه الوزير الشرير
وفجأة شاهدا ليلى تطعم الطيور
وتسقي الزهور

الأمير سأل ليلى: لماذا تتدخلين بما يفعله الوزير؟
ألا تعرفين أنه يعمل بأمر الأمير؟

أجابت: أنا لا أتدخل بالوزير الشرير.
لأنه يخرب الجبال.
ويتلف التلال.
ويفسد الجمال.
ويلوث البحار.
ويقطع الأشجار.
الطبيعة ليست للوزير.
ولا للأمير.
الطبيعة خلقها الله لكل الناس.

إجابة ليلى أعجبت الأمير.
وعرف أنها تريد
أن تفيد
كلّ الناس...

فطرد الوزير الشرير من القصر.
وبدلا منه صارت ليلى الصغيرة
هي الوزيرة

وعندما صارت كبيرة...
طلب الأمير منها الزواج.
قالت له : أوافق على الزواج منك أيها الأمير
لكن، عندي شرط صغير
وما هو شرطك؟ سألها الأمير.
أن البس الفستان الذي أهدتني إياه الطبيعة.
وفي العرس لبست ليلى الفستان الأخضر.

السبت، 28 أبريل 2012

"النسر الذي ظنّ أنه دجاجة" قصة مترجمة للأطفال بقلم: فرنسيس ك. خوشو


النسر الذي ظنّ أنه دجاجة

فرنسيس ك. خوشو 
الترجمة من الأنكليزية : حنا شمعون
يُحكى انه في قرية منكَيشي الواقعة في بلاد النهرين كان هناك مُزارع يعيش مع زوجته. في الذكرى الثانية لزواجهما انجبا طفلاً أسمياه نيسان لأن الطفل ولد في اليوم الأول من شهر نيسان الذي يصادف رأس السنة البابلية الآشورية. في كل عام حين مجيء هذا اليوم يحتفل الكلدان- الآشوريون لقدوم العام الجديد ويبدأ احتفالهم في الحادي والعشرين من شهر آذار وحتى الأول من شهر نيسان. الأحتفال يرمز الى قدوم الربيع وتجديد الطبيعة لذاتها. هذا التجديد يشمل الحيوانات ، الطيور الأشجار، الأزهار وبشكل خاص الأنسان الذي هو أسماهم في المصير.
ومع نمو بدنه، ابتدأ نيسان يساعد والده في شؤون البيت والزراعة. وفي أحد ايام الربيع حين كان شهر نيسان يقترب من نهايته سمح والد الفتى نيسان ان يمتطي ابنه ظهر بغلة العائلة ليصاحبه حيث هو سفح جبل القرية لجمع الحطب وقطع الأشجار المتيبسة ، من اجل استعمالها لأغراض التدفئة والطبخ.
الهواء كان مفعماً بالنسيم العليل لفصل الربيع . واشجار الفاكهة المحيطة بالقرية كانت قد أطلقت تواً البراعم بألوانها الزاهية منها البيضاء ومنها الوردية، ويشعر المارون بقرب تلك الأشجار بعبق رائحة براعمها العطرة. عِبر الطريق نحو الجبل عَبر نيسان فوق عدد من السواقي لينابيع منكيشي المتدفقة من باطن الأرض وهي تجري كالسلسبيل المتموج فوق الأحجار الملساء او الأغصان التي سقطت في الشتاء الفائت وجمعتها الريح في المجرى لتعترض برقة انسياب الماء الصافي كالزلال. العصافير بأنواعها كانت تُسمع زقزقها في تلك الصبيحة في حين كانت مُنشغلة في بناء أعشاشها او في تفقيس البيض في تلك الأعشاش المبنية بمهارة فائقة. ضفادع الشجر الصغيرة الخضراء كان يسمع نقيقها الصاخب والنحل النشيط كان يطنطن في كل مكان. وفي الطرف الآخر من الوادي غمر الأنشراح وجه فتى وهو يستمع الى دقات ألاجراس المعلقة في رقاب نعجاته وهي تقضم الشجيرات الطرية. من ضمن ألأزهار الوفيرة في مروج منكَيشي، فترة الربيع، هي: الورود البرية ، القزحيات، شقائق النعمان، الخطميات، الصفير، آذان الدب، الخشخاش، النرجس، البنفسج، السحليات، الخزاميات، عشب الحوذان، حشائش الحجل وزنابق النمر التي هي تبهر الانظار وتنبعث منها على بعد رائحة زكية وعطرة . في الحقيقة، الطبيعة في ربيع منكَيشي مزينة بألوان جميلة تجعل مروجها تبدو مزدانة بألوان مختلفة من الورود الممتدة لمسافات طويلة، كأنها قوس قزح وقد سقطت على الأرض.
وخلال مساعدة نيسان لأبيه في جمع الحطب وتقطيع الأشجار اليابسة قرب سفح الجبل وقعت عيناه على عش كبير. تسلق الفتى نيسان الصخور الوعرة الى حيث هو العش واذا به عش نسر تبلغ سعته ستة أقدام وارتفاعه حوالي اربعة اقدام وقد بنيّ على صخرة كلسية ارتفاعها مائة وخمسين قدماً . هيكل العش كان مؤلفاً من أغصان غليظة واخرى نحيفة وثالثة انحف وقد غُزلت جميعها بأبداع لا مثيل له. وفي داخل العش فرشت حشائش ملونة ناعمة تنمو أصلاً على شكل باقات بين شقوق الصخور. في داخل العش رأى نيسان بيضة ناصعة البياض مرقطة باللون البُنّي وزنها حوالي اربعة اوقيات ونصف.
أخذ نيسان البيضة وجاء بها الى البيت .أعطاها الى امه طالباً منها ان تضعها مع بقية البيض المؤشر بمسحة من محلول الفحم المركز. وكانت الدجاجة البيضاء قد أظهرت علامات الحماوة وكانت قد عُزلت عن بقية الدجاج في قنٍ مؤقت لتحتظن البيض المؤشر بالفحم، لحين اطلاق فراخها.
الدجاجة الحاضنة احتظنت جميع البيض بما في ذلك بيضة النسر التي جلبها نيسان. وكانت الدجاجة لا تبارح قنها الا لبضع دقائق من أجل رشفات الماء من الزقاق المجاور والتقاط بعض الطعم من هنا وهناك. ظلت الدجاجة البيضاء تحتظن بيضها لمدة اربعة اسابيع . وفي بداية شهر حزيران، والربيع ما زالت أثاره في الهواء و ريف منكَيشي يحتفظ ببعض الأخضرار، صَدّع اول كتكوت قشرة البيضة ومن ثم كسرها وخرج منها واذا به ” نُسَير” ابيض كثيف الشعر. عملية تفقيس البيض هي حقاً عملية شاقة بالنسبة الى الدجاجة الحاضنة حيث تَنشر، مُجبَرة، جناحيها بقدر المستطاع لتحضن كل البيض ويلاحظ راسها متدلياً من عنقها كأن الضجر قد نال منها بسبب طول فترة الأحتضان.
النسر الصغير استمر في النمو مع بقية الفراخ وهي تسرح مع الأم في جولاتها اليومية نحو مزبلة القرية حيث الطعام الوافر، وكان مع البقية يلتقط ما يعثر عليه من حبوب أو طعام زائد من الذي كان يلقيه الأهالي في المزبلة. وكان ” النُسير” تراه أحياناً في صراع مع اخوته من اجل التقاط دودة صغيرة حملها حظها العاثر نحو مسيرة هذه المجموعة الباحثة الى لقمة العيشى، وكان ” النسير” في مثل ذلك الصراع هو الفائز بالغنيمة وكانت بقية الفراخ تقترب منه لتشاركه في غنيمته.
مرت الأيام ونما النُسير مختلفاً عن بقية أفراخ الدجاج . عينان عسليتان ، مخالب حادة ، رأس وذيل يلمعان، ريش بنيّ أسود ومنقار معكوف ليس له شبيه في بقية الطيور. بعد عدة شهور والنُسير لازال يرافق بقية الفراخ متعوداً على حياة القرية وغير منتبه الى القابلية الخاصة التي وهبته اياها الطبيعة.
في احدى ظهريات فصل الصيف حيث بريق الشمس يلمع عالياً فوق أجواء منكَيشي ودرجة الحراة قد بلغت اوجها مما يجعل كل حيّ كسول في حركته، كان نيسان مستلقياً على ظهره على حشيش المرج تحت شجرة البلوط الكبيرة وعيناه تحدقان في السماء الصافية ،الا من بضعة غيوم متناثرة كالقطن المندوف. حجب نيسان بعض من بصره بواسطة قبعته االتي جدلها من عود الحشائش البرية وبدأ كانه يستمع الى هدوء السكينة من حوله. كان السكون من حوله صامتاً لدرجة انه كان يتميز فيها تضارب اوراق شجر البلوط الوارفة بظلها على جسده المستلقى على الأرض. الصرصار والجراد البري كل منهما يطنطن بأجنحته كانهما يضربان اوتار العود بوتيره واحدة. والنحل تُسمع حركته كأنه يتعثر في طيرانه في مطبات الهواءالساخن. بين الحين والآخر كان نيسان يرفع قبعته ليشاهد النُسَيروهو يلقط من حوله الحُبيبات المتناثرة هنا وهناك وربما بعض الحشرات او الدود الأرضي الذي أصبح العوبة لضربات منقاره. في قيظ ذلك النهار اللاسع بحرارته ، غلب النعاس على الحيوية المتبقية في جسد نيسان اليافع ، كأن صمت الصيف الهادي قد ملأ سمعه وفكره، وأستسلم لنوم عميق تحت شجرة البلوط و طيف اوراقها تتراقص بهدوء على قامته النحيلة.
حقيقة الأمر ان الفضاء من حول نيسان لم يكن صامتاً بالتمام، فهناك كان نسر كبير يحوم بهيبة وقد امتدت قوة جناحيه بسعة ستة أقدام. ريشه مصقول كأنه درع لمّاع يعكس بريق الشمس الساطعة، منقاره الرصاصي الضارب الى الزرقة يوحي بالعنفوان، مخالب أرجله حادة وصقيلة. وكان أحياناً ،حين يقبل على تغيير وجهته، يرفرف جناحيه الضخمين في سكون الهواء. ظِلُ جناحيه زحفتا على الأرض وفوق مجموعة الفراخ التي كانت تقتات طعامها اليومي. فجأة سمع نيسان ، وهو في نومه العميق، صخب هرولة وطقطة أجنحة من اتجاه مجموعة الفراخ التي كانت قبل قليل تجاهد لنيل الحُبيبات من بين جنبات الحشيش. نهض فجأءة ليعرف سبب الأضطراب الحاصل بالقرب منه. لمح بصره النسر الضخم وهو يحاول الأنقضاض على المجموعة وقد أعد كماشة مخالبه القوية المعكوفة ليلتقط احدى الفراخ. فزعت الفراخ واضطربت من هذا المهاجم المفزع وهرولت تطلب الأمان تحت شجرة التوت القريبة. وفي نفس الوقت صرخ نيسان لاشعورياً بأعلى صوته وفتح ذراعيه لتخويف هذا المشاكس ، مما جعل النسر الضخم يرتد ويُحلق بعيداً في الفضاء الشاهق.
هناك تحت شجرة التوت تجمعت الأفراخ حول الأم ، مرتعدة من الخوف وهي بأنتظار ماذا ستقوله أمهم عن هذا الطير المُبهم. النُسير الذي كان ظمن الفراخ المرتعبة سأل الدجاجة الأم : من كان هذا الطير الأسود والأبيض ، الذي كان يحوم بجناحين سعتهما ستة أقدام وحلق فوقنا؟ الدجاجة الأم أجابت قائلة: ذلك الطائر هو النسر، سيد الفضاء وهو من سلالة الصيادين القدماء، ولا أحد منا يستطع ان يطير مثله.
ذات مساء ، جلس نيسان اسفل درج البيت وهو يشاهد امه تطعم الفراخ ولاحظ ان النُسير يهوى الحياة اليومية مع بقية فراخ الدجاج والذهاب في آخرالنهار الى محل اقامته في القنّ. تأمل نيسان في الحظ التعيس للنُسير فرأى فيه نسراً انتهى به الأمر ليصبح دجاجة، خُلق ليكون سيداً للطيور وانتهى به الأمر ليكون هكذا وضيعاً. خُلق ليحلق في الفضاء ولكن انتهى به الأمر يتسعك في مزبلة القرية، حيث تلقى النفايات. ان صدفة فقس هذا النُسير مع مجموعة من الكتاكيت جعلته ينسى ان النسور خُلقت لتحلق في الفضاء، لا ان تتسعك على كومة النفايات مع فِراخ ضعيفة. ولكن المصيبة الكبرى لهذا النُسير هي انه مقتنع بما انتهى به الأمر ولم يحاول جاهداً ليحرر ذاته ويعود الى حيث يليق به كسيد الصيادين، في الفضاء الشاهق.
في الصباح التالي، امسك نيسان بالنسر الصغير ورماه في الهواء ، مرة تلو المرة محاولاً تعويده على الطيران لكن النُسير كان دوماً يفضل ان يبقى مع بقية الفراخ ويتنقل على رجليه، الأنفلات من الأرض كان أمراً صعباً عليه. لكن نيسان أصرّ مرة بعد أخرى على تمرين النُسير على الأقلاع. “سوف يكون اكثر سعادة في الطيران” قالها والد نيسان وهو يخاطب نيسان. اجاب نيسان بعنفوان: ” انه لكذلك ” ثم كان، ان نيسان وأبيه ذهبا الى سفح الجبل لجمع الحطب وقطع الأشجار اليابسة، وجلبا معهما النسر الصغير الى تلك الصخرة التي وجدا عليها عش النسر. ” أظن ان جرف الصخر سوف يسهل الأمر في الطيران ” قالها والد نيسان. فأجاب نيسان: نعم يا ابي النتوء البارز لهذه الصخرة المنحدرة سوف يساعد هذا النسر الصغير على الأقلاع.
النسور التي كانت تحوم قريباً أسرعت لنجدة النسر اليافع الذي شدّ عضلات رجليه المغطاة بالبريش ليقوم بقفزة نحو الأعلى. مرتين حاول ذلك –بالنقيض ماكان يفعله حين كان مع فراخ الدجاج—في نشر جناحيه كي يحصل على قبضة على الهواء، ورفرف لأول مرة جناحيه محاولاً الطيران بعنفوان. وفي الختام ومن خلال تموج بدنه في الهواء ارتفع نحو الأعالي وصار جسماً حياً محمولاً في الهواء. جناحيه ظلّا يرفرفان بأنتظام، تنبه النسر اليافع لدعوة بقية النسور وهو يتبعها حتى أدرك انه في رحلة الى واقعهُ الأصلي. أطلق النسر الجديد صرخة فرح اِذ أحس بتيار الهواء يرفع به نحو العُلى وشعر بنشوة نسيم الهواء الذي كان يلامس جناحيه، حقاً بدأ يستلذ نشوة السعادة وهي تسري في بدنه. لقد أدرك انه ليس بحاجة الى امّهُ، الدجاجة. لقد بدأ لأول مرة يشعر انه لأجل البقاء صارت اواصره مع الدجاجة الأم تخف شيئاً فشيئا.
من على الصخرة كان نيسان وأبيه يشاهدان ما يجري. وفيما نيسان يلوح بيديه مودعاً نسره الصغير، اردف قائلاً: عالياً، عاليا حَلق ايها النسر ، نَسُلك هو من افضل الطيور في الخليقة وقريباً سوف تتعود على بيئتك الجديدة. ” انت محق يا بني، فهذه الصخور وحوافها الحادة سوف تجعله يشعر كأنه في بيته. هنا في جبل منكَيشي سوف ينعم بالحرية وينعم بموطئ قدم”، قالها والد نيسان وأردف مضيفاً “عاد النسر الى سربِه. لقد أصبح واضحاً الآن ان الطيور على أشكالها تقع”

" ما تعود عليه نمور" قصة للأطفال بقلم عادل الصفار


قصة: عادل الصفار 

رسم : نور الرشدان
تعود النمر الصغير (نمور) على عبارة يرددها على مسامع أمه كلما شعر بالجوع وهي: (ماما.. أنا جائع) .. وفي آخر مرة خرجت فيها النمرة الأم للبحث عن الطعام كانت تفكر مع نفسها في طريقة تجعل ولدها نمور ينتبه إلى انه يجب عليه أن يفكر في البحث عن الطعام بنفسه، فهي لا تريد أن تصارحه بهذه الحقيقة كي لا تجعله يعتقد أنها لم تعد تحبه أو أنها تريد التخلي عنه .. وحين عادت النمرة بعد تجوالها في الغابة بادرها ولدها على الفور :- لقد تأخرت يا أمي .. أنا جائع ..
نظرت الأم بحنان إلى وجه ولدها لكنها قبل أن تضع إمامه طعاماً قالت له:- منذ كنت صغيراً جداً والى هذا اليوم وأنا اسمع منك هذه العبارة التي تكررها دائماً، يا ولدي أنت الآن كبرت.. لذا أريدك أن تُفرح قلبي بعبارة لم اسمعها من قبل.. عبارة جديدة تتناسب مع عمرك الآن ..!!
 دهش نمور لكلام أمه الذي يسمعه لأول مرة.. فقال متسائلاً:- عبارة جديدة..؟! مثل ماذا يا أمي ..؟!
فابتسمت الأم بوجه ولدها وهي تضع له الطعام قائلة:- تناول طعامك الآن , وبعد ذلك فكر فيما قلته لك ..
********
في اليوم التالي لم تخرج النمرة للبحث عن الطعام بل بقيت في البيت منتظرة ما سيقوله ولدها, لعله يبادرها بكلام يفرحها.. لكنه حين شعر بالجوع لم يقل لها سوى هذه العبارة: اخرجي للبحث عن الطعام يا أمي.. فأنا جائع..
فنظرت إليه نظرة عتاب وأسف, ثم قالت له: أهذا كل ما استطعت قوله يا ولدي ..؟! كنت أظنك ستقول كلاماً جديداً.. حسناً أنا خارجة..
خرجت النمرة الأم لكنها هذه المرة لم تتوجه للبحث عن الطعام بل اختبأت قرب البيت لترى ما سيفعله ولدها حين يشتد جوعه..
************
وبعد أن مضت ساعتان من الوقت فوجئت به يخرج وهو يتلوى جوعاً, وقد أخذ يتلفت حوله مردداً: يا ترى أين ذهبت أمي..؟! لقد تأخرت؟! أكاد أموت من الجوع..!!
فجأةً.. وإذا به يرى ذئباً يحمل معه طعامه وهو يهم بالجلوس تحت شجرة واسعة الظلال، وما ان جلس حتى راح يأكل.. فصاح نمور فرحاً: ها.. سأذهب إليه واطلب منه بعض الطعام..
وهنا صرخت أمه قائلة: قف مكانك..
فأذهلته تلك الصرخة وجعلته يحدق في وجه أمه التي اقتربت منة معاتبة إياه بغضب شديد: وأسفي عليك يا ولدي.. كنت أظن أن جوعك سيدفعك للبحث عن الطعام لا أن تطلبه من الآخرين.. !!
فرد عليها متلعثماً: ابحث عن الطعام..؟! كيف..؟!  
فإجابته على الفور: هذه هي الكلمة التي كنت انتظرها منك يا ولدي.. كيف نبحث..؟ كيف نعمل..؟ كيف نحصل على الأشياء..؟ واعلم يا بني أن ما عزمت عليه قبل قليل كان سيفقدك احترامك وتقديرك بين الآخرين.. والآن هيا معي كي تتعلم كيفية البحث عن الطعام..
http://www.al-fateh.net/fateh-d/fa-09-215/ma.htm

الخميس، 26 أبريل 2012

"قمر وهلال" قصة للأطفال بقلم: إيمان الشافعي

قمر وهلال
من سلسلة حكايات شهد للأطفال من 4 : 6
إيمان الشافعي
انتظر رمضان ككل عام
شهر جميل أغني مع فانوسي .. حلو يا حلو وأجتمع مع الجيران
نأكل حلوى رمضان الكنافة و مهلبية قمر الدين .
ذهبت لأمي أسألها متى يأتي رمضان ؟
قالت أمي : عندما يظهر في السماء الهلال .
شهد : و أين سيذهب القمر أمي على أي حال ؟
القمر صغيرتي دائرة بيضاء تكتمل في يوم 14 من كل شهر ،
و الهلال هو بداية الدائرة تابعيه في السماء ، وقومي بالعد كل يوم ستعرفين أن ما قلته صحيح
و بعد يوم 14 يبدأ القمر ينقص كرغيف الخبز ، حتى يصبح هلالاً مرة أخرى .

وقفت خلف الشباك لأرى الهلال و لما رأيته جاء رمضان .
وكل يوم أكتب في سبورتي السحرية التي لا تحتاج لقلم حبر أو رصاص لتكتب فقط أضغط عليها بقلم بلاستيكي فتسجل واحد اثنان حتى وصلت ل14
وبعد ذلك أحضرت لي أمي رغيف خبز ،
كل يوم أقضم قضمة ، في اليوم الثاني ، الثالث ، الرابع حتى وصلت لأن أصبح الرغيف الدائري على شكل هلال و انتهى الشهر ليبدأ شهر جديد .
هكذا تعلمت كيف ينمو الهلال و ينقص القمر .
هلال صغير في السماء ينير ، كل يوم يكبر ليصبح قمراً مضيئاً ، أرقبه كل يوم ، حتى يشتد نوره ، أخرج مع أصحابي ، أنظر إلى السماء ، ما أجمل القمر ، وبعد اليوم الرابع عشر ، يبدأ القمر في النقصان ، حتى يصير صغيراً و يبدأ شهر جديد في بدايته يأتي العيد ، ما أجمل قمري ، تصبح على خير يا قمري المنير .

"العلجوم فوق الشجرة " حكاية للأطفال بقلم: سعاد محمود الأمين


العلجوم فوق الشجرة

سعاد محمود الأمين
كان دائما يتجول وحيدا فى الغابة المطيرة. فقد سئم من التجوال فى أرض الغابة المترعة المياه والبرك الآسنة، الى تعكس له صورته فيزداد نفورا ويأسا، فهو يشعر دائما بالدونيه بين كائنات الغابة المطيرة لايجد لنفسه ميزة  جمالية واحدة، فليس له ريش ملون مثل طيور الغابة، ولاصوف ناعم ولا عيون كحيلة .تبا لهذه الحياة لماذا أتيت اليها هكذا تحدث الى نفسه. حاول الفرار من كدره الدائم فرأى شجرة مخضرة طويلة الساق عريضة الجذور، أغصانها مورقة تعانق السماء، وتتمايل مع هبات النسيم العليل الذى يداعب أوراقها فتصدر حفيفا  هامسا كانها تؤانس بعضها. وفوقها قد حطت الطيور مختلفة الأنواع الببغاوات، ونقار الخشب وطيور الجنه الملونة الجميلة.  نظر الى ساق الشجرة وتحسسه تم أمسك الساق بذراعيه متشبثا، ورفع جسده  متسلقا، لم يكن خائفا من السقوط لأنه يائسا يريد الموت فقد أتعبته الوحدة وهجران العشيرة، تسلق قافزا من غصن لاخر كما تفعل طيور الجنة أمامه، حتى إنضم الى السرب .هبت نسائم رطبة تحمل روائح النوّار، والثمار.  والطيور منتشيه تطير محلقة ثم تعود وقد إمتلأت حواصلها بالديدان والحشرات والحبوب لفراخها. وطيور أخرى تجمع الأعشاب لتبنى أعشاشها فقد حان موعد وضع البيض. كان طائر نقار الخشب ينقر فى ساق الشجرة محدثا فجوة لوضع بيضه، والأنثى تختال فى تباهى حيث يقوم الذكر ببناء العش لها لوضع بيضها. وهناك عصافير الجنة  تزقزق فتضيف لموسيقى الغابة المطيرة نغمات  جميلة .كل هذا الجمال مجتمع فوق الشجرة،  أسراب طيور تطير وتحط فى تناغم مع الطبيعه. ابوذنيبة العلجوم فوق الشجرة يراغب هذا الجمال المتناسق، وهذا العمل الدؤوب، وأصوات الطيور المغردة، تسرى فى جسدةالمرهق خدرا لذيذا.كانت الطيور قد إستقبلته بترحاب، وثمنت صعودة أعلى الشجرة للانضمام اليهم تاركا أرض الغابة. فصارت تفرغ حواصلها المليئة بالديدان والحشرات المفصلية ليتغذى عليها ابوذنيبة أيضا .استمرأ ابوذنيبه الراحة لم يفكر بالنزول أبدا. ومكث موسما كاملا مع الطيور . حان موسم الهجرة للطيور، وبدأت الأسراب تنتظم وتحلق بعيدا.  صار ابوذنيبة فى قلق دائم ماذا سيفعل؟ تمنى أن يكون له ريشا فيطير معها . وضعت أنثى نقار الخشب البيض داخل الفجوة التى أعدت له فى ساق الشجرة، كانت الأم تطير لجلب الغذاء لفراخها التى تتركها فى حراسة نقار الخشب الأب. كان الطائر الوحيد المتبقى فوق الشجرة يرافق  ابوذنيبة، وقد خلت الأغصان من الطيور،واختفت الزقزقة، والتغريد وعم السكون. إلامن حفيف وريقات الشجر التى يهزها النسيم العابر.  سأل نقار الخشب ابوذنيبة: لماذا أنت فوق الشجرة؟ تاركا بيئتك الجميلة برك المياه العذبة والحشائش الخضراء وعشيرتك من العلاجم الطينية، كنت أحسبك فى زيارة لنا ،ولكن قد طالت إقامتك حتى هاجرت الطيور لقد مكثت موسما كاملا. ألم يصيبك السأم من الإعتماد على الغير، لماذا لاتهبط الى بيئتك وتتغذى مما تصطاد. ابوذنيبه لايسمع مايقوله نقار الخشب أعاره اذن صماء....شششششششششششش.. لايريد أن يسمع حقيقته الهارب منها. أغمض ابو ذنيبة عينيه ونكس رأسه حتى كاد يلامس صدره خجلا،  وإمتعض من نصيحة نقار الخشب .هو قد شارك نقار الخشب فرحة تفقيس البيض، وحراسته وظن أنه كسب وده، ولكن نقار الخشب ذكره واقعه وهو يريد أن ينسى الأرض والماء والأعشاب، ويستمتع مع الطيور فوق الشجرة . ضجرنقار الخشب رفع منقاره الى أعلى وإنتفض فهتز ريش رأسه ثم نظر الى ابوذنيبة متفحصا وعيناه تلمعان ثم قال محذرا:  عندما تنزل الأرض لن تستطيع المشى لأن أرجلك صارت على وضع الجلوس موسما كاملا.فكر ابوذنيبه والخجل واليأس قد تملكة ثم قال: يا صديقى نقار الخشب  سوف أحرس فراخكم الصغيرة داخل الفجوة. ويمكنك الطيران مع زوجتك ويكون ثمن الحراسة، أن تاتى لى بالديدان والحشرات فانا جائع. وافق نقار الخشب وفرد أجنحته وطار ينشد الحريه ويتحرر من الإلتزامات الأسريه.
دخل ابوذنيبه الفجوة نظرت اليه الفراخ وأصدرت أصوات إحتجاج سيك.. سيك..سسسس.. سيك قال لهم ملاطفا: أنا حارسكم أفسحوا لى أريد أن أنام. إنزوت الفراخ وعم الصمت المكان. نام ابوذنيبة كما لم ينم من قبل داخل الفجوة المظلمة. نوما ثقيلا فقد كان متعبا، من الجلوس الطويل على الأغصان.  يفكر فى مصيره عند هجرة الطيور جميعها حتى نقار الخشب.
كان القمر  مكتملا فى إستدارته يرسل اشعته الفضية فتتسلل الاشعة بين الأعضان. فترمى بظلالها الكثيفة على أرض الغابة، التى هدأت فى سكون الليل. إلا من صفير أوهسيس هنا وهناك . تسلل الثعبان خلسة من الغصن الذى كان ملتفا حوله ينتظر..ابتعاد نقار الخشب عن الفجوة  وقد حانت الفرصة..حححممممم... فراخ دون رقيب طار الأب تاركها....ياهوووووووو.. تمطى الثعبان وأخرج لسانه المشقوق متحسسا طريقه الى فجوة نقار الخشب حيث ترقد الفراخ.  أ دخل الثعبان رأسه. فصاحت الفراخ فزعا. ..سيو ..ساك وغاصت داخل الفجوة التى كان ابوذنيبة غافيا فيها. إنزعج وتملص  من ضغط الفراخ الفزعة، التى كتمت على أنفاسه.  أخرج ابوذبيبة رأسه  مستكشفا العدوا فظنه الثعبان فرخا فخطفه بين فكيه.  إستدار راجعا يحلم بهذه الوليمة الدسمة فى الليلة القمريه. كان عراكا مريرا بين ابوذنيبه العلجوم والثعبان الضخم حتى سقطا على الأرض فافلت الثعبان ابوذنيبه فهرب من أمامه مسرعا،  واختفى فى البركة حيث عاد لواقعه ليرى شكله على صفحة المياه مجددا. رفع رأسه وتحسس جسده بذراعه، غير مصدق نجاته من الثعبان الضخم وغاص مرة أخرى مختبئا فى الطين الموحل  بعيدا عن الشجرة...وأنفاسه تعلوا وتهبط من فرط المجهود الذى بذله ثمنا لحياته.

الأربعاء، 25 أبريل 2012

"حكاية لعبة"قصة للأطفال بقلم: محمد فتحي عبد السميع

حكاية لعبة
القصة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة بص وطل
محمد فتحي عبد السميع
رسوم: فواز 
"اسمي لعبة" 
 لا يهم نوعي، أو شكلي، أو حتى لوني، لكنني لعبة من هذه الألعاب التي تلعبون بها في بيوتكم، أو يعطونها لكم في وقت الراحة في المدرسة، مكافأة لكم على صمتكم في أثناء الدرس، أو تكريمًا لكم إذا فزتم بمسابقة ما. 
 من هنا تبدأ قصتي، فقد كنت أعيش على أحد الرفوف في محل لعب شهير، حين جاء أحدهم واشتراني؛ ليعطيني كجائزة لأحد المتفوقين في الدراسة. 
يومها فرحت كثيرًا، واعتبرت نفسي جائزة عظيمة الشأن، لطالبٍ تفوّق في دراسته، وكالمعتاد، حدثت المراسم المعتادة، حين لفّني البائع في لفافة أنيقة، وعطّرني بعطر جميل، ووضعني في صندوق مزركش زاهي الألوان، وهكذا ترونني يا أصدقائي، لابد أن أنام داخل الصندوق بعد أن أغلقوه بإحكام، حتى أكون في أفضل حال، حين يفتح الطالب المتفوق هديته ليجدني.
 لكنني غفوت كثيرًا. 
 كثيرًا جدًا، حتى إنني استيقظت أخيرًا على صوتٍ عالٍ لرجل عرفت أن اسمه المفتش زكي، وكان المفتش يؤنب المدرس الذي قام بشرائي، ويقول له:
 ما هذه اللعبة التافهة؟ 
كيف سنعطيها لطالب متفوق؟..كان يجب عليك أن تشتري لعبة مفيدة بدلاً من هذه اللعبة! 
 ابتلعت الإهانة، وأنا أنتظر دفاع المدرس عنّي، لكن المفتش زكي أكمل بسرعة: يمكنك أن تعيد هذه اللعبة إلى محل اللعب مرة أخرى، وتستبدل بها لعبةً مفيدة تنمي الذكاء والتفكير.
 أخيرًا رد المدرس قائلاً: سيدي المفتش .. من الصعب إعادة اللعبة مرة أخرى للمحل، لكنني أقترح أن نعطيها لطفل من أطفال الروضة، بدلاً من طالبنا المتفوق، وأنا واثق تمامًا أنه سيفرح بها كثيرًا.
 فكّر المفتش قليلاً، ثم قال: عندك حق، ما ينبغي للمتفوقين أن يلعبوا بهذه الألعاب التافهة. 
عند هذا الحد، لم أستطع أن أحتمل الإهانة، فرحت أبكي وأبكي، بعد أن خرج الجميع، ولم أتوقف إلا حينما ربتت لعبة صغيرة من صديقاتي على كتفي، وهي تقول لي: لا تبكي يا عزيزتي لعبة..إنهم لا يعرفون قيمتنا. 
 تطلّعت إليها بدهشة فقالت: أنا لعبة ..اسمي لعبة..لا يهم نوعي، أو شكلي، أو حتى لوني، لكن الأهم أن من يشتريني يعرف قيمتي، ومن يقتنيني يحافظ على سلامتي، فلا يكسرني، ولا يهمل الاعتناء بي أبدًا. 
لكن الأهم من كل ذلك يا عزيزتي، أن تعرفي أن اللعبة لا تصلح للجميع، وأن لكل عمر لعبته. 
 قلت لها: لكنهم أهانوني بشدة وقالوا إنني تافهة! 
 قالت اللعبة الزميلة: هذا لأنهم لا يعرفونك جيدًا.. لو أعطوك لطفل صغير لم يتعد الرابعة من عمره، سيفرح بك، ولو كانت طفلة صغيرة، ستعتبرك صديقتها، ولو كان ولدًا في السادسة، سيريك لكل أصدقائه في فخر، ويقول إنك أفضل لعبة لديه، هل تعلمين يا عزيزتي..يكفيك فقط أنك تسعدين كل هؤلاء، وتجعلينهم في منتهى الفرح والسعادة..ألا يكفيك ذلك؟ 
ابتسمتُ، وقد فهمتُ ما أرادت قوله، ومسحت دموعي، يكفيني فعلاً أنني أُسعد كل هؤلاء الأطفال، فإن لم يَفُز بي طالبٌ متفوقٌ، سيفوز بي طفل صغير، يحتاج أن يلعب معي، ويحب أن أسعده. 
 وفي يوم التكريم، وضعوني على منضدة كبيرة، بجوار عدد من تلك الألعاب التي يسمونها ألعابًا مفيدة وتعليمية، وجاءت لحظة مكافأة الطالب المتفوق، الذي توجّه إلى منصة التكريم، حيث المفتش زكي، وناظر المدرسة، وغيرهم من المدرسين، وبعد أن صافحهم جميعًا وسط تصفيق باقي الطلاب، التقط المفتش زكي لعبة "ميكانو" كبيرة، وقدّمها إلى الطالب في فخر، وهو يقول: 
هاك جائزتك يا صغيري..إنها لعبة مفيدة ستُعلّمك الكثير.
 لكن الطالب -الذي عرفت أن اسمه (عمر)- ابتسم في شكر، قبل أن يقول: أشكرك كثيرًا يا سيدي، لكن هل يمكنني أن أستبدل بـ"الميكانو" هذه اللعبة؟ 
قالها وهو يشير نحوي في مفاجأة حقيقية، فارتبك المفتش زكي، وهو يقول: لكنها لن تفيدك أبدًا.. إنها لعبة تافهة! 
 رد عمر: على العكس يا سيدي..ستفيدني حتمًا، حين أستريح من استذكار دروسي؛ لأنني لحظتها سأريد أن ألعب لعبًا حقيقيًا، يبهجني مع إخوتي الصغار.
 نظرت إلى عمر في شكر، ولم يجد المفتش زكي سوى أن يقول: حسنًا.. لك ما أردت. 
والتقطني عمر، وهو يرفع يده عاليًا لأصدقائه، في منتهى السعادة، وكأنه قد فاز بما لم يَفُز به غيره، ونسيت دموعي وسط ابتسامات كل من حولي، وفرحتهم بي، وأنا أتذكر كلمة اللعبة الزميلة: يكفيك أنك تسعدين كل هؤلاء. 
 http://boswtol.com/culture/writing-workshop/10/june/30/16237

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

"الثعلب يعلّم الذئب كيف يصطاد السمك" حكاية شعبية للأطفال ترجمة: عيسى فتوح

الثعلب يعلّم الذئب كيف يصطاد السمك
ترجمة: عيسى فتوح
كان ثعلبٌ جائعٌ يتجولُ بحثاً عن الطعامِ في يومٍ باردٍ من أيامِ الشتاءِ، حين رأى فجأةً من بعيدٍ، صيادَ سمكٍ يحملُ كيساً مملوءاً بالسمكِ على عربةٍ جليديةٍ، فخطرتْ لهُ حالاً فكرةٌ جيدةٌ: «سأستلقي على الطريقِ، وأتظاهرُ بأنني ميتٌ».
أقبل صيادُ السمكِ خلالَ بضعِ دقائقَ. حين رأى الثعلبَ الميتَ أوقفَ حصانهُ وقال: «إنَ فرو ذلك الثعلب سيصنعُ طوقاً دافئاً جميلاً لزوجتي».
جلس في مقدمةِ العَرَبَةِ واستأنفَ سيرهُ. في تلك الأثناءِ فتح الثعلبُ ثقباً في الكيسِ، وأخذَ يرمي السمكَ على الطريقِ، ثم قفزَ فالتقطَ كل ما رماهُ من السمكِ وراحَ يأكلهُ عند كومةٍ من الحشيشِ كانت هناكَ.
مرّ بهِ ذئبٌ جائعٌ، فلما رآه يأكلُ السمكَ قال: «من أينَ حصلتَ على كلِ هذا السمكِ، يا صديقي القديمَ؟ دعني أحصلْ على شيءٍ منه أيضاً».
قال الثعلبُ وعلى وجههِ أماراتُ الحكمةِ: «لن أعطيَكَ شيئاً. اذهبْ واصطدْ بنفسِكَ». ثم أخذ يعلّمُهُ كيفَ يصطادُ السمكَ:
«ستجدُ ثقباً في جليدِ النهرِ. ضع ذنَبكَ فيهِ، وانتظرْ حتى يعضَكَ السمكُ».
فعل الذئبُ الأحمقُ مثلما علمه الثعلبُ. ذهب إلى النهرِ، ووضعَ ذنبهُ في ثقبِ الجليدِ، وانتظرَ أن يبدأَ السمكُ بالعضِ.
أرخى الليلُ سدوله وصار أبردَ فأبردَ، فتجمدَ ذنبُ الذئبِ في الجليدِ حالاً.
جاءت نساءُ القريةِ صباحَ اليومِ التالي إلى النهرِ لجلبِ الماء. حين رأينَ الذئبَ صرخنَ طلباً للنجدة. أسرعَ الناسُ يحملونَ عصيّهم، ففقد الذئبُ المسكين صوابَهُ. شدَّ بكلِ
ما عندهُ من قوةٍ وشدَّ، فانقطعَ ذنبُه! وهكذا خسِرَ الذئبُ العجوزُ الأحمقُ ذَنَبَهُ، ولم يصطدْ أيُ شيءٍ من السمكِ!.


*من كتاب "الأرنب البريّ وأصدقاؤه"حكايات شعبية عن الحيوانات من جمهورية لاتفيا منشورات وزارة الثقافة - مديرية ثقافة الطفل

دمشــق - 2009

الاثنين، 23 أبريل 2012

"حكاية نطوط الصغير" قصة للأطفال بقلم: نايف عبدالله المطوع

حكاية نطوط الصغير
جائزة اليونسكو لأدب الأطفال واليافعين من أجل التسامح لعام 1997 م 
 نايف عبد الرحمن المطوع

 يعيش السيد نطوط في مدينة أسمها " مدينة النط " وكل أهل هذه المدينة شكلهم دائري .
 أهم شيئين في المدينة هما النط والدحرجة ،
 يقيم أهل المدينة مسابقات لتقييم أعلى نطة وأسرع دحرجة .
 كل يوم يشترك السيد نطوط وزوجته نطوطة في المسابقات
 ولكن لن يشتركا فيما بعد الآن : فالسيدة نطوطة حامل والسيد نطوط مشغول في الاستعداد لاستقبال نطوط الصغير
 قال السيد نطوط : عندما يولد طفلنا سوف أنططه طوال اليوم .
 قالت السيدة نطوطة : يمكنك أن تنططه بعد ما أدحرجه وهو عائد من المدرسة .
انتظر السيد نطوط وزوجته السيدة نطوطة طفلهما طويلا ،
 وفي اليوم المنتظر للولادة أخذ السيد نطوط زوجته إلى المستشفى غرفة الولادة
 حظر الأصدقاء ليتمنوا لهما حظا سعيدا .
 كل العيون كانت في اتجاه غرفة الولادة عند مجيء نطوط الصغير . غرفة الولادة وا وا وا
 تساءل أحدهم : " إلى أي ارتفاع سينط يا ترى ". وسأل آخر : " كيف ستكون سرعته في التدحرج ". ؟ ؟
 جاء المولود ، فقال أحدهم : يا إلهي المولود نطوط الصغير ليس مدور
 وسأل أحدهم " ما الفائدة منه ؟ إنه لايستطيع التدحرج " وقال آخر :" ولا يستطيع النط أيضا " !!! !!!
 ببطء شديد انسحب أصدقاء السيد نطوط والسيدة نطوطة ، لا أحد يريد أن يكون بجانب دائرة غير مدروة .
 لم يعرف السيد نطوط ولا السيدة نطوطة ماذا يفعلان ،حاول السيد نطوط أن ينطط ولده ولم يقدر ، !!!
 حاولت السيدة نطوطة أن تدحرجة إلى المدرسة ولكنها أيضا لم تستطع فاضطرت لدفعه بنفسها !!!
 سخر الأطفال منه في الدرسة وضحكوا عليه وقالو : انظروا إلى شكله نصف دائري ، إنه لا يستطيع أن ينط أو يتدحرج ها ها ها !!!
 عاد نطوط الصغير إلى والديه شاكيا باكيا :
 " لماذا لا أكون مثل الآخرين ؟ أريد أن أنط ، أريد أن أتدحرج ، أريد أن أكون سعيدا"
 قال والده :" لا تحزن يا نطوط ، كونك لا تستطيع النط أو التدحرج لا يعني أنك لن تكون سعيدا "
 فسألهما نطوط الصغير :" وكيف ذلك؟” ؟؟؟؟
 فرد والده :" حاول أن تعمل شيئا آخر غير النط والتدحرج "
 حاول نطوط الصغير أن يكون مزهرية ولكن أحدهم رمى عليه الرمل فآذاه ،
حاول أن يكون حوض أسماك ولكن أحدهم سكب بداخله كولا
 حاول أن يكون قبعة ولكن في أحد الأيام قام أحدهم بخلعه ورميه على الأرض ، وتركه هناك وانصرف .
28. شعر نطوط الصغير أنه وحيد وانتظر لفترة طويلة ولم يأت أحد لمساعدته
 ذات يوم هطلت أمطار غزيرة على مدينة النط
 عندما توقف المطر، سمع نطوط الصغير صراخ أهل المدينة وهم ينادون :" النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة !
 تعجب نطوط الصغير وتساءل :" كلهم مدورن ويستطيعون النط والتدحرج ، فلماذا يحتاجون المساعدة ؟؟ " النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة ! ؟؟؟؟
 ولكنه تذكر :" لا أحد يستطيع أن ينط أو يتدحرج في الماء ! " النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة ! النجدة !
 قفز نطوط الصغير في الماء واستطاع أن يطفوا فوقه
 بدأ في نقل أهل مدينة النط واحدا تلو الآخر إلى ربوة عالية
 والجميع يهتفون عاليا نطوط ... نطوط نطوط البطل يا بطل أحسنت يا شجاع حيوا نطوط نطوط الشجاع
 بعد انتهاء العواصف والأمطار عاد أهل القرية وقرروا مكافأة نطوط على شجاعته
 وقرروا تعيينه في وظيفة مناسبة له ولقدراته ولوضعه الخاص ؟ ؟ ؟ ؟
 معلم ومنقذ سباحة في مدينة النط.